وصل مساء الأربعاء «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إلى المملكة العربية السعودية، في زيارة تنهي فتور العلاقات بين الرياض والحركة الذي خيم على السنوات الأخيرة لحكم الملك «عبدالله بن عبدالعزيز». وبحسب فضائية «القدس» فقد وصل «مشعل» ”في زيارة مفاجئة“ تستغرق يومين للقاء مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى لبحث عدة قضايا. ويرافق مشعل في زيارته وفدا من قيادات الحركة، بينهم «موسى أبومرزوق» نائب رئيس المكتب السياسي. وبحسب مصادر لموقع «الخليج الجديد»، فإن ملفات العلاقة مع مصر والمصالحة الفلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة ستكون ضمن أولويات الحركة التي ستطرحها على المسؤولين في الرياض، سعيا لقيام المملكة بدور مباشر فيها. ومنذ صعود «الملك سلمان» للحكم في السعودية، تراجعت حدة الحملة التي تزعمتها الرياض ضد الحركات الإسلامية السياسية خاصة جماعة الإخوان في مصر. ولعبت التطورات في اليمن، وزيادة التدخل الإيراني في عدة دول عربية دورا في تبني السعودية موقفا أكثر براجماتية تجاه حركات الإسلام السني التي تأمل في كسب تأييدها في مواجهتها الإقليمية مع إيران، وهو ما تجلى مبدئيا في عودة الاتصال بين الرياض وحزب الإصلاح اليمني (الإخوان المسلمون في اليمن) عقب سيطرة ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع «علي صالح» على العاصمة اليمنية صنعاء. وسبق أن كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية إن الجهود السعودية لمواجهة إيران، أدت إلى قيام المملكة بالضغط على مصر من أجل التقارب مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس». وأوضح المحلل السياسي لشؤون الشرق الأوسط، بالصحيفة «تسبي بارئيل»، أن «وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عرض خلال زيارته لمصر الشهر الماضي (مايو/أيار)، ولقائه مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية، سامح شكري، مبادرة جديدة للمصالحة بين حماس ومصر، إلا أن السيسي رفض بشكل قاطع مبرراً ذلك بأن حماس جزء من حركة الإخوان المسلمين التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً». (طالع المزيد) وبحسب صحيفة «المونيتور» فإن حركة «حماس» تريد من تفعيل الدور السعودي في الملف الفلسطيني حشد دعم المملكة لإنهاء حصار غزة، والانقسام مع فتح، وترميم علاقتها بمصر، فضلاً عن معاناة «حماس» أزمة مالية خانقة، بعد توقف الدعم الإيراني لها، أواخر عام 2011، بسبب عدم تأييدها للنظام السوري في وجه الثورة الشعبية. (طالع المزيد) وكشف «علي بركة» ممثل «حماس» في لبنان يوم 5 مايو/أيار أن «خالد مشعل» رئيس المكتب السياسي اتصل بالملك «سلمان» في الأسبوع الأخير من فبراير/شباط، وتحدثا حول دعم المملكة للمصالحة، ورفع حصار غزة وإعمارها، وهناك ترتيبات لزيارة وفد من «حماس» للرياض. وأعلن «إسماعيل هنية» نائب رئيس المكتب السياسي ل«حماس» خلال خطبة الجمعة يوم 1 مايو/أيار، عن مساعٍ تبذلها الرياض للتوصل لاتفاق جديد للمصالحة بين «حماس» و«فتح».