"مثلي الأعلى منذ وعيت في الأدب أديبة الشرق النابغة مي زيادة"، هكذا قالت "شاعرة الوجدان النسائي"، جميلة العلايلي، والتي قالت عنها زيادة عند إلقاءها قصيدة في حفلة بالمدرسة، "أنت مدهشة يا جميلة"، وقالت للناظرة "سيكون لها شأن كبير في الخطابة ومن يدري قد تكون أديبة جيلها كما أتوسم فيها.. فاهتموا بها". "شاعرة الوجدان النسائي".. لقب أطلقه الكاتب والناقد الأدبي محمد مندور على العلايلي، التي توفيت في 11 أبريل من عام 1991، والتي كانت واحدة من الأصوات الشعرية الأصيلة في جماعة "أبولو"، الشعرية التي أسسها أحمد زكي أبوشادي عام 1932، مقارنًا مندور بينها وبين الشاعرتين فدوي طوقان، ونازك الملائكة في درجة التحرر من التقاليد في أشعارهن. نشرت لها مجلة أبولو، عددًا كبيرًا من قصائدها، وصدر ديوانها الأول "صدى أحلامي" عام1936، واحتفت به الحياة الأدبية، فكتبت عنه الأديبة السورية وداد سكاكيني باعتباره أول ديوان شعري تنشره المرأة العربية في نهضتنا الحديثة، متجاوزة شعر البدايات لعائشة التيمورية، وملك حفني ناصف (باحثة البادية)، ثم أصدرت ديوانها الثاني "صدى إيماني" عام 1976، بعد 40 عاما من الديوان الأول، وجمعت فيه شعرها الصوفي والإيماني، أما ديوانها الثالث "نبضات شاعرة" فكان مقررا له أن يصدر في عام 1951، وكتب مقدمته أبوشادي، لكنه تأخر 30 عاما فلم يصدر إلا في عام 1981. وكانت صاحبة صالون أدبي، به الكثير من الأدباء وشعراء زمانها ومفكريه، وكانت تتردد على صالون "مي"، وتلتقي فيه بعدد من أعلام العصر، مثل لطفي السيد والعقاد وسلامة موسى والشيخ مصطفى عبدالرازق وغيرهم، وتعرفت في صالون هدى شعراوي على أحمد محرم، ومختار الوكيل. بتأثير من مي وهدى شعراوي، أسست جميلة صالونها الأدبي في المنصورة، ثم انتقلت به إلى القاهرة، بمساعدة زوجها الصحفي سيد ندا، وكان من رواده: زكي مبارك، وأنور الجندي، وإبراهيم ناجي، ومحمد عبدالمنعم خفاجي، وعبداللطيف السحرتي، وعبدالعزيز عتيق، وعلي الجندي، وقاسم مظهر، وغيرهم. كما ترأست دار نشر الثقافة، التي أصدرت كتاب أدب الربيع، الذي صدّره إبراهيم دسوقي أباظه باشا رئيس جامعة أدباء العروبة سابقًا، وأخرجته الشاعرة، وطُبع بمطبعة الحقائق بمصر.