سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان فى «أبوحشيش» يبيعون الموت فى قنابل «المونة» سعرها 10 جنيهات وأشهر صانعيها «الليمونى» و«عزمية».. ومكوناتها حسب رغبة الزبون: عايز صوت يبقى «زلط».. عايز إصابات يبقى «زجاج ومسامير وحديد مبشور»
ساكنوها لم يعرفوا سواها طريقاً لتحسين مستوى معيشتهم، فتلال القمامة التى ملأت الأرض، والعشش القديمة المتلاصقة التى يسكنون فيها، رسمت علامات اليأس على ملامحهم، فكان طريقهم الوحيد للحياة هو تصنيع الموت فى عبوات. قنبلة «المونة» كما اصطلحوا على تسميتها، هى مهنة سكان عزبة «أبوحشيش»، التى يرتزقون منها، واحدة منها كفيلة بتدمير شقة بأكملها، أو قتل ثلاثة أشخاص، فكما يقول عم محمد، أحد سكان المنطقة، ويعمل سائقا: «الشرطة عمرها ما فكرت تدخل منطقتنا أو تهوب ناحيتنا، مش خوف بس إهمال، لدرجة إننا يئسنا أن المنطقة تتغير». شعبان الليمونى وعزمية، هما أشهر صانعى تلك القنبلة، ويسكنان بالجانب الغربى من العزبة، حيث يخاف السكان المرور، بسبب تجار الحشيش والغجر الذين لا يتركون أى شخص يمر من جوارهم دون تقليبه أو سرقته. «سعر القنبلة لا يزيد على 10 جنيهات»، قالها «الليمونى» مؤكدا توفير وسيلة آمنة لزبائنه لنقلها حيث إن أى اهتزاز فى القنبلة ربما يؤدى إلى انفجارها فى الحال، ويجب أن يتم نقلها ليلا تجنبا للحر الشديد. «قنابل المونة» تتكون من «بارود أحمر وأبيض»، وكمية كبيرة من الزلط، وزجاج مكسور، وقطع حديد مبشور، وإذا أراد الزبون صوت فرقعة مرتفعاً جدا تزاد كمية الزلط، أما إذا أراد إصابات نافذة تزاد كمية الزجاج والحديد المبشور.. هذا ما أكده «الليمونى» الذى أشار إلى بيع كمية كبيرة من القنابل خلال الأحداث التى تشهدها الدولة فى الفترة الماضية وحاليا. «عزمية»، الاسم الثانى الأشهر فى تصنيع هذه القنبلة، تحدثت إلى «الوطن» من وراء ستار، حرصاً منها على عدم كشف شخصيتها، قالت إنها كانت لفترة طويلة تقوم بتصنيع هذه القنابل وبيعها، لكنها تعرضت لحادث فى منزلها؛ حيث انفجرت القنبلة أثناء تصنيعها فانهار سقف المنزل عليها وعلى والدتها فأصيبت فى ذراعها اليمنى، ومن يومها تكتفى ببيع المواد الخام للقنبلة وتطلب ممن اشتراها إضافة المكونات بنفسه. «عزمية»، الفتاة العشرينية التى يعرفها كل من فى العزبة، تنصح زبائن «قنبلة المونة» بعدم استخدامها إلا فى التهديد فقط، حتى لا تتحول إلى سلاح فى أيدى البعض للتخلص من خصومهم.