ذكرني تطاول السفهاء، وكثرة الهمز واللمز في دين الناس وقيمهم، وهذا المشهد المتكرر من الإعلام بمختلف صوره من إشاعة الفواحش، وتصدير البذاءة، والجرأة على الثوابت وعلى رموز الدين بنموذج قديم، أراه يستنسخ نفسه في هذا العصر. إنها سالومي التي طلبت رأس يحي عليه السلام ثمنًا لجسدها، لتملكها لحاكم خسيس هو هيرودوس أنتييباس الحاكم الروماني، الذي سجن نبي الله عليه السلام خوفًا منه على ملكه وسلطانه. وما أشبه الليلة بالبارحة فكم من سالومي اليوم، وكم من هيرودوس على أتم الاستعداد للتضحية بكل مقدس وغالٍ ليرضي طموح سالومي، ويا للأسف فسالومي لا تشبع، بل دائمًا متطلعة، ولماذا لا تتطلع وهي ترى أثرها فى المريدين الطامحين لتحقيق رغباتهم الجامحة في وصال سالومي. تصيبنا الدهشة عندما يصبح الاستهزاء والسخرية من الثوابت والعفة والشرف أمرًا مألوفًا، وحرية فكر وتعبير. وتصبح الدماء المراقة، والحرمات المنتهكة عصية على الحماية، ورد الحقوق. أما عندما يتجرأ أحد الدعاة – ونحن لا نؤيد أبدًا أسلوب التطاول والطعن في الأعراض – على فنانة ليست فوق مستوى الشبهات، إذا بالعدالة الناجزة تأتي لها بحقها، وترفع الضيم عنها. أما سب النبي صلى الله عليه وسلم، والطعن في القرآن من هذا المعتوه الذي يحمل في يديه سلطانيه يسخر من الآية الكريمة، وهذا الأفّاق الذي يقول لا يحق لمصر أن تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه ليس مصريًا، أما سب العلماء والدعاة، وسب الشعب المصري واتهامه بالتخلف، وتحريض الدول الأجنبية على التدخل في الشأن المصري، ومحاولة جبهة الفساد الانقلاب على إرادة الشعب، فهذا كله مؤجل، بل لا محل له من النظر. أين دماء الشهداء في ثورة يناير، وفي بورسعيد،وفي الاتحادية،و.....؟ كل ذلك لا يعني هيرودوس، المهم كيف يحقق نزواته، وكيف يرضي سالومي؟! وما أكثرهن في عصرنا هذا. فقد ورثت سالومي من أمها هيروديا جمالًا رائعًا، وفجورًا جامحًا، وساعدها كثرة أموال الهيرودوس المنهوبة من أموال الشعب الكادح البائس. فأموالنا المنهوبة يبثون بها سمومهم عن طريق إعلامهم، ونجحت هيروديا وسالومي من بعدها أن تستنسخ منها نسخًا جديدة ربما فاقت سالومي بجاحة وبذاءة وعربدة وكفرًا. فهل آن الأوان لك يا يحي لتنتصر عليهم، ولا تسلم لهم رقبتك، وتحطم طستهم الفضي قبل أن يقطعوا رأسك، ورأس فكرتك التي سالت من أجلها الدماء، وترملت لتحقيقها النساء، وأكلت السجون والمعتقلات زهرة الآلاف من الشباب؟!! أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]