أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية استدعاء سفيرها في القاهرة لإجراء مشاورات عاجلة، على خلفية التحقيقات في مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني. وقال بيان صدر عن وزارة الخارجية الإيطالية إن الوزير باولو جينتيلوني استدعى السفير ماوريتسيو ماساري، لإجراء تقييم عاجل لإيجاد مبادرات أكثر ملاءمة من أجل إعادة تجديد الالتزام الذي يهدف إلى كشف الحقيقة بشأن القتل الوحشي لجوليو ريجيني. ويأتي القرار الإيطالي في ظل وجود وفد مصري رفيع المستوى في روما، منذ الأربعاء الماضي، لتقديم نتائج التحقيق الذي فتح منذ أكثر من شهرين، لكشف ملابسات مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني. خبراء العلاقات الدولية، ودبلوماسيون سابقون، فسروا في تصريحات ل"الوطن" القرار الإيطالي، ومدى انعكاسه على العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا. السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن القرار يعني أن إيطاليا أرادت الإعراب عن قلقها، فاستدعت سفيرها لدى القاهرة للتشاور، موضحًا أن هذا القرار يعتبر أدنى درجات "استرعاء الانتباه"، ويعني أن روما لم تقتنع بالرواية المصرية فيما يخص التحقيقات في مقتل ريجيني. واعتبر بيومي في تصريحات ل"الوطن" أنه لا حل لهذه الأزمة سوى بالصراحة التامة، لو أن هناك مسؤولا متورطا في القضية يجب محاسبته. وأكد بيومي أن هناك ارتباكا داخليا في مصر، ودلالة ذلك عدم تقديم سيناريو أو رواية مقنعة للجانب الإيطالي أو للرأي العام الدولي، معتبرًا أن تطور العلاقات بين مصر وإيطاليا ستتحدد بناء على سلوك مصر ومدى تقديمها لرواية تصدقها إيطاليا. من جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن القرار الإيطالي له معنى واحد وهو أن الإيطاليين لم يجدوا إجابات لتساؤلاتهم التي طرحوها على الوفد المصري الموجود الآن في روما. وأضاف رخا، ل"الوطن"، أن الحكومة الإيطالية تتعرض لضغوط برلمانية شديدة، الذي طالب بسحب السفير وإعلان مصر دولة غير آمنة، موضحًا أن القرار الإيطالي يعني بداية إجراءات تصاعدة، وإذا لم يتفق الطرفان على حل لهذه الأزمة، سوف تسوء العلاقات بين البلدين. وأكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الإيطاليين اعتبروا أن الرواية المصرية لمقتل ريجيني لم تحترم ذكاءهم، وحل هذه الأزمة يتمثل في سير التحقيقات في مسار يؤدي في النهاية إلى الحقيقة. عبدالرؤوف الريدي، سفير مصر السابق في واشنطن، أكد أن القرار الإيطالي له مغزى سياسي واضح، يعني أن الإيطاليين غير راضين عما آلت إليه التحقيقات، موضحًا أن مصر أعطت لإيطاليا كل الأدلة، لكنهم لم يقتنعوا أو يرفضوا الاقتناع. وأضاف الريدي، ل"الوطن"، أن استدعاء السفير للتشاور، لا يعني استدعاءه بشكل نهائي، أو قطع العلاقات، أو حتى تخفيض المستوى الدبلوماسي، لكن له معنى غير مباشر أن روما ليست سعيدة، بالإجراءات التي اتخذتها مصر في قضية ريجيني.