السؤال: درج صديق لي بالاعتداء علي المال العام واستباحة التطاول عليه فنهرته عن ذلك فقال لي هذه اللفظة: "ده مال عام مالوش صاحب" فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: لقد حرم الاسلام الاعتداء علي المال العام أواستباحة حماه سرا وعلانية وأنه قد عد ذلك كبيرة منكرة فضلا عما يحيق بالمعتدين عليه من وصمة الخزي والعار علي رءوس الأشهاد يوم القيامه حيث يحشرون في هذا اليوم وهم يحملون ما استباحوه علي ظهورهم.. يقول الله تعالي: "ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" آل عمران/.161 وجاء في الخبر عن الرسول الأعظم "صلي الله عليه وسلم" أنه استعمل رجلا من الأزد يقال له ابن اللبتية علي الصدقة. فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي إلي فقام رسول الله "صلي الله عليه وسلم" علي المنبر فحمد الله واثني عليه ثم قال: أما بعد فإني استعمل الرجل منكم علي عمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا لكم وهذا هدية أهديت إليّ. أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتي تأتيه هديته إن كان صادقا. والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله تعالي يحمله يوم القيامة. فلأعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أوشاة تيعر ثم رفع يديه حتي رؤي بياض إبطيه فقال: اللهم هل بلغت "متفق عليه". ولابراز صورة ذلك وإظهارها للناس روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي "صلي الله عليه وسلم" فقالوا: فلان شهيد. وفلان شهيد. حتي مروا علي رجل فقالوا: فلان شهيد. فقال النبي "صلي الله عليه وسلم": "كلا إني رأيته في النار في بردة غلها.. أي عباءة أخذها بغير حق "أخرجه مسلم". فالإعتداء علي المال العام واستباحة حماه كبيرة من الكبائر المنكرة وعمل طائش وفساد في الأرض وإثم كبير. وسيكون للمعتدين علي هذا المال فضيحة كبري. حيث سيأتون وهم يحملون علي ظهورهم يوم القيامة ما أخذوه بغير حق. ويا لها من فضيحة. وهذا يبين لنا الأهمية العظيمة في المحافظة علي المال العام. وأن الوعي بذلك كله من شأنه أن يحملنا علي الوفاء بمسئوليات هذا المال. لأن حمايته تعني استقامة السلوك العام ونشر القيم في كل مكان. المصدر: جريدة " المساء " المصرية .