أشبع الكثيرون الدكتور «مرسى» لوماً على تعيين ابنه الذى تخرج فى الجامعة منذ بضعة شهور فى الشركة القابضة للطيران بمرتب شهرى كبير، كما تردد، ولا أريد أن أضيف المزيد من اللوم له. فليُعيِّن الرئيس الإخوانى نجله ب38 ألف جنيه أو حتى ب38 مليون جنيه، وليتراجع الابن عن الوظيفة بعد ذلك، وليسمح وزير العدل بمنح ابنه وظيفة سخية المرتب فى قطر، وليفعل المستشار محمود مكى سفير مصر فى الفاتيكان ذلك، ويعين ابنه بالقضاء. ليفعل هؤلاء ما يحلو لهم، طالما طابت نفوسهم بذلك. كل ما أرجوه ألا يتكلموا فى موضوع الإسلام، وألا يأتى على ألسنتهم حديث عن شرع الله، وقيم النبوة، وتجربة الخلافة الراشدة. كفاكم إساءة إلى هذا الدين. وعلى «دلاديل» الإخوان من الجماعة الإسلامية وبعض السلفيين أن يخرسوا إلى الأبد وألا نسمع لسانهم يهتف بقول: «إسلامية.. إسلامية»، أو «الشعب يريد تطبيق شرع الله». فرئيسكم ذو اللحية لا يتعامل مع الإسلام إلا كأداة للمتاجرة على عباد الله، حتى إذا بلغ المرام، وضع المصاحف والقرآن والدين على أقرب رف، وانطلق يغرد وإخوانه فى سيرك الدولة بنفس المنطق الذى كان يعمل به رجال العهد السابق الفاسد، بل إن رجال العصر الجديد أكثر فساداً، لأن أسلافهم لم يرتدوا عباءة الدين، ولم يخرجوا للناس فى ثياب الواعظين. إياكم أن تحدثونا عن كفاءة ابن «مرسى» أو ابن «مكى الوزير» أو ابن «مكى السفير». لو كان لديكم بقية من دين أو ضمير فدعونى أذكركم بحديث النبى صلى الله عليه وسلم، عندما أرسل والياً ليجمع صدقات «الأزد»، فلمّا جاء أمسك بعض ما معه وقال: إنّه هديّة لى، فقال صلى الله عليه وسلم: هلّا جلست فى بيتك وبيت أبيك وبيت أمك حتى يأتيك هدية إن كنت صادقاً، ثم قال: والذى نفسى بيده، لا يأخذ منكم أحد شيئاً بغير حقّه إلا أتى الله يحمله، ولا يأتينّ أحدكم يوم القيامة ببعير له خوار أو شاة تبعر. ثم قال: اللهم هل بلّغت. لو كان لديكم نصيب من الحياء فاقطعوا ألسنتكم بأيديكم ودعوكم من الحديث عن الإسلام والإيمان، وليصمت صوت «الدقون» التى سوف يذكر التاريخ أنها كانت أكبر أداة للإساءة إلى سمعة هذا الدين. فمثلكم كمثل ثعلب أمير الشعراء «أحمد شوقى» الذى ارتدى عباءة الدين وأخذ يدعو الناس -بالخداع- إلى الزهد فى لحم الطيور، وأرسل رسولاً من طرفه إلى الديك لكى يؤكد له التحول الذى أصاب الثعلب، «فأجاب الديك عذراً يا أضل المهتدينا.. بلّغ الثعلب عنى وعن جدودى الصالحينا.. أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا.. مخطئ من ظن يوماً أن للثعلب دينا»!.. فدين الثعالب هو دين الإخوان على دين السلفيين!.