لا حوار على الدم.. لافتة عريضة حاول أن يتناساها المجتمعون فى رحاب الأزهر، ونسوا أنات وآهات أمهات ثكلى وشباب غاضب أراد لوطنه الكرامة، لا يحمل أجندة سوى الحرية، ولا طموح لديه سوى حماية الهوية، المعارضة والقوى الوطنية وقعت فى الفخ مرة أخرى وتعيد إنتاج خطاياها السابقة. تناسوا الشارع فى اجتماع «المشيخة» معهم، وبالطبع حقائق أهمها الحوار مع خائن بالفطرة وكذاب بالسليقة لا يصح، لقد خيبتم آمالناو ونسيتم أن الشارع يتحرك بعيداً عنكم وأن سيطرتكم على البعض وليس الكل، فالاحتجاج فى 25 يناير 2013 الاختلاف فيه أن مواطنين فقراء مهمشين فى الميادين، وإذا تفحصت الوجوه فستجد الغضب الهادر على دولة تنساهم وجماعة تكرههم وتستخدمهم فقط فى غزواتها الانتخابية. القوى الوطنية يعاد استخدامها من جديد فى رقصة تعرٍّ على طاولة الإخوان رغم أن خدعة «فيرمونت» ليست ببعيدة، «سالومى» المعارضة تتعرى فى «المشيخة» وتخلع قطعة قطعة، ويعيدون استخدامهم فى وصلة فساد سياسى جديدة، حزب الليمون يجدد نفس أخطائه ويطمئن لمن طعنوا الوطن بأكمله، واسألوا دماء شعبه. الشعب فى الشارع يكره الرضوخ وأحاديث المخادعين والثورة تسرق من جديد، والسرقة تبدأ فى مشيخة الأزهر، الذى لجأوا إليه مرة ثانية، وستخرج منه وثيقة أخرى تلقى فى الزبالة مثلما فعلوا مع وثيقة الأزهر الأولى. كفانا وثائق ومبادرات، لن يستقيم الأمر لأن الجميع معوجون، كيف لنا أن نتحاور فى ظل رئاسة كسرت حقوق الإنسان واستهانت بالدم المصرى، وأفراد جماعتها يدعون إلى ضرب المصريين بالرصاص الحى، وعاقبوا محافظات النضال بطوارئهم وحظرهم، كيف لنا أن نأمن ميليشيات تتحرك على الأرض؟ كيف نأمن لمتطرفين يرفضون الآخر وشريعتهم الإقصاء؟ كيف نأمن لرئيس وجماعة تأخذ أوامرها من خارج الحدود؟ كيف نأمن للمرتبك الذى لا يحكمنا بمفرده؟ وصلة التعرى فى «المشيخة» جاءت بعد فشلهم فى ترميم سمعتهم، وكرروا فعلتهم الأولى فى الطمأنة والطبطبة فى الغرف المغلقة. وصلة التعرى تكشف تهافت السياسيين وغياب الإخلاص عن القضية، فالسياسة هى الاختلاف، فلا يوجد إجماع فيها «يا بتوع المبادرات»، وإذا كانت مصلحة الوطن هى المقصد فإن الأمر يستتبع أن يعتذر الساكن فى القصر الذى سقطت شرعيته بعد أن سفك دماء المصريين، وأن يقدم ميليشيات جماعته فى أحداث «الاتحادية» للمحاكمة، ويقيل نائبه العام الخصوصى، وأن يعدل الدستور ويلغى آثار إعلاناته الدستورية. المعارضة حكمت على نفسها مرة أخرى بالإعدام، وستنتهى اللعبة قريباً بانزوائهم وهزيمتهم، إنهم يبحثون عن التهدئة لصالحهم فقط وليس لصالح المصريين، يستدرجون الجميع إلى انتخابات برلمانية وفق قانونهم سيئ السمعة ويجهضون حلم التغيير. المعارضة تمنح الإخوان المتأسلمين فرصة جديدة للحياة وكسر إرادة الوطن وخيانة أحلام الشباب، العنف مستهجن ومرفوض، ولكن التظاهرات السلمية مشروعة للنضال السلمى ضد المتاجرين بالدين أحباب اليهود. الإخوان هم من حركوا جميع المبادرات لأنهم فى أضعف حالاتهم، وبدلاً من استثمار ضعفهم وهزيمتهم تجلس القوى السياسية معهم لتعطيهم قُبلة للاستمرار فى بيع الوطن، ستندمون على فعلتكم وقريباً ستعضون على أيديكم وتسترجعون أيام الليمون و«تنقطع إيدى ورجلى لما رحت للمشيخة لأجتمع مع كتاتنيهم وماضيهم وغيرهم من خدم الإخوان». حمدين.. البرادعى.. والآخرون.. لقد خبتم عندما ذهبتم ونسيتم أن القرارات تصدر من المقطم وليس من أى جهة أخرى، وإذا كان «الكتاتنى» معكم فإنه دمية أخرى فى يد «الشاطر» وصحبه من جوقة مكتب الإرشاد.