قررت أن أصور بموبايلى ما يحدث، وهؤلاء الذين يغلقون المجمع فى وجه ألف مواطن ولكن بعد تصوير لمدة 30 ثانية أمسكت بى ذراع بقوة، فالتفت لصاحب الذراع فإذا بملثم بقناع أسود «بلاك بلوك ستايل» ويقول لى: «امسح اللى صورته بدل ما أعمل معاك السليمة»، صراحة خفت من تلك السليمة التى لا أعرف كنهها، لكنها بدت من نبرة صوته شيئاً غير إيجابى لكنى تماسكت ورددت «طالما أنتو مش بتعملو حاجة غلط أمسح صوركو ليه»، فزاد ضغطه على ذراعى وهددنى هذه المرة أنه سيفعل معى المتينة، فزاد خوفى فهو لم يهدد بالسليمة هذه المرة بل بالمتينة التى لا أعرف أيضاً كنهها لكنها بدت من نبرة صوته أشد وطئاً من السليمة ولكنى تماسكت للمرة الثانية ورفضت مسح ما صورته، فاقتادنى إلى خلف المجمع مهدداً إياى بباقى أصدقائه إن قاومته ولم أقاوم حتى وصلنا إلى مكان ليس به سوانا فهددنى بشىء فى منتهى البساطة إن لم أعطه الموبايل وهو القتل ضرباً بالرصاص انتقاماً لأصدقائه الذين قتلتهم الشرطة والإخوان من وجهة نظره فحاولت أن أشرح له أننى لست من الشرطة ولا الإخوان، بل إننى معارض لكنه لم يكن يستمع سوى لنفسه وفقد أعصابه وأخذ يصرخ فى وكأنى قتلت والدته وكان على أن أختار بين ما صورته وبين أن يكون هذا الشاب جاداً ويقتلنى! فاخترت السلم جبراً وليس خياراً ومسحت ما صورته من موبايلى تحت إشرافه فتركنى وقال لى: «إحنا آسفين بس أنت مش عارف إحنا حصل فينا إيه». توجهت لسيارتى لأجد السايس طفلاً، 12 سنة، ملعوباً فى وجهه لعبة (إكس أو) الشهيرة بآلة حادة وطالبنى بأجرة الركنة فأعطيته 2 جنيه فطالبنى ب 5 جنيه فرفضت فنادى «يا برشامة.. يا برشامة»، فجريت بالسيارة لأهرب من ذلك البرشامة لكنه وصل لسيارتى وخبط بكل قوة على ظهرها ليوقفنى لكنى سرت فى عكس الاتجاه وبرشامة يطاردنى وسط السيارات ويخبط على سيارتى حتى هربت منه والحمد لله وأخيراً تنفست الصعداء. وتوجهت لقسم شرطة قصر النيل لعمل محضر للملثم الذى هددنى لكن بعد تفكير لمدة دقائق غيرت رأيى لأنى اكتشفت أنى سأضيع 4 ساعات فى محضر لن يثمر عنه أى شىء فغلق المجمع يتم تحت سمع وبصر الشرطة وقررت العودة للمنزل لأن الشارع لم يعد يصلح سوى لمن يمسكون بالشوم والسلاح. الدروس المستفادة 1- لا توجد دولة فى عهد مرسى فنحن فى دولة الفاصوليا. 2- إذا لوح أحد ما بأنه سيفعل معك السليمة، فامسح الفيديوهات التى صورتها حتى ولو كانت عائلية لا تخصه حتى لا يصعد معك بالمتينة. 3- الظلم يولد العنف، فذلك الذى هددنى بالقتل لم يكن سوى شاب قُتل صديق له. 4- إن لم تكن تجيد القيادة فأعطِ السايس 5 جنيهات فوراً ولا تنتظر أن ينادى على «برشامة».