لن ينسى المسرح والتليفزيون والسينما الفنان سيد زيان، الذي حفر بأعماله تاريخا يتذكره الصغار قبل الكبار، ساعده في ذلك نبرة صوته وعيناه اللامعتان وأدائه التمثيلي المميز، حيث ساعدوه على التميز عن غيره من الممثلين، والذي وافته المنية صباح اليوم عن عمر ناهز 73 عاما. آخر أعمال سيد زيان هي مسرحية "كحيون ربح المليون"، والتي قدمها في لبنان في العام 2002 قبل مرضه بعام واحد، وحققت نجاحا كبيرا، حيث كانت تتحدث عن كثير من القضايا الشائكة، مثل اللحوم الفاسدة ومسابقات التليفزيون ونشرات الأخبار السياسية. وترصد "الوطن" رحلة مرض سيد زيان التي دامت سنوات: مع بداية الألفية الجديدة في العام 2003، أصيب سيد زيان ب"جلطة في المخ"، أدت إلى إصابته ب"شلل نصفي"، ما أبعده عن الأضواء لمدة 9 أعوام، وبقي في منزله لم يبرحه. بعد تحسن صحته من "الجلطة في المخ"، تعرض زيان لأزمة صحية جديدة، دخل على إثرها المستشفى للعلاج على نفقة القوات المسلحة المصرية، وأصبح يسير متكئا على عصا. في نوفمبر من العام 2013، لبى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكان وزير الدفاع آنذاك، طلبا تقدمت به ابنته إيمان، خلال حديثها في إحدى البرامج التليفزيونية، وأشارت إيمان زيان إلى أنها تقدمت بالطلب، حين كان المشير حسين طنطاوي في منصب وزير الدفاع، وروت أن موقف المشير اقتصر على الاتصال بها وطلبه إبلاغ التحية لوالدها، وأرسل ورقة صغيرة كتب فيها كلمات جميلة لوالدها، عبرت عن الحب الذي يكنه الجميع له. اشتهر سيد زيان بأنه "الفنان المزاجنجي"، حيث لم يختلف نهج حياته بعد مرضه عن نهجه قبل المرض، فكان يستيقظ بالليل وينام بالنهار، حتى أن الأطباء تأكدوا أنهم لن يحصلوا على نتيجة مفيدة له في العلاج إلا في المساء. تحدثت ابنته إيمان عن الروتين اليومي لوالدها خلال رحلة علاجه، كان يبدأ يومه بالاستيقاظ في العاشرة صباحا، يتناول بعدها إفطاره ثم ينام ساعة واحدة فقط، ويستيقظ بعدها ليبدأ رحلته في العلاج الطبيعي، بداية من الساعة 12 ظهرا وعلى مدار 6 جلسات، بينها كورس العلاج بالحمام المائي، وبين كل جلسه وأخرى فاصل نصف ساعة. تروي ابنته إيمان أن والدها كان ينام 3 ساعات من السابعة مساء وحتى العاشرة، بعدها يستيقظ ويجلس لمتابعة التلفزيون وقنواته الإخبارية، كما يشاهد الأفلام الكلاسيكية القديمة، كونه لا يحب مشاهدة الحديث من الأفلام، كما كان يستمع إلى الراحل عبدالحليم حافظ، بل أنه الوحيد من المطربين الذي يظل يدندن معه بالغناء وهو يحرك يديه، وذلك إضافة إلى حرصه على متابعة الأحداث السياسية. وضعت إيمان وشقيقاتها الثلاث منى وسامية وحنان، برنامجا غذائيا خاصة لزيان، معتمدين فيه على العصائر الطبيعية بدرجة كبيرة، وذلك حرصا على ألا يزيد وزنه بدرجة مفرطة. في مطلع يوليو من العام 2014 سافر زيان إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، وبعدها في أكتوبر انتقل إلى الرياض ليتلقى العلاج في مستشفى مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالرياض، ورافقته ابنته إيمان في رحلته العلاجية.
