«تعتقد أن فيه حاجة هتحصل يوم 25؟» هذا هو أكثر سؤال يتداوله المصريون منذ بداية العام الجديد مع اقتراب الذكرى الثانية لثورة يناير. السؤال له وجهان، أحدهما قلق من حدوث فوضى وانفلات أمنى -أكثر ما هو منفلت- وعنف وسقوط ضحايا تذهب بمصر إلى مصير أسوأ مما آلت إليه، حتى إن أغلب الناس فى بر مصر تعلق كل قراراتها فى الاستثمار أو السفر أو البيع والشراء لما بعد 25 يناير. الوجه الثانى للسؤال يحمل أمنية أن تحدث ثورة جديدة لإسقاط نظام الإخوان المسلمين الذى فشل فى اكتساب ثقة قطاع كبير من الشعب وبدا كأن هدفه الوحيد نصرة الإخوان وإعادة كل حقوقهم وتمكينهم من كل الوظائف وتعويضهم عما فات، دون أن يلتفتوا إلى أن أغلبية الشعب المصرى عاشوا سنوات عجافاً وتعرضوا للظلم والفقر، وكانت آمالهم كبيرة أن يحصلوا على حقوقهم أو بعضها بعد الثورة، ولكنهم صدموا عندما أحسوا بأن الإخوان هم المستفيدون فقط منها، وأنه لا يوجد مشروع واضح للنهضة، حتى إن الأوضاع تسير من سيئ لأسوأ على مستوى الخدمات والاقتصاد ووصل الجنيه إلى أسوأ مستوياته فى العقود الأخيرة. لا أعرف على ماذا يراهن الطامحون فى إسقاط النظام، هل يراهنون على تكرار ما حدث منذ عامين بصورة سلمية، وهل نظام الإخوان ومعه الإسلاميون بتنظيمهم يشبه نظام مبارك المتآكل، وهل سيقبلون بكل سهولة التنازل عن السلطة بعد أن وصلت إليهم فيما يشبه المعجزة، إضافة إلى قوتهم وأعدادهم الكبيرة؟ وإذا كان هناك خيار آخر، يراهن عليه البعض بحدوث عنف وقتل واشتباكات بين المصريين يستدعى تدخل الجيش فما هو تصور هؤلاء بعد ذلك، هل سيحكم الجيش مرة أخرى، أم مجلس رئاسى من القوى السياسية على الساحة، وماذا سيفعل الإسلاميون، يقبلون الهزيمة ويعودون إلى السجون، أم يشعلونها ناراً؟! الرهان الحقيقى على القوى الثورية والسياسية التى حددت أهدافها فى ذكرى الثورة من استكمال الأهداف بتعديل الدستور وإقالة النائب العام وإقالة الحكومة وتصويب مسار الحكم الذى اختار الانفراد بالحكم والتراجع عن أغلب التزاماته، أن تكون المظاهرات منظمة ولا تسمح للدخلاء باستغلالها أو الإساءة إليها، وهذا أمر ليس باليسير. ويبقى دوماً طرف آخر مجهول لا نعرف قوته أو توجهه يفرض واقعاً مفاجئاً للجميع، فأبواب مصر مشرعة، تسلل إليها من تسلل وخرج من باطنها ما لا نعلم، فاللهم احفظ مصر والمصريين ونحن نحتفل بذكرى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم واجعله شفيعاً لنا فى الدنيا الصعبة وفى الآخرة.