ما بين حجاب كامل يغطى الرأس والرقبة وحجاب يجارى الموضة «اسبانش»، تنوعت أشكال عروسة المولد هذا العام، لتحل محل عروسة «باربى» الشقراء التى ظلت مسيطرة على السوق لسنوات طويلة. العروسة المحجبة التى فرض وجودها كون مصر تحت حكم الإخوان المسلمين، تشهد إقبالاً كبيراً لدرجة أن صانعها الذى صممها للسخرية من حكم الإخوان المسلمين، لم يكن يتوقع أن تتحول فكرته إلى تجارة رائجة يقبل عليها تجار الجملة والزبائن من كل الاتجاهات. شكل العروسة الجديد يجذب أنظار المارة فى «درب البرابرة» تلك المنطقة التجارية الشعبية التى يعمل فيها «ثابت برغوتة»، صانع العروسة، منذ سنوات طويلة. «تماشياً مع حكم الإخوان المسلمين فكرت أعمل عروسة محجبة لابسة زىّ شرعى كنوع من التهريج والتريقة على الإخوان، لكن الموضوع قلب بجد». منذ 32 عاماً دأب «برغوتة» وزوجته الملقبة ب«أم أحمد» على صناعة عرائس المولد النبوى سنوياً، وقبل كل موسم يفكران معاً فى فكرة جديدة لتقديمها بشرط أن تكون جذابة وتلفت أنظار زبائنهما، وهذا العام لم يجدا أفضل من العروسة المحجبة.. «أحياناً بنصنع عرائس على اسم أبطال مسلسلات مشهورين، مرة عملنا عروسة سميناها الحاجة زهرة على اسم غادة عبدالرازق فى مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» ومرة عملنا عروسة كيداهم على اسم فيفى عبده فى مسلسل كيداهم». ابتكارات «برغوتة» وزوجته فى صنع العرائس لا يعكر صفوها سوى شيوخ التيار السلفى الذين يمرون عليه فى ورشته، ويلومونه على الاحتفال بالمولد النبوى مؤكدين له أنه بدعة وأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار.. «قال بدعة قال.. والله لو عملوا إيه.. الشعب المصرى شعب عنيد وماحدش هيقدر يغيّره».