اهتمت الصحف السعودية الصادرة، اليوم، بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، للقاهرة التي بدأت الخميس الماضي، كما اهتمت بالعديد من القضايا والملفات الراهنة في الشأن المحلي والعربي والإقليمي والدولي. خادم الحرمين يعلن إنشاء جسر بري بين المملكة ومصر: آسيا وإفريقيا تتعانقا وتحت عنوان "جسر الملك سلمان و(سايكس بيكو)"، كتبت صحيفة "الرياض" صباح اليوم، "بالإمكان أن تتعانق القارتان الكبيرتان آسيا وإفريقيا بفضل الجسر البري الذي سيربط المملكة بمصر، إنه لإنجاز ومنجز حضاري وتنموي دولي بأن يسهم البلدان الشقيقان في تحقيق هذا الحلم، وتطويع التاريخ والجغرافيا لخدمة المنطقة التي قيل إنها أمام مشاريع التقسيم و(سايكس بيكو) آخر، لنجد أنفسنا اليوم أمام مشروع يحمل اسم الملك سلمان الهدف منه توحيد الوطن العربي وشد أواصره وربط بعضه ببعض". وأضافت الصحيفة، "أصبح الطريق إلى الرياض وإلى القاهرة قصيرا وسالكا أكثر من ذي قبل، ولا عزاء لمن عوّل على إفساد العلاقة أو فتورها، ليكتشف أن بين البلدين عمارا وطريقا طويلا في الازدهار للتّو بدا.. الجسر الذي يحمل رمزية سياسية واقتصادية وثقافية كبيرة هو ترجمة حقيقية لرؤية الملك سلمان في توحيد مواقف العرب والمسلمين فعلا لا قولا، ولأجل ذلك فإن وضع أيدينا بيد هذا القائد العربي المسلم ضرورة ومطلب لا خيار، من أجل رفعة الأمتين". في زيارته التاريخية.. السيسي يقلد الملك سلمان "قلادة النيل" وتحت عنوان "مصر الحكومة والنيل والناس تحتفي بالملك"، كتبت صحيفة "اليوم" في رأيها الصباحي، "الزيارة التاريخية التي يقوم بها هذه الأيام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، لجمهورية مصر العربية، تتجاوز في محدداتها الإستراتيجية كل أطر العلاقات الدولية المتعارف عليها، والتي تنبني في الأغلب الأعم على المصالح المشتركة، وحسابات الأرباح والخسائر، سياسيا واقتصاديا وتجاريا، لتصل إلى مرتبة البناء العضوي الذي يجدد علاقة البلدين، ويؤسس عليها منطلقات جديدة، هدفها الأساس وغايتها البعيدة الحفاظ على تماسك ركائز الأمة، وصيانة وجودها، ودرء المخاطر عنها، من خلال تنسيق الجهود والمواقف والخطى بين البلدين الشقيقين، واللذين يتفق الجميع على أنهما جناحا الأمة، وعلى هذا الأساس خرجت زيارة الملك سلمان لمصر العروبة من إطار الزيارة الرسمية ببروتوكولاتها المتداولة، لتتحول إلى زيارة دولة بكل ما فيها من معاني الحفاوة، والتي ترجمها بكل جلاء الاستقبال الرسمي، والترحيب الشعبي الواسع، وامتداداته باتجاه المؤسسات. وقالت "بفضل الله، طالما التقت الرياضبالقاهرة، في سبيل صناعة المستقبل الذي ستلده الشمس قريبا عبر هذه السلسلة الطويلة من الاتفاقات والتفاهمات والموافقات.. التي تشي بكل خير". 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين المملكة ومصر.. وبرنامج تعاون في كافة المجالات بدورها، طالعتنا "الشرق"، صباح اليوم، بعنوان (شراكة وتكاتف خدمةً للأمة)، "الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة مملوءة بالمشاريع والاتفاقيات التي تجسِّد نقل العلاقات الثنائية المتميزة إلى آفاقٍ أرحب تعزِّز فائدة البلدين والشعبين، وفي أجواءٍ تُشِعُّ منها روح الأخوَّة والتعاون لمصلحة البلدين والعرب والمسلمين، وقَّعت المملكة ومصر أمس 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تعاون في كافة المجالات". وأشارت "كما أعلن الملك سلمان عن مشروع إنشاء الجسر البري الذي سيربط البلدين وقارتي آسيا وإفريقيا، وهذه الخطوة تاريخية وتعدُّ نقلة نوعية لها فوائد عظمى على صعيد التبادل التجاري ودعم الصادرات وتنفيذ المشاريع وسفر الحجاج والمعتمرين والسياح فضلاً عن توفير فرص عمل". ولفتت إلى أن المملكة ومصر أبديا اهتماما كبيرا بمشاريع تنمية شبه جزيرة سيناء، والتفاصيل واعدة للغاية بشأن برنامج الملك سلمان لتنمية سيناء، وأضافت "هذا البرنامج يُعدُّ إحدى نتائج العمل الدؤوب لمجلس التنسيق (السعودي- المصري) الذي عقد عدَّة اجتماعاتٍ في الأشهر الأخيرة"، وقالت إن هذا التعاون بين الرياضوالقاهرة، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، يضمن سلامة وأمن واستقرار العالمين العربي والإسلامي. فيما طالعتنا "عكاظ"، تحت عنوان (13 عاما.. نار الطائفية تأكل العراق)، "اليوم يكون قد مر على سقوط بغداد 13 عاما، ذلك اليوم الذي ودعت فيه العراق حقبة البعث لتدخل في غياهب المجهول وحتى الآن، ويعتقد مراقبون سياسيون أن سقوط بغداد جاء في إطار خطة ممنهجة لإحداث تغيير جذري في خريطة الشرق الأوسط، خصوصا بعدما تفجرت في العام 2010 أحداث ما سمي بالربيع العربي التي أدت إلى تغيير بعض الأنظمة العربية". وأسهبت "عاش العراق في حقبة نظام صدام حسين حياة عنوانها الحروب وعسكرة المجتمع والعوز والحصار والهجرة وسط خوف كبير من بطش السلطة، كما تسببت الحروب في إنهاك العراق بشريا وماديا، لكن التغيير الذي حصل بعد عام 2003 لم يجلب للعراقيين ما كانوا يحلمون به". وتابعت: "شهدت السنوات التالية للغزو، انقسام العراق طائفيا، وبالنتيجة حصلت طائفة الشيعة على معظم الوزارات السيادية إلى جانب رئاسة الحكومة، بينما حصل الأكراد على الحكم الذاتي بصلاحيات، ولم يكد العراقيون يتنفسون الصعداء بعد انتهاء الحصار الذي أثقل كاهلهم وتسبب بهجرة مئات الآلاف إلى دول الجوار ودول غربية طلبا لحياة أفضل، حتى بدأت أعمال القتل الطائفي والعنف الممنهج تبرز على الساحة، وفوصلت أعمال العنف الطائفي أوجها في عامي 2006 و2007 قبل أن تنحسر في 2009، إلا أن اندلاع الأزمة في سورية المجاورة وتحول المظاهرات في بعض المدن السورية إلى عنف طائفي كان له أثر كبير في عودة شبح الطائفية إلى أرض الرافدين، ولا يزال الواقع دون مستوى طموح العراقيين، رغم انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق في نهاية 2011، بسبب تصاعد العنف ودخول البلاد في حرب ممتدة مع الإرهاب".