تزايدت أعباء المستشفيات الميدانية في حلب شمالي سوريا في أعقاب استهداف سلاحي الجو الروسي والسوري للمشافي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، الأمر الذي اضطر الأولى لتوسيع نطاق خدماتها لتشمل حالات أكثر تعقيدا، في ظل نقص الكوادر والمعدات والأدوية. وتعاني المستشفيات الميدانية المتبقية في حلب من نقص حاد في الأجهزة الطبية، وقدم المعدّات وحاجتها للصيانة، ونقص في عدد الأطباء وعمال القطاع الصحي، جراء مقتل عدد كبير منهم ومغادرة آخرين. الطبيب حسن الحاج، مسؤول الأدوية في أحد المستشفيات الميدانية في الجزء الخاضع للمعارضة السورية بمدينة حلب، أشار إلى "وجود نقص حاد في الأدوية والأجهزة الطبية، خاصة أننا فقدنا الكثير من كوادرنا ومعداتنا وأجهزتنا الطبية، خلال القصف المستمر على المستشفيات والمراكز الصحية". وأوضح "الحاج" في تصريحات ل"الأناضول"، أن الأجهزة المستخدمة حاليًا قديمة جدًا، ومعظمها بدأ يتلف نتيجة الاستخدام الكثيف، بسبب قلة عدد المستشفيات في المنطقة وكثرة الحالات المصابة، لافتا أن المستشفيات الميدانية تفتقر للأدوية بشكل عام، خاصة علاجات الأمراض العصبية والقلبية والربو. من جانبه قال الدكتور أبو عامر الحلبي (لم يفصح عن اسمه الحقيقي لأسباب أمنية)، أخصائي التخدير في أحد مستشفيات حلب، إن "استهداف المستشفيات في حلب من قبل المقاتلات الروسية وتلك التابعة للنظام السوري، زاد الضغط على المستشفيات الميدانية في المدينة، ودفعها لتوسيع نطاق خدماتها لتشمل اختصاصات أكثر تعقيدًا". وتابع الحلبي "استهداف مستشفى القدس (في حلب نهاية أبريل الماضي) المتخصص بالأمراض الداخلية والقلبية، زاد من العبء على المستشفيات الميدانية، التي وجدت نفسها مجبرة على تحويل بعض الحالات الحرجة إلى مستشفيات أخرى في مناطق المعارضة، أو إلى المستشفيات التركية في المدن الحدودية". ولفت الحلبي إلى أن استهداف الطائرات الروسية والنظام للمستودعات الطبية وخاصة خلال الآونة الأخيرة، إضافة لاستهداف سيارات الإسعاف وكوادر المسعفين، زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية في حلب. رأفت طه، الأخصائي في الجراحة العامة ومعاون مدير الصحة في حلب (معارضة)، أكد لمراسل الأناضول أن "الفترة الماضية كانت قاسية بسبب تعرض المراكز والمنشآت الطبية لاستهداف ممنهج"، مشيرًا أن "الطيران الحربي استهدف خلال الشهر الماضي 4 سيارات إسعاف".