تستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومجموعات معارضة مسلحة في سوريا، الاثنين، غداة إعلان الرئيس بشار الأسد أن "لا مهادنة ولا تسامح" مع الإرهاب، في وقت تتصدر الأزمة السورية أعمال قمة روسيا والاتحاد الأوروبي في سان بطرسبورغ. وأعلن رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي بعد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا والاتحاد الأوروبي متفقان على أن خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان هي أفضل طريقة لتجنب حرب أهلية في البلاد. وأضاف "علينا توحيد جهودنا من أجل حدوث ذلك". وكان بوتين، حليف دمشق، كرر في باريس وبرلين في الأسبوع الفائت معارضته لفرض عقوبات على سوريا. وطلب المبعوث المشترك للجامعة العربية والأممالمتحدة إلى سوريا كوفي عنان من المجتمع الدولي الأسبوع الماضي "مراجعة جدية" لجهود إنهاء العنف في سوريا، في مؤشر على بدء نفاد صبر حامل جائزة نوبل السلام. وجاء ذلك بعد مقتل أكثر من 100 شخص بينهم 49 طفلا في مجزرة في الحولة في محافظة حمص في وسط سوريا، وتفاقم خطر اندلاع حرب أهلية شاملة واستمرار انقسامات في مجلس الأمن الدولي. وسيناقش عنان الأزمة السورية في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس. وأشار دبلوماسيون إلى أن تصريحات عنان تدل على أنه يدرك أن مبادرته للسلام تواجه فشلا. وقتل أكثر من 13400 شخص منذ انطلاق الانتفاضة قبل 15 شهرا في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان؛ بينهم أكثر من 2200 منذ إعلان وقف إطلاق النار بموجب خطة عنان في 12 أبريل، وذلك على الرغم من وجود حوالى 300 مراقب عسكري غير مسلح تابعين للأمم المتحدة في البلاد للتحقق من وقف أعمال العنف. وطالب المجلس الوزاري للجامعة العربية السبت مجلس الأمن بتطبيق خطة عنان عبر اللجوء إلى الفصل السابع الملزم من ميثاق الأممالمتحدة، من دون الإشارة إلى عمل عسكري. وأكد المندوب السوري الدائم لدى جامعة الدول العربية "يوسف الأحمد" في تصريحات نشرتها صحيفة تشرين الحكومية، أن الجامعة العربية التي "باتت رهينة الموقف السياسي المنحاز وغير البناء لدول خليجية معروفة بعينها لا يمكن أن تصبح طرفا نزيها يسهم في الجهد الدولي الذي تمثله اليوم خطة عنان". واتهمت صحيفة الوطن السورية الاثنين السعودية "بالتآمر" لإحداث "فتنة" في لبنان. وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل صرح الأحد بأن "ما يجري في طرابلس (في شمال لبنان) يشكل امتدادا لما يحدث في سوريا. ومنذ فترة نلاحظ أن النظام يحاول أن يحول الصراع إلى صراع طائفي".