سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«فاطمة»: نعيش بنصف كمية اللحم المعتادة.. وعمرى ما هاشترى من عربية الإخوان اعترضت على فاتورة كهرباء ب600 جنيه فغرمونى 1600.. ودواء ب12 جنيه بقى ب280.. ومستغربة: إزاى خضار الموسم أغلى من العادى؟
«كلها محصلة بعضيها» لسان حال المصريين، الذين أصبحت العشرة آلاف جنيه لدى غالبيتهم، تعدل الألف، لا فارق مع الغلاء الذى طال الجميع، وضرب السلع الأساسية، بين أسرة متوسطة وفقيرة. فاطمة أبوالدهب، مفتش أمن صناعى سابق، تتكون أسرتها من أربعة أفراد، هى وزوجها وابنتاها، يزيد دخلهم على 3 آلاف جنيه، لكنه إلى جانب الغلاء والبلاء الذى تعيشه البلاد أصبح بلا قيمة. «أياً كان الدخل، مش مكفى، الغلا على الكل، ومحدش عاد قادر يوفر المتطلبات الأساسية للبيت زى زمان، الناس كلها فى أى سوبر ماركت غنى أو فقير، بيروحوا على العروض، يجيبوا كل حاجتهم منها، والحاجات اللى خارج العروض ما يبصولهاش». السيدة الخمسينية تصف حجم تأثرها كثيراً بسبب الغلاء، كما تأثرت نوعيات المنتجات التى تشتريها أيضاً، وجودتها، إذ تراقب بقلق منذ فترة طويلة كيف تتغير الأسعار بجنون «الزيت العادى، اللى كان بتسعة، وقعد يزيد، لحد اللتر ما وصل 13 و14 و15 جنيه فى المحلات». رغم شعورها بالغبن إلا أنها تلتمس العذر للبائعين «لما أروح عند الجزار وألاقى اللحمة غليت ما بقتش أقول زى زمان، أصله هو اللى بيغلى، لأنى عارفة إن المواصلات غليت، وكل الحلقات اللى بتسبق وصول اللحمة ليه غليت، بكون غضبانة لكن ماقدرش أعمل حاجة أو ألومه، ويا ريت على كدا وبس، الغلا خلى الناس تهمل، والفلاح معدش عارف يحسن زراعته، حتى الفاصوليا لما بجيبها بيطلع نصها بايظ أو فاضى، الفلاح مديون، والخضار غالى على الفاضى». السيدة التى كانت تسعد بمواسم الخضار لجودته وحسن أسعاره، أصبح الذهول يصيبها كلما وقعت عيناها على سعر الخضار فى مواسمه، «حتى الخضار اللى دلوقتى موسمه، الكرنب والقرنبيط والبسلة، وكل الحاجات الشتوية، غالية جداً، فما بالنا لو زراعة صوبة، وفى غير موسمها، هتبقى بكام؟» وتوضح «الفاصوليا ب8 جنيه، لما عيلة تحب تاكلها تجيب بكام؟ والرز بقت أسعاره مش معقولة». تعجب السيدة فاطمة مما تراه من سيارات تابعة لحزب الحرية والعدالة، تبيع الخضار بأسعار أقل من المعتاد، فى شارع البحر الأعظم، وتعلق قائلة «دى أمور خاصة بيهم، حاطينها عشان حاجة معينة فى دماغهم، وكلنا عارفينها عشان قربنا على الانتخابات، عمرى ما أجيب منها حاجة». ليس الطعام وحده الذى ارتفعت أسعاره بجنون، تكلفة اليوم العادى ارتفعت أيضاً بشكل جنونى: المواصلات، المقابل الذى يتقاضاه العامل البسيط إذا ما أصلح شيئاً بالبيت، السولار، وقطع غيار السيارة، وكل التفاصيل الصغيرة التى تتخلل اليوم تضاعف مقابلها «كنت بخصص من مصروف البيت 200 جنيه أو 150 للكهرباء، دلوقتى بقى أقل حاجة 600 جنيه شهرياً، مع إن الأجهزة هى هى، لما اعترضت وقلت العداد بايظ، غرمونى 1560 جنيه، قالولى إنها فرق كيلوات، بعد ما فرغوا العداد». المشهد المخيف للمجتمع المصرى والغلاء الفاحش الذى أصبح يسيطر على كل شىء، اضطر ربة الأسرة، والموظفة السابقة إلى تدبير أمورها بطرق مبتكرة، «الستات لازم تمشّى أمورها عشان البيت يمشى، أى حاجة تفضل فى البيت أحطها فى الفريزر، لحد ما أجمع أكلة محترمة، وآدى يوم خلص، أشترى الحاجات من العروض، نقلل الأكل بره، الخروج يبقى مرة بدل اتنين فى الشهر، ولو دخلنا محل يكون مهاود، ولو أمكن نعمل أكلنا وناخده معانا، أما العلاج واللى ضرب فى العالى هو كمان، فبنشوف النقابات اللى احنا تبعها وناخد تخفيض، على الكشف وكدا، بدل ما نروح مستشفيات حكومية، غير آدمية». وتتابع: تزداد الأمور سوءاً مع الأمراض المزمنة، والأدوية التى يتوجب على المرء المداومة عليها مدى الحياة «بجيب عدة أدوية شهرياً، لكن فى دوا معين موصوفلى مدى الحياة، كنت بجيب العلبة فيها 3 شرايط، الشريط يكفى شهر، ب12 جنيه، لكن الدوا ارتفع ووصل 280 جنيه العلبة، ودا دوا واحد، باقى الأدوية أسعارها غالية جداً، وأكترها باخده بصفة يومية، العلاج بقى مكلف، والتدبير بقى أمر إجبارى». وتضيف: «بدل ما الأكل كله بزبدة، ممكن أزود زيت أو سمنة صناعى، كمية اللحمة الشهرية قلت طبعاً، لما بجيبها وأقطعها عشان أقسمها فى أكياس، بقت القطعة أصغر، وأقل، الفرخة بدل ما تكون اتنين كيلو، ممكن تكون كيلو ونص، الموضوع دا بقى العادى فى أسر كتير أصبحت بتقسم فخد الفرخة قطعتين، الحال واقف على الكل، واللى قطاع خاص خايف يتصفى، والحوافز معدتش موجودة». أخبار متعلقة "مرسى بيه.. يا مرسى بيه.. كيلو اللحمة ب 100 جنيه" تقرير ل "الغرفة التجارية" يحذر: استمتعوا بالسيئ لأن "الأسوأ قادم".. واللحوم بين 80 و 100 جنيه قبل "رمضان" أصحاب الحظائر: المبيعات انخفضت 5%.. والثورة جاءت علينا بالخراب.. والاحتجاجات الأخيرة عقدتها مستوردو الدواجن والأسماك: انتظروا 100% ارتفاعاً فى الأسعار خلال الأيام المقبلة بسبب انهيار الجنيه "علاء" يشكو زمن "الضنك" : مرتبى 1400 جنيه "بتسألونى عن اللحمة.. يعنى إيه لحمة؟" مستوردون يتهمون رجال أعمال «إخوان» بالتلاعب فى السوق والأسعار «رجب» عامل مسجد براتب 97 جنيهاً.. «الفول» وجبته اليومية و«الزفر» عظام الفراخ.. وحلمه «بطاقة تموين»