أعلن بابا الكاثوليك، فرانسيس الأول، انفتاحًا يعتبر الثاني في تاريخ الكنيسة إزاء المطلقين والمتزوجين. وأقر بإمكانية منحهم ممارسة بعض الطقوس الدينية الكاثوليكية، لكنه أكد على موقفه الرافض لاتحاد المثليين، وذلك في وثيقة "الإرشاد الرسولي" الجديدة التي صدرت أمس، باسمه. والإرشاد الرسولي، هي رسالة عامة ل"المؤمنين" يخطها البابا، حول مسألة محددة على أساس مقررات "سينودس" الأساقفة، أي الاجتماع الدينيّ للأساقفة الممثّلين للأسقفيّة الكاثوليكيّة، والمُلقاة على عاتقهم مساعدة البابا في حكم الكنيسة كلّها بتقديم مشورتهم ونصائحهم، من خلال تفاعلهم مع بعضهم البعض، وهي مشتقة من كلمتين يونانيّتين، هما "سين- syn" أي "معًا "، و"هودس-hodos" أي "طريق"، ليصبح معنى الكلمتين مجتمعتين "السير سويّة". وتحدث فرانسيس في الرسالة المكونة من مائتي صفحة في تسعة فصول، وحملت عنوان "الحب في العائلة" ونشرها الموقع الرسمي لدولة الفاتيكان، عن قضايا تتعلق بالعائلة الكاثوليكية والتحديات التي تواجهها في العالم المعاصر. وشدد البابا، في الفصل الثالث على "ضرورة عناية الكنيسة بالمؤمنين الذين يعيشون المساكنة أو الذين تزوجوا زواجًا مدنيًّا أو المطلقين الذين تزوجوا مجدّدًا"، مذكرًا "بواجب رجال الدين ومسؤوليّتهم إزاء تلك الأوضاع الصعبة". بينما يشير الفصل السادس إلى "ضرورة ألا يشعر المطلقون الذين تزوجوا مجددًا بأنهم محرومون، فهم جزء من الكنسية"، مضيفًا أن "الاعتناء بهم داخل الجماعة المسيحية ليس إضعافًا للإيمان، أو لعدم انحلال الزواج، بل هو علامة محبة". ولم يشر البابا في رسالته إلى الطقوس التي يمكن للمطلقين والمتزوجين مجددًا أن يمارسوها في إطار الكنيسة. ولا تقر الكنيسة الكاثوليكية الطلاق في الزواج الكنسي، لكنها لا تطرد من الكنيسة من يقدم على الطلاق. وجدد البابا فرانسيس، تأكيده فيما يتعلق بالأشخاص الذين لديهم ميول مثلية، فإن "الكنيسة تؤكد أن كل إنسان يجب أن يُحترم في كرامته بدون أي تمييز مجحف، وفي الوقت عينه فلا يوجد أي أساس لإقامة مقارنة أو تشبيه بين اتحادات مثليي الجنس والزواج والعائلة بحسب قصد الله".