أصبح للأقنعة على اختلاف منشأها ومصدرها وقع خاص فى نفوس الشباب سواء كانوا ثائرين أو محتفلين، ففى الحالتين تختفى الوجوه خلف أقنعة بعضها مستورد والآخر محلى، أشهرها أقنعة فانديتا، والشيخ عماد عفت، ومينا دانيال، وعلاء عبدالهادى، وخالد سعيد، المهم فى القناع ليس ثمنه الباهظ، أو الشخصية الاستثنائية التى يحملها، المهم أن يكون معبرا بحق عمن يرتديه. الشيماء دياب، مصممة الدعاية والإعلان، اختارت فى خضم الأحداث الأخيرة أن تنظم كورس تدريبيا مجانيا لصناعة الأقنعة: «الفكرة فى القناع أنها توصل الانفعال القوى اللى عند الشعب، والشباب بدل ما يتحول لحالة همجية، ومدمرة، يتحول إلى حالة سلمية ويصبح القناع الموحد لمجموعة من الشباب جزءا من التعبير بسلمية عن الحالة».. الشابة التى بحثت وراء اسم «فانديتا» فوجدته اسما يونانيا يعنى الغضب والانتقام، رأت أن التراث المصرى والعربى به من الشخصيات والأفكار ما يمكنه التعبير عن ذلك الغضب بصورة أقوى وأكثر تعبيرا. تسعى صانعة الأقنعة عبر ورشتها وباقى الورش الأخرى إلى توصيل رسالة أنه بإمكان كل مصرى صناعة قناعه الخاص، الذى يعبر به عما يشاء، سواء كان غضبا أو فرحا، أو استياء أو اشمئزازا، مؤكدة أن التراث الفرعونى القديم كانت «الأقنعة» جزءا أساسيا منه، سقط من ذاكرة المجتمع لفترة، لكنه لم يلبث أن عاد مع اهتمام الشباب المصرى بحفلات الهالوين الغربية، وتصاعد موجات الغضب فى الشارع وقيام الثورة، كذلك المسرحيات التى يتم استخدام الأقنعة فيها، كانت واحدا من الأسباب التى أعادت الأقنعة كوسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار. لا تفرض المدربة الشابة على المشتركين فى كورس صناعة الأقنعة وجها معينا ينفذونه، أو خامة بعينها، فالخامات المستخدمة متعددة ومتنوعة وبسيطة، قماش، أو خشب، أو بلاستيك، وخامات أخرى، المهم أن يعبر القناع عن الحالة، أما هى فقد اختارت لنفسها تنفيذ قناع غاضب، ذى حواجب عابسة، وتجاعيد غضب عند الجبهة، وفم صارم جدا، يشى بحدة واستياء صاحبه.