حذرت شبكة "إيفكس" العالمية المدافعة عن حرية التعبير، اليوم، من تصاعد التهديدات بالقتل ضد الصحفيين، والهجمات على حرية التعبير في تونس. وقالت الشبكة، التي تضم 80 منظمة مدافعة عن حرية التعبير، في رسالة مفتوحة إلى السلطات التونسية: "لقد فاقمت التهديدات بالقتل والاعتداءات الجسدية وظهور خطاب الكراهية والاتهامات بفرض رقابة رسمية على وسائل الإعلام الناقدة الوضع المحفوف بالمخاطر بالنسبة لحرية التعبير في تونس". وأضافت: "في الوقت الذي تزداد فيه الأزمة السياسية في تونس تعمقا عقب اغتيال الزعيم السياسي اليساري الجريء شكري بلعيد، واستقالة رئيس الحكومة حمادي الجبالي، تتصاعد الهجمات ضد الصحفيين والكتاب". ودعت الشبكة الحكومة التونسية لإدانة مثل هذه الهجمات، وضمان سلامة الصحفيين والكتاب والعاملين في مجال الإعلام الذين يكتبون عن الأزمة الحالية، وإلى تنفيذ التشريعات المتاحة لهم التي توفر حماية أفضل لحرية التعبير. ولفتت إلى أن تونس "شهدت حملة لم يسبق لها مثيل من تهديدات بالقتل ضد الصحفيين والكتاب والعاملين في وسائل الإعلام التي تنتقد حزب حركة النهضة (الإسلامية الحاكمة)، وتعاملها مع الأحداث الأخيرة". وقالت الشبكة إنه "مما يثير القلق بشكل كبير أن (قائمة موت) بأسماء بارزة من الكتاب والصحفيين الذين يفترض أنهم (مسيئون للإسلام) قيد التداول في الوقت الحاضر" على موقع "فيس بوك". وتابعت: "يُعتقد على نطاق واسع أن (رابطات حماية الثورة)، التي يقال إن لها علاقات وثيقة مع حزب النهضة، أصدرت هذه القائمة". وأوضحت الشبكة أن ناجي البغوري، النقيب السابق للصحفيين التونسيين، تلقى يوم 14 فبراير تهديدا بالقتل في الشارع من عضو في رابطات حماية الثورة، وتهديدات أخرى بالقتل عبر البريد الإلكتروني والهاتف المحمول. وأضافت أن نقيبة الصحفيين الحالية نجيبة الحمروني "تلقت تهديدات بالقتل من مجهولين، يتهمونها بتشويه سمعة حزب حركة النهضة وإهانة الإسلام". وأوردت أن الكاتبة الصحفية نزيهة رجيبة، المعروفة بكتاباتها المنتقدة لحركة النهضة، تلقت اتصالا هاتفيا بعد وقت قصير من اغتيال شكري بلعيد، حذرها المتحدث من أن تصمت أو أنها ستكون الهدف القادم. وقالت شبكة إيفكس إن إذاعة "موزاييك إف إم" التونسية الخاصة "تلقت تهديدات وتقدمت بطلب إلى وزارة الداخلية من أجل توفير الحماية". ودعت المنظمة السلطات التونسية إلى "إجراء تحقيقات كاملة وشفافة حول المسؤولين عن إصدار مثل هذه التهديدات، بغية ردع مناخ الإفلات من العقاب السائد في البلاد" و"التعجيل بتوفير بيئة آمنة لأولئك المستهدفين تمكنهم من القيام بعملهم".