قال خالد الشريف المستشارالإعلامي لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن الأجواء المحتقنة في مصر، والمشاكل والأزمات الاقتصادية والاجتماعية ليست وليدة اليوم أو الليلة، بل نتيجة استبداد وطغيان وفساد، ظل جاثمًا على صدور البلاد والعباد أكثر من 30 عامًا. وأضاف في تصريحات له: نعم. ورثنا بعد ثورتنا العظيمة تركة ثقيلة من الفساد لا تحل بعصى سحرية، وإنما تحتاج إلى جهد كبير وتعاون وتكاتف من أبناء الوطن بل خطة استراتيجية في ظل أوضاعٍ هادئةٍ مستقرةٍ.. وهو ما كان يستوجب على القوى المعارضة أن تترك حالة العناد والتربص بالرئيس وتصطف وطنيًا من أجل بناء مصر واستكمال أهداف الثورة. وتابع: قوى المعارضة وعلى رأسها جبهة الإنقاذ، راحت تساعد الفوضى والاضطرابات، وتتربص بالرئيس وتعرقل المسار الديمقراطي وتساعد الثورة المضادة وفلول النظام السابق دون أن تدري بمنح العنف غطاء سياسيًا حتى رأينا الوطن ينزف دمًا والبلاد يجرها العنف إلى حالة من الفوضى والخراب ويفتح أبوابًا كبيرة للشر.. المصيبة الكبرى أن جبهة الإنقاذ والمعارضة تلعب على كل الحبال توقع على نبذ العنف في المساء وتمارسه وتدعو إليه في الصباح وتنادي باحترام شرعية الرئيس وبعد قليل تطالب بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس منتهى التناقض والانتهازية السياسية التي لم يعرفها التاريخ. وقال الشريف: تتبرأ "الإنقاذ" من العنف وترعى وتنظم المظاهرات التي ينفذ منها العنف، وتسيل فيها الدماء ويطل منها الخارجون على القانون.. تناقض غريب وعجيب أصبحنا في ظله حائرين مع هؤلاء النفر الذين كل همهم المصالح الشخصية والمناصب فما يدور الآن هو صراع على السلطة ليس للوطن فيه موضع ومن يقول غير ذلك من المعارضة فهو "كذاب أشر". وأكمل حديثه: الآن نقولها بصراحة. الخاسرون في سباق الرئاسة والمفلسون شعبيًا يزاحمون الرئيس في حكمه، ويضغطون لمشاركة الرئيس في السلطة دون مسوغ شعبي أو سند قانوني، حيث لم يتم اختيارهم عبر انتخابات حرة لا في البرلمان ولا الشورى ولا في الرئاسة هم للأسف الشديد فاشلون شعبيًا عبر صناديق الاقتراع اليوم يحاولون فرض رؤيتهم بالقوة عبر وسائل غير ديمقراطية.. بل وسائل غير شريفة وسائل انتقامية تناقض الديمقراطية ويريدون بكل بجاحة مزاحمة الرئيس في إدارة البلاد.. بدلًا من الانشغال في الاستعداد لانتخابات البرلمان القادمة والمقرر لها بعد شهرين من أجل الحصول على أغلبية تحمل رؤيتهم في حكم الوطن الآن يريدون أن يحصلوا على مكاسب سياسية عبر الضغط بالعنف حتى إن كان الثمن إغراق سفينة الوطن. واختتم حديثه قائلا: نحن نقول لجبهة الإنقاذ وغيرها من الذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة إن الحل الصحيح هو الحفاظ على سلمية الثورة ونبذ العنف الحل في الصندوق الانتخابي وليس في الشغب، إنما الحل في الحوار والالتزام بمعايير الديمقراطية وإعلاء سيادة القانون ضد الخارجين لحماية وحفظ أمن البلاد والعباد.. ومن الديمقراطية أن الرئيس معني باختيار معاونيه والحكومة التي تدير البلاد فإذا أخطأ فيجب الاعتراض عليه بوسائل سلمية ومعاقبة حزبه بعدم التصويت له في الانتخابات القادمة لكن استخدام العنف والقنابل لضرب قصر الرئاسة أمر مرفوض.. أيضًا في المقابل نحن نريد تطبيق القانون على الخارجين بالقانون، وليس بالسحل ولا بالضرب وانتهاك حقوق الإنسان لا نريد من الداخلية أن تخيرنا بين الانفلات الأمني وسحل المواطنين.