فى جلسة خاصة جمعتنى بالتوأم حسام وإبراهيم حسن قبل أيام، كان الحديث حول سؤال مفاده هل نجح الأمريكى بوب برادلى المدير الفنى للمنتخب خلال الفترة التى تولى فيها تدريب الفريق؟ وعلى الفور بادرت بالإجابة نعم، بدليل أنه يتصدر مجموعته فى تصفيات كأس العالم، كما أنه أعد جيلاً جديداً من اللاعبين، لكن الكابتن إبراهيم قاطعنى بقوله لكنه فى نفس الوقت خرج بالفريق من تصفيات أمم أفريقيا أمام فريق مغمور هو أفريقيا الوسطى، كما أن عدم تثبيت التشكيل وتجربة لاعبين جدد بعد 16 شهراً من توليه المسئولية يؤخذ عليه، فبدأت أفكر فى منطقية الكلام. وتطرق الحديث إلى الصعوبات التى واجهها «برادلى» ومعاونوه وعدم اللعب فى مصر وغياب النشاط، فما كان من العميد حسام حسن إلا أن أكد أن ذلك ميزة كان على «برادلى» استغلالها بالإصرار على إقامة معسكرات طويلة خارج مصر، مثلما فعل «الجوهرى» الذى أراد أن يجهز منتخباً قوياً للمشاركة فى كأس العالم فألغى الدورى، وخاض باللاعبين مباريات دولية قوية، فصنع لمصر أول منتخب بفكر احترافى. واستمر الحوار مع التوأم لأكتشف مجدداً مدى الحماس والغيرة على الكرة المصرية، لدرجة تمنيت معها لو تم استغلال هذا الحماس والفكر الكروى الثورى من خلال قيادتهما لمنتخب الشباب، وإعداد قاعدة تسمح ببناء جيل جديد للكرة المصرية ربما لم يشاهد التوأم فى الملاعب لكنه بلا شك يعرف قدرهما من كثرة ما يسمع عنهما من «حكاوى». فالتجربة أثبتت أن ذلك هو السبيل الوحيد لتقدم الكرة العربية، بدليل ما حققه حسن شحاتة مع المنتخب بعدما قاد جيلاً صغيراً فى بطولات أفريقيا للشباب وتم تصعيده مع المتبقى من جيل سابق قاده شوقى غريب، فكان منتخباً قوياً شاباً كتب لمصر نصف تاريخها من البطولات، وعاد مهدى على، مدرب الإمارات، ليكرر التجربة، فصنع لدولته فريقاً قوياً كانت أولى ثماره كأس الخليج. المهم أننى خرجت بعد هذا اللقاء لأسال نفسى عن مصير «برادلى» فى ظل دعوة حسن فريد، نائب رئيس اتحاد الكرة، لإقالته فى هذا التوقيت وقبل مباراة زيمبابوى المهمة، فوجدت الموقف من أساسه لا يناسب ظروف هذه المرحلة الصعبة رغم إيمانى أن الإقالة قادمة لا محالة، طالما سمحنا لأنفسنا ب«الشوشرة» على الفريق والتعامل بفكر التسعينات الذى كان سبباً فى إقالة «الجوهرى»، رحمة الله عليه، بسبب هزيمة ودية من اليونان. أعلم أن «فريد» يخطط لفرض هيمنته على الاتحاد مثلما هو حلم لآخرين من زملائه وما حدث مع منتخبات الناشئين المزمع تشكيلها وتأجيل القرار نزولاً على رغبة «فريد» الذى يريد إفساح المجال أمام أحمد عبدالحليم لتولى قيادة أحد هذه المنتخبات بصرف النظر عن الفكر التدريبى لهذا المدرب الخلوق يؤكد ذلك. وأعلم أيضاً أن سبب الخلاف مع جهاز المنتخب هو رفض «برادلى» لتدخل «فريد» واتهامه لعضو المجلس بأنه كثير الكلام قليل الأفعال، وتأكدت أن نائب رئيس الاتحاد طالب فى اجتماع قبل شهرين بإقالة «برادلى» لكنه اضطر للتراجع بعدما قُوبل طلبه برفض شديد. يا أعضاء الاتحاد لديكم فرصة ذهبية للعمل فى سكون، فالجميع يعرف كيف جئتم، والتاريخ لن يرحكم، والوصول بالمنتخب إلى كأس العالم فقط هو السبيل لنحاجكم، وذلك لن يتأتى إلا بالتعاون مع «برادلى» وجهازه، فلتكُن النفوس صافية حتى يأتى الفضل من الله.