قال مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، إن السعودية تدرك جيدا أهمية إيجاد تحالف إستراتيجي قوي مع مصر خلال الفترة الحالية، مضيفا "يعلم النظام السعودي جيدا أهمية التوافق المصري السعودي، حرصا على المصالح العربية العليا، وإيجاد تضامن عربي قوي ينمي فرص العمل العربي المشترك؛ لمواجهة تحديات عصرهم، في مقدمتها منظمات الإرهاب". أوضح أحمد، ل"الوطن"، أن هناك ثمة دلائل كثيرة تؤكد خطط التنسيق المشترك بين القاهرة والرياض، بما يحول دون وجود فراغ في الشرق الأوسط، حال انسحاب الأمريكان من المنطقة. وتابع "مصر والسعودية لديهما تجربتان مهمتان مع الأمريكان، فالرئيس عبدالفتاح السيسي عندما تولى، تحالف الأمريكان مع الإخوان، وخاصموا السيسي ومنعوا وصول الأسلحة، فأدرك النظام المصري أنه ليس له سوى بديل واحد، وهو أن ينمي قدرته العسكرية ذاتيا بتنويع مصادر السلاح، لذلك قفزت القوات المصرية في الفترة الأخيرة للمعايير الدولية، وأصبحت القوة العاشرة في العالم". واستطرد "أما السعودية فكان لها تجربة أخرى، فأعلن الرئيس الأمريكي أوباما، في حديثه المطول إلى مجلة (أطلنطا)، أن الشرق الأوسط لم يعد يمثل مصلحة أمريكية مهمة تستحق التضحية بالجنود الأمريكيين في حرب جديدة هناك، وأن مستقبل أمريكا يتعلق بقارة آسيا، حيث الشعوب هناك أكثر نشاطا وأشد انشغالا بقضايا التقدم والتحديث، فضلا عن أنهم يحبون الأمريكيين، ومن الصعب أن تجد آسيويا يقضي أغلب وقته يفكر ليل نهار في كيفية تفخيخ هدف أمريكي، بل إنه اتهم السعودية بالتورط في الإرهاب، وأنهم ينشرون التطرف في العام، وقال هذا الكلام في حديث معلن، لذلك بدأ السعوديون في التحرك خارج إطار الأمريكان". أوضح نقيب الصحفيين الأسبق أن العاهل السعودي يعمل علي توسيع التحالف العسكري، بحيث يصبح لديه ظهير عسكري قوي في حالة انسحاب القوى الأمريكية من الشرق الأوسط. وأضاف "انسحاب الأمريكان من المنطقة سيؤدي إلى ظهور قوى جديدة وهم الإيرانيون، ونعلم جميعا الأزمة الموجودة بين طهران والرياض، بسبب ملف النووي الإيراني، والنظام السعودي تحايل على الأمريكان من قبل أن يكون هناك ضمانات بالتزام إيران بالحقوق العربية وعدم التدخل في شؤون الخليج، وأن تراعي المصالح العربية وعدم العدوان العسكري على دول المنطقة، وألا تساعد في نشر الإرهاب، لكن الإيرانيين رفضوا أي شروط سعودية فيما يتعلق بالبرنامج النووي، واليوم إذا انسحبت القوى الأمريكية فلن يكن هناك أمام إيران أي عائق للتمدد". وتابع "تركيا في موقف صعب بسبب حماقة رجب طيب أردوغان، ووجود عداوة صريحة مع الروس، فلن يكون سند قوي، فالسعودية أدركت أيضا أن تركيا لن تقدم أي دعم عسكري، وأنه لو حدث سيكون دعم محدودة، فدليها أزمة روسيا ومنطقة الأكراد، والحكم الذاتي لهم في الحدود السورية، لذلك خاب أمل النظام السعودي في تكون تركيا حليف قوي، وأدركت أنه لا بديل عن القاهرة". واستطرد "مصر من وجه نظرها ليس لديها مانع في تشكيل هذا التحالف، لكن هناك شروط، وهي أن تفهم السعودية أن الرؤوس متكافئة، وأن مصر لن تكون تحت أمر السعوديين، فالشراكة أهلا وسهلا على قدم المساواة، فنحن نرحب بالتحالف الإستراتيجي".