لأول مرة منذ تعيين حكومة القنديل، يثور ضدها الجميع، تصريحات من هنا وهناك لشخصيات إسلامية وأخرى إخوانية وليبرالية ومعارضة ومواطنين عاديين كلها تنتقد أداء القنديل فى حكومته، لكن النقد يواجه بعبارة واحدة، خرجت مرة على لسان أعضاء الحكومة، وأخرى على لسان المتحدث باسم الرياسة قبل أن يطير منها، وثالثة على لسان الإخوان أنفسهم: «يا جماعة الحكومة حلوة». كل مطالبات المعارضة بإقالة حكومة القنديل لا تثير أى اندهاش، الشو كله بدأ بمطالبة الحزب الحاكم نفسه «الحرية والعدالة» بإقالة القنديل عقب كارثة قطار أسيوط، ودخل على خط المطالبة برحيل حكومة «القطونيل» المهندس أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 أبريل، حتى عصام سلطان، نائب رئيس حزب «الوطن»، «الوسط سابقا» ناله من الحب جانب ودوّن اسمه فى سجل المعترضين على «قنديل ورفاقه»، الرجل «الكيوت» كان له دور فى رأب الصدع وعلاج الأمر، أخرج د.عمرو حمزاوى من جيبه مبادرة لتشكيل حكومة إنقاذ منطلقا من الإقالة المنتظرة، ليبرز اسم محمد محسوب، المحسوب على التيار الدينى، كخليفة لقنديل، ما سرع فى خطوات محسوب تجاه المطالبة باقتلاع قنديل من مجلس الوزراء، لتأتى «واشنطن بوست» وتعلم على المصريين بتقرير يرصد ما أحرزه رئيس الوزراء من إنجازات فى سجل الفشل. هوجة المطالبة بإقالة القنديل طالت الجميع، حتى أصدقاء الأمس «السلفيين»؛ خرج نادر بكار، المتحدث باسم حزب النور، ليؤكد فشل الحكومة بمن يحكمها فى تحقيق الاستقرار رافعا شعار «الغازية لازم ترحل». ولأن القاعدة التى حفظها المصريون عن ظهر قلب «لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد فى الاتجاه»، انطلقت هوجة جديدة تواجه هوجة الاستقالة أو الإقالة، تحمل شعار «الحكومة حلوة» بدأها هشام قنديل نفسه الذى لم يستحى الحديث عن إنجازاته، مقررا العمل ب«أما بنعمة ربك فحدث»، نافيا أن يكون ما تمر به الحكومة «فشل»، مستخدما ما اعتبره التعبير الأدق والأنسب لما تمر به الحكومة فى هذه المرحلة، مكتفيا بوصف «النتائج لم تكن على المستوى المطلوب»، لم يكن صوت قنديل وحده، جاءه الدعم من الداخل عبر تصريحات د.إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، الذى حول حفل المعلم المثالى فى الفيوم للإشادة بأداء قنديل ورفاقه، مدللا على روعة أدائهم بأنهم «ما بيناموش الليل». قبل أن يشرب من الكاس الدايرة على العباد، دخل د.ياسر على، المتحدث السابق باسم رئاسة الجمهورية، معركة الدفاع عن قنديله، بداية حين تم اتهام بعض وجوه الحكومة بالفساد المالى والسياسى فخرج النافى الرسمى لينفى أن يكون هناك شخص بالحكومة عليه شبهات مالية أو جنائية، وحين بدأت الاتهامات بالفشل، والمطالبة بالرحيل صرح بأن حكومة قنديل تقوم بعملها كما ينبغى، لكن حين اشتد الهجوم خرج المتحدث الرسمى ليؤكد أن حكومة قنديل أداؤها «جيد». باكينام الشرقاوى، مساعد الرئيس محمد مرسى للشئون السياسية، خرجت هى أيضاً لتؤكد فى مؤتمر صحفى أن تغيير الحكومة أمر مستبعد، أما هشام قنديل نفسه فقد عاد ليؤكد أنه لا يقبل أن تتقدم الحكومة باستقالتها طالما أنها شايفة شغلها على أكمل وجه، ليرد الأمر كله إلى مؤمرات لإسقاط الحكومة.