اتفق عدد من الخبراء والدبلوماسيين على أن زيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى مصر قد مثلت ذروة التفاهم فى القضايا الإقليمية التى كانت توصف بكونها تحمل تباينات فى وجهات النظر والرؤى بين قطبى النظام الإقليمى العربى، ويأتى فى مقدمتها الأزمة السورية. تنسيق عالى المستوى بين البلدين فى ملف الأزمة السورية.. ولا خلافات فى وجهات النظر حول القضية اليمنية وأكدت مصادر سورية، فى تصريحات ل«الوطن»، أن وزير الخارجية، سامح شكرى، التقى وفداً من المعارضة السورية قبل يومين من زيارة الملك سلمان، حيث تناول الحديث التأكيد على تطابق المواقف بين البلدين فيما يتعلق بمسار الحل السياسى فى سوريا، ووجود تنسيق عالى المستوى بين البلدين فى هذا الصدد، خاصة مع اقتراب موعد استئناف مباحثات جنيف بين الأطراف السورية تحت مظلة الأممالمتحدة الأسبوع المقبل، وأوضحت المصادر أن وزير الخارجية أكد لهم حرص مصر على أن تلبى مفاوضات جنيف تطلعات الشعب السورى فى التوصل إلى حل سياسى شامل للأزمة يحافظ على وحدة الأراضى السورية ويوقف شلال الدماء وتحقيق الاستقرار ودحر الإرهاب وبناء دولة ديمقراطية تعددية، وفقاً لما جاء فى قرار مجلس الأمن رقم 2254 ووثيقة جنيف وبيانى فيينا. فى الوقت ذاته، أشارت مصادر سعودية إلى عدم وجود أى اختلاف فى وجهات النظر بين البلدين فى الأزمة اليمنية التى قاربت على مسار الحل السياسى مع العمل على بدء مفاوضات بين الأطراف اليمنية فى الكويت قريباً، فضلاً عن اللقاءات التى جمعت الحوثيين بالمسئولين السعوديين فى الرياض مؤخراً. وقالت مصادر دبلوماسية مصرية وسعودية متطابقة، ل«الوطن»، إن المملكة ومصر تفاهمتا على العديد من الملفات المتعلقة بالمصالحة الفلسطينية وفتح صفحة جديدة بين «القاهرة» وحركة حماس، فضلاً عن القيام بجهود لرأب الصدع بين مصر من جانب وقطر وتركيا من جانب آخر، موضحة أن زيارة الملك سلمان للقاهرة وتفاهماته مع الرئيس «السيسى» سوف تمثلان علامة فارقة فى سبيل التهدئة بين مصر وكل من حركة حماس وقطر وتركيا خلال الشهور القليلة المقبلة، فمن المنتظر استئناف مصر لوساطتها فى المصالحة الفلسطينية قريباً؛ حيث جاء لقاء وزير الخارجية سامح شكرى باللواء جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، لمناقشة مسألة رأب الصدع الفلسطينى ودعم السلطة الفلسطينية وتحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية والعمل على إنهاء الانقسام الداخلى بين حركتى فتح وحماس. وفيما يتعلق بالموقف من حزب الله وإيران، قالت المصادر إن كلا البلدين يقف فى جانب واحد من تدخلاتهما فى الشئون الداخلية للدول العربية، حيث أشارت المصادر السعودية إلى تقدير «الرياض» لقيام «القاهرة» بإيقاف بث قناة «المنار»، التابعة لحزب الله، على «النايل سات» مؤخراً، فضلاً عن تطابق موقفى «الرياض»و«القاهرة» إزاء القرارات العربية الصادرة الشهر الماضى إزاء إدانة تدخلات حزب الله وإيران فى الشئون الداخلية العربية. وأكدت مصادر سعودية أن هناك تفاهمات مصرية - سعودية بين البلدين بخصوص الموقف من مشاركة الأحزاب والمكونات السياسية التى تمثل الإخوان فى العديد من الدول المأزومة فى المنطقة وعلى رأسها اليمن وسوريا وليبيا، مع عدم تأثير ذلك على موقف الدولة المصرية من تنظيم الإخوان الذى اعتبرته الحكومة المصرية تنظيماً إرهابياً بقرار من مجلس الوزراء. وأوضحت المصادر أن هذه التفاهمات الإقليمية بين البلدين ستظهر بصورة جلية فى قرارات القمة العربية المقبلة المنتظر عقدها فى موريتانيا فى شهر يوليو المقبل.