فجر قرار مديريات التموين فى عدد من المحافظات، بوقف صرف السلع التموينية المدعمة لعشرات الآلاف من المواطنين، لتخلفهم عن تحديث البيانات الخاصة بهم، موجة غضب واسعة للمواطنين الذين تجمهروا أمام عدد من مكاتب التموين، مطالبين وزارة التموين والتجارة الداخلية بالتراجع عن قرار «الوقف»، والإسراع فى صرف احتياجاتهم من السلع التموينية. ودخل العشرات من أهالى قرية ساقية أبوشعرة التابعة لمركز أشمون بالمنوفية فى اعتصام مفتوح أمام مكتب تموين القرية، كما حرروا عشرات المحاضر ضد وزير التموين، الدكتور خالد حنفى، فى قسم شرطة أشمون، وهددوا ببدء إضراب عن الطعام، احتجاجاً على حذف أبنائهم من الكروت الذكية لصرف السلع التموينية. اعتصام أهالى ساقية أبوشعرة أمام مكتب التموين.. وخطابات ورقية للحصول على الخبز المدعم وقال حمادة الشورى، أحد المعتصمين أمام المكتب، إن «عشرات الأسر فوجئت بحذف أبنائها من البطاقات التموينية، عند صرف السلع التموينية الخاصة بهم، الشهر الماضى، وعند التواصل مع مديرية التموين، تلقينا وعوداً بحل الأزمة، إلا أننا فوجئنا باستمرارها فى الشهر الحالى، كما فوجئت أسر أخرى بحذف أبنائها، ما أثر على الحصة الشهرية لكل أسرة»، فيما قال طارق محمد، أحد المتضررين: «فوجئت بحذف 3 من أبنائى الستة». ومن جهته، أكد وكيل وزارة التموين فى المنوفية، المحاسب عاطف الجمال، حذف غير المستحقين للدعم من نحو 119 ألف كارت ذكى، لأسباب خاصة بالوفاة أو التسجيل فى بطاقات أخرى أو تقديم بيانات خاطئة أو التخلف عن تحديث البيانات، موضحاً أن «وزارة الإنتاج الحربى هى المسئولة عن مراجعة البيانات». وأشار إلى أن «هذه الخطوة تأتى ضمن خطة الحكومة لتوصيل الدعم إلى مستحقيه، وتنقية البطاقات التموينية من غير المستحقين، لضمان أن يصل الدعم لأكبر عدد ممكن من الأشخاص»، مضيفاً «يجب على كل متضرر من هذه الخطوة أن يتقدم بشكوى لمكتب التموين التابع له، وأن يرفق بها البيانات الصحيحة، وسيتم التعديل خلال 48 ساعة». وفى القليوبية، سادت حالة من الاستياء بين أبناء المحافظة، على خلفية قرار مديرية التموين بوقف العمل ب180 ألف كارت ذكى، وعدم انتهاء إجراءات تفعيلها، رغم تقديم أصحابها جميع الأوراق المطلوبة منذ 10 أشهر، فيما تجمع عشرات المتضررين أمام مديرية التموين، احتجاجاً على تأخر وصول الكروت، مطالبين بحل الأزمة سريعاً، بعدما تسببت فى ضياع مستحقاتهم. وقال سعيد زهران، أحد المتضررين «أتنقل بين مكاتب الموظفين، كعب داير، منذ شهر تقريباً، ولم أتلق سوى رد واحد من الجميع، وهو أن البطاقات فى المراجعة»، مشيراً إلى أنه يضطر لشراء جميع الاحتياجات التموينية لأسرته المكونة من 5 أفراد بالسعر الحر، بما فى ذلك رغيف الخبز الذى يشتريه ب35 قرشاً، ما يمثل عبئاً كبيراً عليه. وفى تعليقه على شكوى الأهالى، قال وكيل وزارة التموين فى القليوبية، جمال السيد «سبب المشكلة هو تحكم الشركة المختصة بإصدار الكروت فى العملية، بينما يقتصر دور المديرية على تسليمها للمواطن، وتفعيلها عن طريق فروع الشركة فى المديرية والإدارات»، مشيراً إلى إصدار خطابات ورقية للمتضررين للحصول على الخبز المدعم، بموجب الكارت الذهبى الموجود فى المخابز، بهدف تخفيف حدة الأزمة. وامتدت حالة الغضب إلى قنا، بعد وقف العمل بآلاف الكروت الذكية، وحذف مواطنين من كروت أخرى دون توضيح الأسباب، حيث فوجئ عدد من المواطنين بتوقف بطاقات التموين الخاصة بهم، فيما قال وكيل وزارة التموين فى قنا، المهندس محيى الدين عبدالله، إن «المديرية ستوقف 133 ألف كارت خلال الأيام المقبلة، كما يتم إيقاف ألفى بطاقة يومياً»، مضيفاً أن «جميع البيانات تتم مراجعتها فى مكاتب التموين».