لماذا يصر الإخوان على أن يخذلونا؟، وما المقابل النفسى الذى يغريهم بتحمل الفشل إلى هذه الدرجة؟، كم يساوى هذا الغل الذى يدفعهم إلى تكسير سلم أولويات المرحلة، لصالح زهو فارغ بحكم يوشك أن يزول؟، هشام «قنديل» الإخوان، رئيس حكومة بدرجة سكرتير لن يتعبنا ويمارس صلاحياته، ربما، لكنه سيتعب «الناس» الذين غركم حلمهم، ويبدو أنكم صدقتم أنهم ناخبو الزيت والسكر، وما الزيت والسكر فى عرف المصرى «الأرارى» إلا «اللى ييجى من وشكم» ثم الصبر إلى حين كان يطول تحت ضغط الحاجة، حتى ألف المصريون الضغط والحاجة فانفجروا، ولن يطول صبرهم ثانياً. افهموا أو موتوا بغبائكم، لكن مصر لن تترككم لتغرقوها فى الديون، لأن حكومتكم الفاشلة عاجزة عن إيجاد حلول غير تقليدية للخروج من الأزمة بينما يفعلها الشباب «وهما سايبين إيديهم»! فى أقل من 5 شهور استطاع 3 شباب من مركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية هم: إيمان ممدوح، ومها كامل، وأحمد إبراهيم أن يوفروا لخزانة الدولة ما يقرب من مليار و400 مليون جنيه سنوياً عن طريق مجهود بحثى جاد تحت إشراف الاقتصادى الفذ عبدالخالق فاروق، كشفوا فيه عن جزء يسير من المسكوت عنه فى ثروات مصر، وهو حزام منتجعات دولة الأغنياء الذى تمدد كالسرطان بالتوازى مع حزام العشوائيات منذ مطلع الثمانينات، فى غياب أى مشروع لاستغلال أراضى المصريين فيما ينعش اقتصادهم. فى مصر الآن -وفق الدراسة- أكثر من 245 منتجعاً سياحياً وسكنياً، على مساحة تقدر ب (115383231 متراً مربعاً) وعدد وحدات يبلغ 397518 ما بين قصور فخمة وفيلات متعددة المساحات، ويقدر الباحثون إجمالى الإيرادات التى حققتها شركات الاستثمار من وراء هذه القصور ب (294069550788 جنيهاً) هذا الرقم «اللى يخض» هو مليارات مصر «المتكلفتة» فى هذا البرد، فلا يوجد حتى الآن قانون «فعال» للضرائب العقارية ليتعامل مع هذه الأرقام، وهى معفية من الضرائب بقوانين عصر السادات التى تعفى الاستثمار العقارى، التى يتساوى فيها ساكن القصور والمستثمر بالملايين بالذى ينفق تحويشة العمر فى شقة أوضتين وصالة وعفشة ميه! ومقترح الشباب: هو تحصيل ضريبة عقارية تتراوح بين 2000 و5000 جنيه على الوحدة سنوياً بشكل يتناسب مع طبيعتها ومساحتها، وهل هى سكنية أم سياحية، وهذه الجنيهات التى تسهل قراءتها على السطر هى «ملاليم» بالنسبة لمن ينفق 10 ملايين للحصول على قصر فى مارينا لا يطل على البحر، ويقدر الشباب إجمالى ما ستحصله الدولة من جراء ذلك ب(1391313000) جنيه، فهل وصلت الرسالة؟ الحلول موجودة، والكفاءات موجودة، ومثل هذا الكثير، ويمكننا توفير عشرات المليارات سنوياً دون أن نفقر الغنى أو نزيد الفقير فقراً، لكننا نحتاج إلى رجال دولة «بجد»، نحتاج إلى حلول مبتكرة، إلى عقول شابة، إلى وعى بطبيعة اللحظة التى خلقها الشباب من «عدم» سياسى، وإذا كان الإخوان يتشدقون بتجارب تركيا وماليزيا فعليهم أن يدرسوها أولاً ليدركوا أن «الإبداع» و«الخبرة» كانا كلمة السر فى عبور هذه التجارب إلى المستقبل، وعلى السيد مندوب مكتب الإرشاد فى قصر الاتحادية أن يعى بدوره أن الصبر لن يطول، وأن استمرار مهزلة أصحاب الثقة لن يعنى سوى زواله وحزبه وجماعته، فإن لم يحرككم خوف على البلاد -كما نظن بكم- فخافوا على أنفسكم، فالثورة مستمرة.