ما زالت بورسعيد تحت وطأة الغليان، أهالى المدينة الباسلة لا يتوقفون عن الذود عن بلدتهم منذ الفصل الأول فى الحكم يوم 26 يناير الماضى، سقط العشرات وأصيب المئات ودخلت المحافظة ذات الموقع التاريخى فى عداوة مع النظام والداخلية، وبات كلا الطرفين يترقب سقوط الآخر. ترصد «الوطن» ما تلى الفصل الثانى بعد حكم 9 مارس، والذى يبدو أنه لن يكون الأخير فى مسرحية الاشتباكات المستمرة، الأهالى ما زالوا يتمسكون باعتذار الرئيس، وأسر ضحايا لا يعرفون بأى ذنب قُتل ذووهم ومن ذا الذى سيأتيهم بالقصاص العادل، وثمة أسر أخرى راحت تتهلل فرحا بعدما أصدر القاضى حكما ببراءة أبنائهم، فيما باتت عائلات المحكوم عليهم بالإعدام تمنى أنفسها ببصيص أمل فى النقض، فلربما تتحرر الرقاب. فى أعقاب الحكم راح أهالى بورسعيد الغاضبون يجوبون شوارع المدينة فى مسيرات حاشدة، البعض يتوعد بتعطيل قناة السويس واللجوء إلى التصعيد مهما كلفهم الأمر، دون أن ينسوا التذكير بدم الشهيد كريم عطعوط، بعدما راحت مكبرات الصوت تجوب شوارع المدينة مذكرة «يا كريم يا ولد دمك بيحرر بلد». فى هذا الملف تحاور «الوطن» بعض الحاصلين على حكم البراءة، ويروون كيف تم نقلهم من سجن بورسعيد، فى العملية التى وصفها السجناء بأنها «عملية خطف»، بعدما اقتادوهم من أسرّتهم فجرا وسحبوهم خارج العنابر قبل أن يرتدوا ملابسهم وكمموا أفواههم، قبل أن يتم شحنهم إلى سجن وادى النطرون. كما يكشف التحقيق الذى أجرته الجريدة عن تردى أوضاع المستشفيات فى المدينة الباسلة، وكشفت الأسباب التى تجعل أغلب المستشفيات تقوم بتحويل المصابين إلى المدن المجاورة، إما لنقص التجهيزات أو لرغبة القائمين عليها فى عدم التورط فى علاج ضحايا الاشتباكات، وبالتالى يزعمون أنها غير مؤهلة. أخبار متعلقة: الأحداث الأخيرة تكشف: المستشفيات خارج نطاق الخدمة الحكم واحد ورد الفعل مختلف: أهالى المتهمين يروون تفاصيل «الساعات الثقيلة» والد «عطعوط»: «الداخلية» ضربت ابنى بالرصاص فى مخه و«اليهود ما بيعملوش كدا» المتهم «البرىء» فى «مجزرة بورسعيد»: مصر كلها متهمة «أشرف» بعد البراءة: ولدت من جديد والصدفة جعلتنى متهماً «الوطن» ترصد: مسيرات ليلية غاضبة فى شوارع بورسعيد.. والعصيان يفرض نفسه «السلفية الجهادية»: الحكم فى المجزرة «طاغوتى مسيس»