سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قضاة: عقوبة تعدى نجل «مرسى» بالسب على ضابط الشرطة هى الحبس 6 أشهر.. أو رد الإهانة له المستشار عيد سالم: إن مرت هذه الواقعة مرور الكرام فستكون «سقطة أخرى» لدولة القانون
قال قضاة إن تعدى «عبدالله» النجل الأصغر للرئيس محمد مرسى على الملازم أول شرطة أحمد حمدى، الضابط المُعيّن فى خدمة تأمين منزل الرئيس بالشرقية، يمثل «جُنحة تعدٍّ» على موظف عمومى أثناء تأدية عمله، ودليلاً على «عدم احترام القانون»، معتبرين أن تقديم «عمر» نجل «مرسى» الأكبر اعتذاراً للضابط غير كافٍ، وأنه لا بد من المساءلة القانونية، ليكون الجميع سواسيةً أمام القانون. أكد المستشار رواد محمد فاروق، الرئيس بمحكمة شمال القاهرة الابتدائية، أن سب نجل الرئيس لضابط الحراسة «جنحة» مؤكدة، مشيراً إلى أن الأمر يتوقف على تقديم المجنى عليه (الضابط) شكوى رسمية بذلك خلال 3 أشهر من حدوث واقعة التعدى، لأن الضابط هو وحده المنوط به التقدُّم بالشكوى طبقاً للقانون. وأرجع «فاروق»، فى تصريحات ل«الوطن»، سبب تعدى نجل الرئيس على ضابط الشرطة إلى «غياب دولة القانون، وضرب الحائط بأحكام القضاء»، حسب تعبيره، متخوفاً من أن يتسبب ذلك فى سعى جميع أفراد الشعب إلى الحصول على حقوقهم بأيديهم، مع أنه من المفترض فى نجل الرئيس أن يكون قدوةً حسنةً للمواطنين فى احترام القانون. وعما إذا كان تقديم «عمر» نجل شقيق «عبدالله» اعتذاراً للضابط أمراً كافياً، نفى «فاروق» ذلك، مؤكداً وجوب مساءلته قانونياً، قائلاً «يجب أن يكون الجميع سواسية أمام القانون، فلا فارق بين نجل الغفير أو نجل الوزير، فى حال تجاوز أى منهم القانون». ومن جانبه، قال المستشار محمد عيد سالم، أمين عام مجلس القضاء الأعلى السابق، أن نجل الرئيس ارتكب «جريمة» يعاقب عليها القانون بالحبس، وهى الاعتداء على موظف عام أثناء عمله بالسب والإهانة. وأضاف «سالم» ل«الوطن» أنه «إذا مرت هذه الواقعة مرور الكرام، فستكون سقطة أخرى لدولة القانون، خصوصاً أن مرتكبها ليس شخصاً عادياً، لذلك سيكون أثرها شديداً، فقد أساء إلى والده الرئيس قبل أن يسىء إلى ضابط الشرطة». واستشهد «سالم» بحادثة عمرو بن العاص، حينما كان والياً على مصر، حيث تسابق ابنه مع صبى قبطى، فسبقه القبطى، فغضب ابن عمرو وضربه بالسوط، قائلاً له «خذها وأنا ابن الأكرمين»، وكان القبطى يعلم بعدل الخليفة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، فذهب إليه يشتكى، قائلاً «ضربنى ابن الأمير»، فبعث «ابن الخطاب» برسالة عنيفة يوبخ فيها «ابن العاص» بكلمات شديدة، فذهب مذعوراً وأتى بابنه حتى مثل الجميع أمام الخليفة الذى قال للقبطى «قم وخذ هذا واضرب ابن الأكرمين»، ثم قال ل«ابن العاص»: «اخلع عمامتك»، وأمر القبطى أن يضربه على رأسه؛ لأنه أباح لابنه أن يضرب المجنى عليه، ويتعدى على حقه، وإن كان تحت إمارته، وإن كان كافراً؛ لأن الظلم غير مقبول. ومن جهته، قال الدكتور عماد الفقى، أستاذ القانون الجنائى، إن نجل الرئيس «مرسى» ارتكب جريمة إهانة موظف عام التى يُعاقب عليها بالمادتين 1/133 و134 من قانون العقوبات، لأن ما يُوجّه إلى الموظف مما يمس شرفه أو كرامته يُعاقب عليه بهاتين المادتين، سواء أكان من قبيل القذف أو السب. وأضاف «الفقى» أن «عقوبة نجل الرئيس ستكون بالحبس مدة لا تتجاوز 6 أشهر وغرامة لا تتجاوز 200 جنيه، بالإضافة إلى جريمة السب والقذف فى حق الضابط، ولكن الأمر يتوقف على تحريك المجنى عليه للدعوى الجنائية بتقديم شكوى بما وقع عليه من اعتداء»، مؤكداً أن «الواقعة تتحقق بمجرد تعمّد الجانى توجيه الألفاظ التى تحمل معنى الإهانة إلى الموظف أثناء تأدية وظيفته أو بسببها».