على رصيف مشرحة زينهم جلست سيدة عجوز تبكى بصوت مرتفع وتهذى ببعض الكلمات غير المفهومة لا يفهم منها سوى عبارة «البنت قتلت أخوها»، بينما يقف الأهالى مكتوفى الأيدى لا يستطيعون تهدئتها، وفجأة خرج الشيخ سعيد، حانوتى مشرحة زينهم، من غرفة غسل الموتى إلى صاله انتظار أسر المتوفين وبصوت مرتفع: «أسرة وحيد تيجى تلقى نظرة عليه وتودعه قبل تكفينه»، نهضت العجوز من على الرصيف وذهبت إلى غرفة الغسل مسرعة مرددة: «عايزة أشوف حبيبى» وبعد دقائق خرجت من غرفة الغُسل محمولة على الأيدى بسبب دخولها فى حالة إغماء، ووضعوها على الأرض وأسعفوها، وتبين أن الجالسين بجوارها هم جيرانها من منطقة الساحل وبدأوا فى سرد قصة السيدة العجوز للجالسين أمام المشرحة، قائلين: «ربنا يصبرها بيتها أتخرب» العجوز حميدة أبوالحسن محمدى، 55 سنة، بائعة خضراوات، أرملة وأم ل3 أبناء، هم وحيد عبدالمنعم محمود، 32 سنة، نجار، وهو المتوفى، الذى كانت تنتظر استلام جثمانه من مشرحة زينهم، وأمال عبدالمنعم، 36 سنة، ربة منزل، ولبنى، 34 سنة، ربة منزل. القتيل تعرف على سيدة وتزوجها عرفياً دون علم أسرته ما تسبب فى مشاكل معهم انتهت بقتله أحد جيرانها ويدعى محمد قال: «زوجها توفى وترك الأبناء الثلاثة «حتة لحمة حمراء» وأنه كان يعمل بائع خضراوات فى الشارع لأن ظروفه المادية لم تسمح له بشراء محل، ونزلت هى للعمل بدلاً منه حتى تستطيع تربية أبنائها، وظلت فى شقاء وعناء طيلة حياتها، حيث إنها كانت الأم والأب فى نفس الوقت، ولكن أبناءها خرجوا من المدارس بسبب عدم رغبتهم فى التعليم، والبنات وقفن مع والدتهن لمساعدتها فى بيع الخضراوات، وكلما كبرت إحدى البنات كانت الأم تمنعها من الوقوف على الفرش. وقف وحيد (القتيل) مع والدته لفترة يساعدها فى البيع وبعد فترة طلبت منه الأم أن يتعلم صنعة، وبالفعل نزل وحيد للعمل مع نجار، ومرت السنون وبعدها كبر وحيد وتمكنت الأم من تزويج بناتها، ولم يتبق أمامها سوى وحيد، وبالفعل لم يمر وقت طويل حتى زوجت وحيد وظل معها فى الشقة، وكانت الأسرة تعيش حياه سعيدة، وعلى الرغم من زواج البنتين خارج شقة والدتهما فإنهما كانتا موجودتين طوال أيام الأسبوع مع والدتهما وشقيقهما. وقبل شهرين سمع الجيران أن وحيد تزوج عرفياً من سيدة، فى البداية لم يصدقوا الخبر، وسألوا وحيد ولكنه أنكر فى البداية، وبعد ذلك ذهبوا إلى تلك السيدة وسألوها وكانت المفاجأة عندما اعترفت بالزواج عرفياً من وحيد، وبالسؤال عن تلك السيدة تبين أنها سيئة السمعة، وبمواجهته اعترف بزواجه منها عرفياً، وطلبوا منه مراراً وتكراراً أن يطلقها ولكنه رفض، وفى يوم الواقعة سمعنا صراخاً خارجاً من شقتهم، ذهبنا إليهم ووجدنا وحيد على الأرض غارقاً فى دمائه وأخذناه إلى مستشفى الساحل ولكنه توفى أثناء إسعافه، وتبين أن مشاجرة نشبت بينهم بسبب رغبتهم فى تطليق هذه السيدة ولكنه رفض وتطورت إلى التشابك بالأيدى بينه وبين شقيقتيه وتعدى عليهما بالضرب فقامت إحداهما بإحضار سكين من المطبخ وأثناء الشد والجذب أصيب وحيد بقطع فى أوردة الحوض، وتم نقله إلى مستشفى الساحل وتوفى على الفور، وألقت المباحث القبض على والدته وشقيقته وبعرضهما على النيابة العامة أمرت بالإفراج عن والدته مؤقتاً حتى تستطيع استلام جثمان نجلها ودفنه والعودة مرة أخرى إلى النيابة لاستكمال التحقيقات التى اعترفت فيها شقيقتاه أنه «ماشى مع واحدة عاملة زى ديل الكلب»