لم تهدأ المنصورة منذ يوم 24 فبراير الماضي عندما دعا متظاهرو المنصورة للعصيان المدني الشامل وتتجدد الأحداث اليومية واستجابوا لمبادرة نبذ العنف بين المتظاهرين والشرطة، وخاصة بعدما أعلن الأمن المركزي الإضراب وعدم الخروج للخدمات، إلا أن فوران الغضب مستمر ولم يهدأ منذ 12 يوم. بدأت الاحتجاجات اليومية من أمام مديرية أمن الدقهليةالجديدة عندما نظم العشرات من الشباب وأعضاء القوى السياسية بمدينة المنصورة وقفة صامتة لإعلان تضامنهم مع وسام الشحات، الذي تم إلقاء القبض عليه داخل مستشفى المنصورة الدولي واتهامه بحيازة فرد خرطوش وسلاح أبيض و"جنزير"، و تم احتجازه في سجن برج العرب . ورفع النشطاء لافتات كتبوا عليها "يسقط تجار الدين والدم" و"الدبابات كترت والكترة غلابة والقلب لو مؤمن ولا ألف دبابة"، و"قالوا كريستي مات قلهم لا عاش الجنة مفهاش موت ولا تندخل ببلاش". وأكد المشاركون في الوقفة أن مدير المباحث أصدر مذكرة أكد فيها أن وسام الشحات "خطر على الأمن العام" وقام بنقله إلى سجن برج العرب، رغم أنه رهن التحقيق، ولا يعلم أحد مصيره حتى الآن، وكل تهمته هي توصيل أحد المصابين إلى مستشفى المنصورة الدولي وانطلقت مسيرة حاشدة شارك فيها عدد كبير من المواطنين اتجهت إلى ميدان الشهداء وشارع قناة السويس في سلمية تامة ووصلت إلى شارع "الدراسات". ورفض المتظاهرون إغلاق شارع الجيش وتصدوا لبعض الصبية والمجهولين ومنعوهم من إغلاقه وأكدوا على أن مطالبهم تتمثل في إسقاط النظام وإقالة اللواء سامي الميهي، مدير أمن الدقهلية، نتيجة لعنف الشرطة ضد المتظاهرين خلال الأيام ال11 الماضية والقصاص لدم الشهيد حسام الدين عبد الله، الذي دهسته مدرعة مساء الجمعة الماضية، والقصاص لدماء شهداء الثورة. ورددوا الهتافات منها "الشعب يريد إسقاط النظام " و "حسام فى الجنة " و "يسقط يسقط حكم المرشد " و"القصاص القصاص من اللي قتلوا إخواتنا بالرصاص". وقال وليد علي، أحد المتظاهرين: "خرجنا من أجل هدف إسقاط النظام ولابد أن يسقط طالما أردنا ذلك وقد فعلناها من قبل ونحن قادرون على تحقيقها هذه المرة ولن نترك جماعة تتحكم في مصير شعب بأكمله". وفي الوقت نفسه، دعا حزب مصر القوية الأحزاب والقوى السياسية بالمحافظة إلى عقد اجتماع طارئ بينهم لطرح سبل التهدئة والاتفاق على مطالب الثوار والأحزاب. وطرح عدد من القيادات الشبابية بالمحافظة مبادرة "إيقاف نزيف الدم" طالبوا فيها مبادرة تتضمن سحب التشكيلات الأمنية المتواجدة في منطقة الأحداث لتفويت أي فرصة للتصادم بين الطرفين، وإخلاء حديقة مديرية الأمن القديمة من السيارات لتفادي أي محاولة احتكاك، وتواجد أمني داخل المباني الواجب حمايتها دون أن يظهروا أنفسهم للنشطاء لعدم إثارتهم وإعطاء الفرصة لمناوشات جديدة. وقال أيمن الدياسطي، أحد قادة حركة 6 أبريل بالمنصورة، أن المبادرة تهدف إلى إيقاف سلسلة الاشتباكات ووقف نزيف الدم السائل من شباب مصر وندعو الجهاز الأمني للاستجابة إلى المبادرة وإثبات حسن النوايا لإيقاف مسلسل العنف اليومي بالمنصورة.