من المدرجات إلى الثورات، طبول تدق لتبث الحماس فى نفوس مشجعى كرة القدم، دقات متوالية، ثم صمت للحظات، فهكذا يكون الأسلوب، شاب يحملها والآخر يدق عليها بعصا خشبية ذات نهاية مطاطية كروية الشكل، استخدمها أفراد «الألتراس» لتشجيع فريقهم، وعلى نفس النغمات يستخدمها المتظاهرون على مدار الساعة فى الاشتباكات بينهم وبين قوات الأمن. أسامة على إبراهيم، 20 سنة، طالب بكلية الصيدلة وينتمى إلى مجموعة ألتراس أهلاوى، منذ عدة أيام حمل آلته وذهب إلى النادى الأهلى لينضم إلى آلاف من مجموعته ليستمعوا إلى الحكم الصادر بحق المتهمين فى مذبحة بورسعيد، وعند صدوره بإعدام 21 من المتهمين ابتهجوا جميعاً وبدأوا فى قرع الطبول «بس ساعتها كنا مبسوطين والطبلة كانت بتقول كده» رجع إلى البيت فى نفس اليوم ليفاجأ بما يحدث فى الميدان فاضطر إلى النزول، عنف الأحداث وكمية قنابل الغاز التى تلقيها الشرطة على المتظاهرين، الذين يصفهم أسامة ب«السلميين»، جعله يعود إلى منزله مرة أخرى ليحضر «الطبلة». عاد إلى الميدان فى نفس اليوم وتعرض إلى الغازات المسيلة للدموع، ما اضطره إلى شراء «مسك غاز» لحمايته «أنا ببقى واقف قدام قوات الأمن على طول، والغاز ممكن يموتنى، قلت أشترى المسك ب400 جنيه عشان أرحم نفسى»، يرى الشاب العشرينى أن وظيفته فى المظاهرات لا تقل بأى حال من الأحوال عن أقرانه الذين يهتفون أو يلقون بالحجارة على قوات الأمن «لولا أنا بدق على الطبلة كانت الناس دى كلها مشيت» فدب الحماس فى المتظاهرين أولوية كبرى بالنسبة للشاب الصغير «الطبلة زى الطوبة مفيش فرق بينهم، والعسكرى زى ما بيخاف من الطوب بيخاف برضو من صوت الطبلة».