تجهش بالبكاء، محتضنة ابنتها الصغيرة، مفترشة الأرض إلى جواره، حيث يرقد قتيلاً، برصاصات لم ترحمها حين سكنت رأسه وقلبه. هي مسعودة الدمرداش، والدة شهيد "الاتحادية" الثاني "عمرو سعد"، الشاب العشريني، الذي لقى مصرعه بعد إصابته بطلق خرطوش بالصدر، وطلقة رصاص حي بالرأس، حسب ما أكده شقيقه. محمد سعد، شقيق الشهيد، بأيد مرتعشه وجفون لم تعرف النوم، باحثاً عن زملائه الذين تواروا في منازلهم خوفاً، رافضين الحديث عما شهدوه بالاتحادية حين وقع زميلهم قتيلاً، على أيدي ضباط الداخلية، قال ل"الوطن": "عمرو بينزل كل جمعة يشارك في المظاهرات، من ساعة ما البلد ما بقت كوسة ومحدش بيعرف ياخد حقه فيها". والدة عمرو، عقب عودتها من عملها، حين كان يرتدي ملابسه استعدادا للنزول للميدان، حادثته لتطالبه بالبقاء، فطمأنها، فراحت في نومها حتى استيقظت على خبر إصابته، حيث طالب أصدقاءه شقيقته بعدم إخبارها، لكنها سمعت حوارهم فهرولت، مستغيثة بشقيقة الأكبر محمد. محمد، التقى شقيقه للمرة الأخيرة قبل إصابته بيوم واحد، وعقب اللقاء الأخير تلقى اتصالاً من والدته أول ساعات أمس، تخبره بإصابة شقيقه، الذي يرويها نقلا عن أصدقائه، حين ألقت قوات الأمن قنبلة غاز، فابتعد عن زملائه، وحين كان يستدير بحثاً عنهم، أصابته طلقة خرطوش في صدره، وتبعتها طلقة رصاص حي، أسقطته قتيلا. وقال محمد: "في المستشفى رفضوا استقبال عمرو لأنه من الثوار ضد مرسي". محمود محمد، خطيب شقيقته، تحرك صوب مستشفى هيلوبلس، فجر أمس، فرآه لآخر مرة، لافتاً إلى "صعوبة مظهره" من كثرة الإصابات والكدمات بالوجه، مؤكداً إصابته بعدد من طلقات الخرطوش بالصدر، وطلقات أخرى بالرأس، مؤكداً أنها طلقة رصاص حي. الدكتور المشرف على حالته أخبرهم بموته إكلينيكيا أمس في التاسعة صباحاً، حسب رواية محمود، واليوم في الواحدة ظهراً، أكد الدكتور أنه سينضم لشهداء الميدان بعد ساعات. محمد شقيق عمرو سعد، شهيد الاتحادية الثاني، اتهم الرئيس محمد مرسي ووزير الداخلية ورئيس الوزراء بقتله في محضر رسمي بالنيابة، لافتاً إلى الصعوبات التي واجهها أثناء تحرير المحضر، قائلا: "لولا وجود محامين معايا كان عملوا محضر سلق بيض".