تناقض شديد يتخبط فيه فتحى بركات، الرجل الذى خاض تجربة الزواج المبكر، كزوج، وكوالد، فهو من جهة يعلم مخاطر الزواج المبكر، ويراها بأم عينيه فى بيوت جيرانه، ومن جهة أخرى، يعتريه قلق شديد من احتمالات الانحراف وممارسة الرذيلة التى يخشى على أبنائه منها، مما يجعله متذبذباً، بين قبول الفكرة والهجوم عليها، فلديه فى الحالتين أسباب كافية. «الجواز فى السن المبكرة أوى 10 و13 و14 سنة، مش كويس، لأن البنت ما تفهمش يعنى إيه جواز، ولا تقدر تشيل مسئولية بيت» يتحدث الأب بثقة مؤكداً المخاطر التى تتعلق بهذه الممارسة فى حال وقوع خلافات، مؤكداً أن الفتاة هى الطرف الأضعف، «البنت بيكون مكتوب كتابها عرفى، وتلاقى الواد، يهددها ويقولها أنا لا هاكتب ولا هاخلص، هو يتجوز ويعيش حياتها، وهى تفضل مرهونة بالعناد، ومش عارفة إيه مصيرها، لولا إننا أرياف وبيحصل ضغوط على الزوج، بنعرف نرجعلها حقها، غير كده تطلع من غير لاحق ولا مستحق». يتحدث الأب الذى يعدد بنفسه مخاطر الزواج المبكر فى قريته «الرهاوى»، التى تتكلف فيها عمليات الزواج مبالغ طائلة، لا يختلف فى إنفاقها غنى أو فقير، الكل يتدبر حاله، حتى يصل إجمالى ما تنفقه الفتاة المتوسطة إلى 20 ألف جنيه.. للوالد وجهة نظر خاصة فى الأمر، لا تتعلق بالعمر، لكنها تتعلق ب «الجسم» حسب تعبيره، يقول: الموضوع فى الشرع بالوصف مش بالسن، أنا عندى بنتى ماشاء الله جسمها فاير، عندها 15 سنة، وشايفها إنها تتجوز، وبكده برحمها من الزمن» يعزى الأب ضرورة الإسراع بالزواج إلى العصر الحالى، وكيف أن وسائل الإعلام جعلت مشاعر الأطفال تنضج بصورة أسرع من الطبيعى، «الأطفال عارفة يعنى ايه زواج، عندى ابنى 14 سنة ولاقيته بيفكر فى الجواز بطريقة مش معقولة، مكنتش متصور إنه يفكر فى الكلام ده، رحت مجوزه لبنت أصغر منه بس شكلها عروسة وجسمها كبير». يستشهد الأب بالأسر الغربية التى تعطى لأبنائها الحرية الجنسية فى سن ال 14 سنة، يقول: «إحنا هنا طبعاً مش هانسيبها تعمل اللى هى عاوزاه، بنسترها، ونجوزها بدرى، ربنا ماشرعش سن، قال سن البلوغ، البنت بعد الحيض بسنة تقدر تتجوز، إنما لما تكمل تعليمها بيكون فى احتكاكات بزميلها، والكلام اللى زى كده بيكون فى دماغهم هم الاتنين». لا يرى الوالد أن التربية وحدها تكفى، أو كفيلة بالحد من الرذيلة، يقول: «مهما تربى البنت ضعيفة، والشاب أيضاً ضعيف عند مواقف معينة، وضعفهما سبب كل المشاكل اللى بتحصل فى الجامعة» لكنه يعود ليفكر ملياً، ويتذكر زواجه الأول من فتاة صغيرة، يقول: «عانينا جامد، عشان تعرف يعنى إيه مسئولية وبيت، وزوج، وحياة أسرية، فضلنا كتير عقبال ما فهمت واتعلمت، بعدين ماتت، واتجوزت تانى بنت صغيرة، لكن كانت فاهمة، وعارفة يعنى إيه زوج وبيت، ومحستش بمشكلة معاها زى مراتى الأولى، أما مراتى التالتة فمكنش فيه أى مشاكل معاها، أصل اتجوزتها كبيرة». رغم تأييده الجارف للزواج المبكر صوناً للشباب والفتيات، يعود الرجل ليتذكر حالة جارتهم التى تزوجت فى سن ال10 سنوات، «البت كانت صغيرة أوى، لدرجة أنها كانت بتلعب على الساقية ليلة الحنة، وكانت عمالة تتنطط على المقطورة، بعد الجواز حماها وحماتها خلوها معاهم، خافوا عليها من جوزها، أصل البت مكنتش حمل زواج ولا معاشرة زوجية وعرفنا بعد كده إن ليلة الدخلة حصل لها نزيف وراحوا بها للدكتور وكان الموضوع هيبقى قضية ومشكلة». الحكايات لا تنتهى ومخاطر الزواج المبكر كذلك، يتذكر الرجل جيرانه الذين زوجوا طفلين صغيرين لبعضهما، وكيف انتهى الأمر إلى حياة مأساوية، يقول: «الواد والبت ملهمش جواز، الاتنين مايكملوش ال10 سنين، وجسمهم ضعيف، من أول مرة شوفتهم، الاتنين لما تشوفهم تعرف على طول إنهم المفروض يلعبوا لهم سنتين تلاتة أربعة قبل ما يفكروا فى حكاية الجواز». أخبار متعلقة: أطباء: اغتصاب مقنن ويشكل خطورة على حياة الفتاة يصيبها ب"انحطاط"الثقة فى النفس «طفلة» تلد «طفلة».. ثم رحلة معاناة على فرش «جرائد» فى الهرم نورا.. قمر 14 أطفأه الفقر والأهل ونصيحة «ربنا فوق وجوزك تحت» «مها».. عروسة بنت 14 سنة: «خلفت 3 عيال فى 10 سنين.. ونفسى ألعب زيهم» «فرحة».. عمرها 38 سنة.. وجدة ل10 أحفاد «أبويحيى»: زواج القاصرات «سنة سماوية».. وأنا شاذ فى الفتوى