بنك مصر يخفض أسعار العائد على شهادات الإدخار بالجنيه المصري    الحكومة اليمنية: إعلان حالة الطوارئ يهدف إلى حماية السلم الأهلي ومنع الانزلاق نحو الفوضى    كل ما نعرفه عن محاولة الهجوم على مقر إقامة بوتين    تشكيل آرسنال المتوقع لمواجهة أستون فيلا في الدوري الإنجليزي    أمم أفريقيا 2025.. موعد مباراة أوغندا ونيجيريا في ختام المجموعة الثالثة    محمد يوسف: حسام حسن يثق في إمام عاشور.. وكنت أنتظر مشاركته ضد أنجولا    إحالة سائق إلى محكمة الجنايات في واقعة دهس شاب بالنزهة    محافظ بني سويف يتابع استعدادات امتحانات الفصل الأول لصفوف النقل والشهادة الإعدادية    معبد الكرنك يشهد أولى الجولات الميدانية لملتقى ثقافة وفنون الفتاة والمرأة    رئيس الوزراء يشهد افتتاح مستشفى جامعة الجيزة الجديدة    الصحة: تقديم 3.4 مليون خدمة بالمنشآت الطبية بمطروح خلال 2025    تراجع معظم مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات الثلاثاء    هيئة السكة الحديد تعلن متوسط تأخيرات القطارات اليوم بسبب أعمال التطوير    الأهلى ينعى حمدى جمعة لاعب الفريق الأسبق بعد صراع مع المرض    قد يزامل عبد المنعم.. تقرير فرنسي: نيس دخل في مفاوضات مع راموس    حازم الجندى: إصلاح الهيئات الاقتصادية يعيد توظيف أصول الدولة    متحدث الأوقاف يوضح أهداف برنامج «صحح قراءتك»    ضبط بؤر إجرامية لجالبي ومتجري المواد المخدرة بعدة محافظات    محافظة الجيزة تعزز منظومة التعامل مع مياه الأمطار بإنشاء 302 بالوعة    نقل مقر مأموريتين للتوثيق والشهر العقاري بمحافظتي القاهرة والوادى الجديد    "تبسيط التاريخ المصري القديم للناشئة" بالعدد الجديد من مجلة مصر المحروسة    فيديو.. متحدث الأوقاف يوضح أهداف برنامج «صحح قراءتك»    فيتو فى عددها الجديد ترصد بالأرقام سفريات وزراء حكومة ابن بطوطة خلال 2025    وزيرا التموين والتنمية المحلية يفتتحان معرض مستلزمات الأسرة بالسبتية    الرعاية الصحية: 25.5 مليار جنيه التكلفة الاستثمارية لمحافظات إقليم الصعيد    الصحة تنفذ المرحلة الأولى من خطة تدريب مسؤولي الإعلام    رئيس جامعة الجيزة الجديدة: تكلفة مستشفى الجامعة تقدر بنحو 414 مليون دولار    وزير الري يتابع موقف مشروع تأهيل المنشآت المائية    حسام عاشور يكشف سرًا لأول مرة عن مصطفى شوبير والأهلي    تأجيل محاكمة 4 متهمين بإشعال النيران في أنبوبة غاز داخل مقهى بالقليوبية ل4 يناير    الهلال الأحمر المصري يطلق قافلة زاد العزة ال105 مُحملة بسلال غذائية ومواد طبية وشتوية لدعم غزة    بنك مصر يخفض أسعار الفائدة على عدد من شهاداته الادخارية    فطيرة موز لذيذة مع كريمة الفانيليا    اليوم.. طقس شديد البرودة ليلا وشبورة كثيفة نهارا والعظمي بالقاهرة 20 درجة    6 جولات دولية ل أمين "البحوث الإسلاميَّة" في 2025 تعزز خطاب الوسطية    إليسا وتامر وعاشور في أضخم حفلات رأس السنة بالعاصمة الجديدة    وزير الصحة يعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد 2026    5 خطوات للتصالح مع نفسك في الماضي    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في محافظة القاهرة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    أكسيوس: ترامب طلب من نتنياهو تغيير السياسات الإسرائيلية في الضفة    لهذا السبب| الناشط علاء عبد الفتاح يقدم اعتذار ل بريطانيا "إيه الحكاية!"    اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    وزير العمل يبحث تحديات صناعة الملابس والمفروشات مع اتحاد الصناعات    تعاني من مرض نفسي.. كشف ملابسات فيديو محاولة انتحار سيدة بالدقهلية    مجانًا ودون اشتراك بث مباشر يلاكووووورة.. الأهلي والمقاولون العرب كأس عاصمة مصر    القبض على المتهمين بقتل شاب فى المقطم    هدى رمزي: مبقتش أعرف فنانات دلوقتي بسبب عمليات التجميل والبوتوكوس والفيلر    إصابة منصور هندى عضو نقابة المهن الموسيقية فى حادث تصادم    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارات شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة    بيان ناري من جون إدوارد: وعود الإدارة لا تنفذ.. والزمالك سينهار في أيام قليلة إذا لم نجد الحلول    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    الناقدة مها متبولي: الفن شهد تأثيرًا حقيقيًا خلال 2025    صندوق التنمية الحضارية: حديقة الفسطاط كانت جبال قمامة.. واليوم هي الأجمل في الشرق الأوسط    ترامب ل نتنياهو: سنكون دائما معك وسنقف إلى جانبك    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد إسماعيل: «الصكوك» أصبحت سيئة السمعة.. وتخارج «ساويرس» خسارة للسوق.. ولن يأتى استثمار أجنبى إلى مصر وأبناؤها يخرجون
أول رئيس بنك حكومى يتولى منصبه فى «عهد مرسى» فى حوار مع «الوطن»
نشر في الوطن يوم 05 - 02 - 2013

فى ظل ما تمر به البلاد من أزمات سياسية طاحنة كبّلت تروس الإنتاج وقوّضت حركة المؤشرات الاقتصادية وأرغمتها على الهبوط خلال العامين الماضيين إلى أن وصلت إلى مستويات حرجة، وبات المجتمع على شفا ثورة جديدة، كان للحوار مع محمد إسماعيل رئيس مجلس إدارة البنك المصرى لتنمية الصادرات، أهمية، ليس فقط لأنه أول من يتولى منصب رئيس بنك مُنشأ بقانون خاص لتمويل الصادرات، وتمتلك جهات حكومية فيه الحصة الحاكمة، حيث تمتلك الدولة 75% من أسهمه عبر 3 بنوك هى «الاستثمار القومى» و«الأهلى المصرى» و«مصر»، لكن لأنه جاء أيضاً خلفا ل«ماجد فهمى» أول قبطى ترأس بنكاً حكومياً فى عهد المجلس العسكرى، وخرج فى عهد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية.
الرجل أكد أنه لا تربطه أى علاقة بالإخوان، وأن من قام بترشيحه للمنصب كان رئيسه السابق القبطى، لافتاً إلى أن الأوضاع السياسية التى تشهدها البلاد وضعت الاقتصاد المصرى فى منحدر خطر وللخروج من تلك الدائرة المفرّغة شدد على أهمية قيام رئيس الجمهورية برأب الصدع ولمّ الشمل ومشاركة الجميع فى الحياة السياسية حتى تعود الاستثمارات، ويمكن وقتها بناء الاقتصاد، قائلاً «شئنا أم أبينا، فكلنا شركاء الوطن».
* أنت أول رئيس بنك يتم تعيينه فى «زمن الإخوان»، فهل تربطك بهم أى علاقة؟
- على الإطلاق، فأنا مصرفى طوال عمرى ولم أعمل يوماً بالسياسة، ولا تربطنى بجماعة الإخوان المسلمين أى علاقة أو غيرهم من الفصائل والجهات السياسية، وتم تعيينى من قِبل وزير الصناعة من خلال ترشيحات العاملين بالقطاع والبنك المركزى، وبجواب صادر من رئيس البنك وهو قبطى، وليس معقولاً أن يكون من الإخوان يعنى!، وليس من المفترض أن يتولى أحد منصباً لعلاقته بسياسيين.
* أخطر مصرفكم بالتزامن مع تولى منصبكم البورصة المصرية بتقدُّمه بطلب الحصول على رخصة التمويل الإسلامى، فلماذا فى هذا التوقيت؟ وهل يرتبط هذا بتوليكم المنصب؟
- أولا التجهيز لطلب الحصول على رخصة مزاولة نشاط الصيرفة الإسلامية تم وقت شغل «ماجد فهمى» منصب رئيس مجلس الإدارة السابق، وليس له علاقة بتوليتى المنصب، وكان ذلك فى سياق استراتيجيتنا التوسُّعية التى تستهدف تقديم كل الخدمات المصرفية والتنوُّع لتعزيز التنافسية، وتقدّمنا للبنك المركزى بطلب، لكنه لم يرد حتى الآن على الطلب.
* من المؤكد أن ذلك الطلب سبقه وضع تصور مبدئى من البنك لاقتحام النشاط، فما هو؟
- التصوُّر المبدئى يركز على البدء فى تقديم خدمات الصيرفة الإسلامية من خلال فرع واحد بعد الحصول على موافقة البنك المركزى، ووفقاً لما ستحققه تلك المنتجات من نجاح سيتم التوسُّع فى تقديمها أفقياً من خلال الفروع ورأسياً من خلال زيادة حجم المحفظة.
* هل تتوقعون الحصول على تلك الموافقات فى وقت قريب؟
- لا أستطيع أن أجزم بموعد حصولنا على تلك الرخصة، وأتوقع أن هناك عدداً كبيراً من طلبات الحصول على «رُخص» مزاولة نشاط التمويل الإسلامى لدى «المركزى»، ففى الوقت الذى ينشغل فيه البنك بأولويات اقتصادية مثل سوق الصرف والاحتياطى النقدى الأجنبى وغيره من الأمور التى تعانى فى الوقت الحالى، بخلاف التغييرات المرتقبة خلال أيام على قياداته، فأتوقع أن يتم البتّ فى تلك الطلبات فى وقت لاحق.
* فى ظل حكم الإخوان المسلمين وما شهدته الساحة الأيام الماضية من تمرير لقانون الصكوك، هل تعتقد أنها نقطة بداية لتحويل دفة الاقتصاد نحو الاعتماد على التمويل الإسلامى فقط؟
- أولا أود أن أوضح أن رغبتنا فى الحصول على رخصة التمويل الإسلامى ليس لفوز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة أو الإخوان بمجلس الشعب السابق، لكنها كانت فى ضوء السياسة العامة للبنك الهادفة إلى التوسع والانتشار، والتى ركزت على دخول التجزئة المصرفية وتقديم الخدمات المصرفية الإسلامية، فنحن بنك موجود فى السوق، ونحاول تقديم جميع الخدمات، وهو أساس طلبنا للرخصة، وليس من هو موجود فى الحكم.
ثانياً فيما يخص الصكوك الإسلامية، فأريد أن أوضح أولاً أنه لا يوجد اقتصاد إسلامى وغير إسلامى، أنا أعلم أن هناك اقتصاداً واحداً فقط، لكن هناك مصادر تمويل متنوعة، من بينها ما يمكن تصنيفه على أنه يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، مثل الصكوك، فهى مصدر من مصادر التمويل كالودائع والشهادات والسندات وأذون الخزانة، وما يهمنا كشعب هو شروطها، وهل يُركّب إصدارها علينا التزامات تمس الأمن الوطنى للدولة أم لا؟ وهو ما سنعلمه مع نشر كل الشروط الخاصة بالصكوك الإسلامية أو غيرها.
* كثر الحديث عن المخاوف من الصكوك الإسلامية وأنها ستضر بالأصول المملوكة للدولة.
- دعنا نضع قاعدة أساسية أولاً، هى أنه بما لا يمس الحقوق الأساسية للبلد وسيادة الدولة على جميع العناصر والأصول الأساسية والحيوية، سواء كانت قناة السويس أو غيرها، فإن التنوُّع فى مصادر التمويل أمر جيد فيما يحدد نجاح أى آلية الطلب عليها، والأزمة حالياً تكمن فى أن الصكوك أصبحت سيئة السمعة، لأن هناك لغطاً وكلاماً كثيراً حول تفاصيلها، لكننا نريد الإعلان عن مشروع واحد بتفاصيله للجميع، لنستطيع أن نقول بمنتهى الحيادية فى النهاية إذا ما كنا نستطيع طرحها أم لا، ومدى العائد منها على الاقتصاد الوطنى، بخلاف مدى علاقتها بما يخص سيادة الدولة، وكثير من الاستفسارات الأخرى التى يقلق الناس بشأنها.
* فى تقديركم، ما التفاصيل التى تريد توضيحها؟
- ما نعلمه حتى الآن عن مشروع قانون الصكوك الإسلامية ما هو إلا خطوط عريضة جداً، وما نريد توضيحه بشفافية كاملة هو مواصفات الصكوك وشروطها، لكن ما حدث فى الفترة الأخيرة هو أن أصدرت كل من وزارة المالية والأحزاب تقارير وبيانات عن الصكوك فيها اختلاف «وهو ما عرفناه من وسائل الإعلام، كلام من هنا ومن هنا، ومافيش حاجة محدّدة بتفاصيلها وواضحة لنا».
* إذا كانت الأزمة فى الحصول على تمويل وسيولة اليوم، فلماذا لم نطرح سندات اليوم، واتجهنا إلى إقرار قانون الصكوك؟
- لا يمكن أن ننكر أن التصنيف الائتمانى للديون السيادية للدولة انخفض، وهو ما يُعرقل طرح السندات، لكن قد يكون لفكرة الصكوك آلية جديدة تتعلق بمشروعات محدّدة، وبالتالى ستكون ضمانة المستثمر المكتتب فى الصكوك من خلال تلك المشروعات، ولا أعرف ما طبيعتها ونوعها ومدى حساسيتها، لكنه المبدأ العام الذى أعتقد أن الصكوك تدور حوله، فلا تأخذ الصك على ضمانة الخزانة العامة للدولة التى انخفض تصنيفها الائتمانى، وبالتالى جدارتها الائتمانية لن ترتبط بشكل قوى بجدارة الديون السيادية أو تصنيف الدولة.
* هل ترى أن البنوك الإسلامية تحقِّق نمواً سريعاً فى السوق، مقارنة بالبنوك التجارية؟
- لا أستطيع قول ذلك، لأن البنوك التجارية تحقق معدلات نمو أسرع، حيث إن كل مؤشرات الأداء لدى البنوك التجارية تحقق نمواً جيداً، خصوصاً فى الظروف التى تعيشها البلاد، سواء على مستوى الأصول والودائع أو الأرباح وحقوق الملكية، كما أن البنوك الإسلامية تحقق نمواً أيضاً، والفرق بينهما أنها منتجات، ولكل منهم الطلب من العملاء.
* هل تتوقع أن يطغى التمويل الإسلامى على البنوك التجارية؟ ولماذا؟
- لا أتوقع أن يطغى التمويل الإسلامى على البنوك التقليدية، ورغم وجود طلب على التمويل الإسلامى، فإن الطلب على البنوك التجارية لا يزال أكبر، وما يميز الاقتصاد المصرى هو التنوع، وهو ما نستهدف الحفاظ عليه.
* كان البنك المركزى قد أوقف إصدار «رُخص» لممارسة نشاط التمويل الإسلامى، فهل تعتقد أن تختلف قرارات «المركزى» فى هذا الشأن فى مرحلته الجديدة بتغيير قياداته؟
- دائماً السياسات والإجراءات تتغير أو تتطور من زمان إلى آخر، باختلاف المرحلة والظروف المحيطة.
* هل تستدعى الظروف الحالية طرح «رُخص» تمويل إسلامى جديدة؟
- حالياً الظروف تستدعى، وقبل ذلك كانت تستدعى أيضاً، فنشاط التمويل الإسلامى كان موجوداً من قبل الثورة منذ حقبتى السبعينات والثمانينات، فهو ليس بنشاط جديد أو مستحدث بعد الثورة.
* كأحد المصرفيين، ماذا تطلب من رئيس الدولة أن يضعه على رأس أولوياته حالياً لتهيئة المناخ للنمو الاقتصادى والرواج الاستثمارى؟
- يجب أن يعمل جاهداً على لمّ شمل الشعب المصرى. وأتمنى أن يتحقق ذلك بأسرع ما يمكن، وهو ما يؤدى إلى الاستقرار بصرف النظر عمن يتولى الحكم، ويجب أن يقتنع الجميع بأنه لن يدوم شىء مما كان قبلاً ولن يحكم أحد الدولة 30 سنة جديدة. وأتمنى الاستقرار ووضوح الرؤية، ومن غير ذلك لن نستطيع أن نتحرك، ولن يأتى إلينا استثمار أجنبى.
* هناك من يرى أن صفقة ساويرس هى تخارج لمصريين من السوق، فكيف يمكن تصوُّر أن الاقتصاد المصرى جاذب للأجانب؟
- على المستوى الشخصى، أرى أنه ليس مؤشراً جيداً، واليوم بخروج بنكى «سوسيتيه جنرال» و«بى إن بى باربيا» من السوق، ليس مؤشراً جيداً، رغم دخول محلهما مؤسسات قوية، لكن كان من الأفضل أن تدخل استثمارات جديدة فى وجود تلك الكيانات القوية داخل السوق، ولم أكن أتمنى خروج أى مستثمر مصرى من السوق، ورغم أنى لا أعلم تفاصيل خروج ساويرس بصفقة «أوراسكوم» للإنشاء والصناعة من السوق، فإننى أعترف أنها خسارة كبيرة، وأرى أن مجرد وجود رجال الأعمال المصريين بالخارج، حتى ولو أن أعمالهم لا تزال قائمة فى السوق المحلية إشارة سلبية، وعودتهم تعطى ثقة للاستثمار الأجنبى، لكنهم إذا تركوا بلدهم، فلن يأتى أحد من الخارج.
* هل ترى أن خروج ساويرس بمثابة فتح الباب لخروج مصريين آخرين؟
- بصراحة، إذا استمرت حالة التخبُّط والانقسام وعدم الاستقرار السياسى ووضوح الرؤية، سيؤدى ذلك إلى خروج استثمارات مصرية وأجنبية من السوق فى الفترة المقبلة، بالإضافة إلى أنه لن تدخل استثمارات جديدة.
* كانت الاستثمارات غير المباشرة الأجنبية هى التى تخرج من السوق فى كل أزمة مرت بها البلاد فى السابق، والاختلاف هذه المرة هو أن استثمارات مباشرة تخرج، ومن بينها رؤوس أموال مصرية!
- الوضع الحالى غير مسبوق، ففى السابق كانت تتعرّض الدولة لأزمات مالية نتيجة تغيُّرات معينة فى الاقتصاد، سواء العالمى أو الداخلى، ودائماً ما تؤدى إلى خروج الأموال الساخنة «غير المباشرة»، لكن حالياً هناك ثورة حصلت وأدت إلى تغيير جذرى فى البلاد، وبالتالى خرجت بعض الاستثمارات الحقيقية لا الأموال الساخنة فقط، وذلك لطول الفترة الانتقالية والأحداث التى شهدتها وعدم وضوح الرؤية، لكن التغيير فى حد ذاته كان من المفترض أن يدفع الاستثمارات إلى الداخل لا الخارج.
* هناك من يقول إن صعود التيار الإسلامى أثار الخوف لدى المستثمرين، فما رأيك، هل من المفترض أن يحدث ذلك؟ وهل هذا واقعى بالفعل أم لا؟
- فى المطلق لا أعتقد أنه يخيف أحداً، ومن المفترض أن هناك تداولاً للسلطة وأن تسعى فى إطارها الأيديولوجيات المختلفة، ويقول الناخبون كلمتهم فى الانتخابات المقبلة، لكن على أرض الواقع هناك تخوُّف بالفعل ناجم عن عدم الاستقرار وعدم وضوح الرؤية، وبتصحيح تلك الأوضاع الراهنة يمكن طمأنة المستثمرين أياً من كان فى الحكم.
* فى ظل الأحداث الجارية وتضارُب تصريحات جهات مختلفة بالدولة حول الوضع الاقتصادى، من وجهة نظرك، هل ترى أن الاقتصاد المصرى فى مرحلة خطرة أم لا؟
- ما زلنا فى مرحلة الخطر، وفقاً لكل مؤشرات الأداء الاقتصادى، ولازم نكون واضحين وصرحاء ولا ننكر المشكلات حتى نحلها ولا تتفاقم.
* ما أكثر طبقات المجتمع تأثراً بالوضع الحالى؟
- جميع طبقات المجتمع تتأثر بالوضع بشكل كبير، لأن الأمان لم يعد كسابق عهده، حتى ولو ارتفع نسبياً، إلا أن السوق تحتاج أكثر من ذلك، لكن الطبقة المتوسطة هى الأكبر دائماً تأثراً بالأحداث، سواء فى الانتعاش الاقتصادى أو الانخفاض الاقتصادى، لكن فى إطار تأثر الجميع.
* أصبح لدينا رئيس للجمهورية ودستور ومجلس شورى وينقصنا مجلس شعب، فهل تعتقد أنه سيضيف إلى تحسين الأوضاع؟
- أعتقد أن استكمال مؤسسات الدولة سيدفع الأوضاع إلى الأفضل، لكن لا أستطيع أن أقول إن الأمور ستستقر فى يوم وليلة، رغم أنه من المتوقّع حدوث اختلافات حول البرلمان المقبل قبله وبعده لأننا فى مرحلة بها تقلُّبات وتناقضات، لكن وجوده أفضل من عدم وجوده، وهو خطوة إلى الأمام حتى ولو كانت بطيئة، فهى أفضل من الوقوف مكانك.
* لا تزال آليات طرح المشروعات خلال الفترة المقبلة غير واضحة، فهل للبرلمان المقبل قول فصل فى توضيح كل تلك الأمور؟
- البرلمان المقبل عليه عبء كبير جداً فى هذا الصدد، وأشفق على كل من يتولى أو سيتولى الحكم خلال 10 سنوات، ومن يتولى العمل العام ومجلس الشعب فى رقبته أعباء جسام ولن يستطيع خلق المدينة الفاضلة بسرعة.
* مشكلة الناس ليست فى الوصول إلى المدينة الفاضلة من حيث الوقت إنما المشاركة فى العملية السياسية.
- وإن كنت أنأى بنفسى عن الحديث فى السياسة لأنها ليست لعبتى أو مهنتى، لكن كونى مواطناً أرى أنه بعدما الديمقراطية أتت بفصيل إلى الحكم علينا أن نحترم هذا، وممكن بعد فترة أن نغيره، والطبيعى أن يكون هناك من يقود وهو موجود فى كل العالم، لكن فكرة تنحية الآخرين هى أيضاً فكرة مرفوضة فى كل وقت وحين، ومطلوب من الأطراف الأخرى أن تعطى الدولة فرصة أيضاً للعمل، كما أنه يجب عليهم أن يشاركوا فى الرأى، شئنا أم أبينا، فنحن جميعاً شركاء فى الوطن.
* كيف يمكن وضع استراتيجية بناء وتنمية للوضع الاقتصادى خلال الفترة المقبلة؟ وما القطاعات ذات الأولوية؟
- يجب أن تكون هناك أولوية للقطاعات الصغيرة والمتوسطة، فهى نقطة الانطلاق، وعلى القطاعات الاقتصادية المختلفة فإن مصر تمتلك القطاع السياحى، وهو من أكثرها تشغيلاً للعمالة، وتعتمد عليه قطاعات أخرى، ومصدر قوى للدخل الأجنبى، بخلاف أنه كثيف للعمالة، ويعتمد على صناعات أخرى، ثم قطاع الغزل والنسيج الذى انهار نتيجة عدم التطوير، بخلاف العمل فى سياق موازٍ على تنمية كل الصناعات الأخرى، وعلى مستوى التعاملات الخارجية يجب فتح الأسواق الخارجية وتنشيط العلاقات التجارية مع الأسواق الأفريقية لسببين: الأول أن الجودة المطلوبة فى تلك الأسواق تستطيع مصر توفيقها، بخلاف أن تكلفتها أقل، ويجب على الدولة أن توفِّر طرق النقل وخلافه من منشطات للاستثمار.
* هل ترى أن انخفاض التصنيف الائتمانى كان انفعالياً مع الأحداث التى مرت بها مصر منذ الثورة؟
- بعد ما مرت مصر به من أحداث، فلا يستطيع أحد أن يقول إنه تقييم انفعالى، وأتوقع أن يستمر إلى ما هو أسوأ إن لم تهدأ التوترات السياسية، ولم نحصل على قرض صندوق النقد الدولى.
* حتى فى ظل المساعدات العربية، وتحديداً القطرية؟
- لن تستطيع أن تفعل شيئاً تلك الاستثمارات ما لم تستقر الأمور.
* هناك تخوُّفات من هجمة الاستثمارات القطرية على مصر ومن نواياها داخل السوق، فما تعليقك؟
- كانت العلاقات القطرية- المصرية ليست على ما يرام فى عهد النظام السابق، إلا أن الأمر اختلف وفقاً لما يظهر على السطح من تطوُّر ونمو سريع للعلاقات مع قطر، فيما يعد المشهد على صعيد العلاقات مع المملكة العربية السعودية مختلفاً، حيث أصبحت العلاقات حذرة فى الوقت الحالى بعد رخاء دام عقوداً طويلة، وفيما يتعلق بالاستثمارات القطرية فى مصر فإنها ليست بكثافة مخيفة، وما تم تنفيذه حتى الآن لا يزال عمليات بسيطة، لكن ما سمعناه كثير، وأعتقد أنه من الصعب هيمنة أى دولة على مصر فى الوقت الحالى، خصوصاً مع اختلاف الشعب المصرى فى نظرته إلى الأمور، والزخم الذى شهدته الدولة وأدى إلى عدم استقرار وخلافه لم يخلُ من فوائد منها أن الناس كلها عينيها فتّحت على أمور كثيرة، ولن تستطيع دولة فى حجم قطر مع الاحترام الكامل لها، السيطرة على دولة مثل مصر.
* أعلم أن البنك بدأ منذ فترة الإعداد لمشروع لوجيستى وقت أن كان «ماجد فهمى» رئيس مجلس الإدارة السابق يتولى منصبه، فإلى أين وصلتم فى هذا الصدد؟
- الدولة تفتقد إلى مشروعات الخدمات اللوجيستية لقطاع التجارة، والفكرة كانت مطروحة وتم بالفعل عمل الدراسات الفنية المبدئية فى عهد «فهمى»، وحالياً نبدأ مرحلة لبحث مشاركين استراتيجيين، لأن البنك لن يستطيع إتمام المشروع وحده بحيث تكون لديهم الخبرة الفنية إلى جانب المشاركة فى رأس المال.
* ما توقعاتك للمشاركين فى رأس المال والإدارة؟
- أولاً دخلنا فى مفاوضات مع بنك الاستثمار القومى ووزارة الصناعة، وهم من حيث المبدأ قالوا إنهم على استعداد للمشاركة، ونبحث مشاركة بنوك محلية أخرى، ومستثمرين خارجيين، ومن المتوقع أن ترتفع الاستثمارات الإجمالية للمشروع إلى أكثر من 1.5 مليار جنيه، وعلى مستوى الإدارة سنعمل ترويجاً للمشروع فى الخارج لمن يقومون على مشروعات مثيلة ناجحة.
* هل غيّرتم خطة البنك بعد توليكم منصب رئيس مجلس الإدارة؟
- لم يطرأ أى تغيير على الخطة أولا لأننى شاركت فيها بصفتى نائب رئيس مجلس الإدارة وقتها، ثانياً لأن فكرة البناء على ما وصل إليه الآخرون أفضل من التغيير المفاجئ لمسار أى عملية اقتصادية حتى نستطيع الوصول إلى النجاح، وسنكمل عليها بما يتوافق مع المتغيرات، لكن لن تكون هناك تغييرات جذرية. وحقيقة قدّم من تولى منصب رئيس مجلس الإدارة، سواء «هشام حسن» أو «ماجد فهمى» الكثير للبنك ووقَّفوه على أرضية صلبة سنكمل البناء عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.