تفرّد من بين أبناء جيله بصوت جهوري قوي، انساب من بين تترات المسلسلات ليدخل إلى البيوت والقلوب معًا مشكلًا حالة وجدانية مميزة طُبِعت في ذاكرة جيله والأجيال التي تربّت على أدائه العذب، وحجز ركن في قلوب المستعمين يحنّون إليه فترة بعد أخرى، فاستحق علي الحجّار أن يعتلي قمة "ملوك التترات". "الناس مش بحاجة لعُربك الصوتية لكنهم في أمس الحاجة لإحساسك".. المبدأ الذي تعلمه على الحجار على يد الملحن العظيم الراحل عمار الشريعي بعد أن أدى أول "تتر" مسلسل له "الأيام" عن قصة طه حسين، والذي عُرض عام 1979، واُختير له الحجار بالصدفة من علاقة معرفة بينه وبين عمار والشاعر الكبير سيد حجاب، حينما عرض المخرج الراحل يحيى العلمي على عمار تلحين مقدمة المسلسل لأنّه "طه حسين" لكن في الموسيقى وأجدر مَن يعبر عنه، ولم يجد الأخير غير الحجار ليعبر عن مكنون المأساة والنجاح. 4 أبريل 1954، تاريخ ميلاد الحجار، ولكن العام 1979 شهد ميلاده ملكًا على عرش أغاني المسلسلات مقدمة ونهاية وفواصل داخلية به، وشكّل ثنائيات مع ملحنين عظام كانت ل"تتراتهم" فضلًا أكبر في نجاح تلك المسلسلات، حتى أدى مع عمار وحده حوالي 1000 أغنية لأعمال فنية ما بين مقدمات ونهايات وأغان داخلية، وحينما عاتب الحجار ملحنه المفضل على إعطاءه مقدمة مسلسل لمطرب آخر، ما كان من الأخير إلى أن قال له الحقيقة مازحًا: "أنت خدت توكيل تترات المسلسلات". بليغ حمدي أول مَن اكتشف الحجار فنيًا، وعمار الشريعي رائد اكتشافه في "التترات" لتكون ثورة في عالم المسلسلات، وأدى معه مقدمات ونهايات مسلسلات منها "الشهد والدموع، أبو العلا البشري، بوابة الحلواني". ياسر عبدالرحمن كان عازف الكمانجا الأبرع في فرقة الحجار يومًا ما، ولحّن له "تترات" العديد من المسلسلات التي تركت آثرًا فنيًا ووجدانيًا، منها: "المال والبنون"، و"كناريا"، و"الليل وآخره"، رغم أن الأول لا تظهر على وجهه علامات تعبر عن حالته النفسية فهو صاحب الوجه ذو التعبير الواحد إلا أنّه لم يستطع التحكم في دموعه عندما غنى "علي" مقدمة مسلسل كناريا، وانسابت رغم عنه. "خليك قاعد في التترات".. النقد اللاذع الذي صوبّه النقاد لعلي الحجار في بداية براعته في غناء الأعمال الموسيقية للمسلسلات، ولم يلتفت لما يقال واستمر في تقديم ما يحب واشترك مع الملحن الكبير عمر خيرت في بعض تلك الأعمال منها "مسألة مبدأ" و"اللقاء الثاني"، ولم يتوقف حتى جمع بعض المنتجين أغاني "تتراته" ووضعوها في شريط حقق مبيعات ضخمة حينها، حتى يتسارع المطربون الآن لغناء "تترات المسلسلات". لم يأتمن الأبنودي، كما قال في إحدى حواراته، على أغانيه المُقدّمة لتترات المسلسلات، أحدًا غير "الحجار" لغنائها، وأدى مقدمات من تأليف الخال منها: "ذائب الجبل، الرحايا، شيخ العرب همام"، لأنه لا يتعامل أنه مطرب يؤدي تتر بل يحيد بنفسه عن تلك المنطقة ويحاكي بطل العمل أو الراوي، لذلك يأتي أداءه مُعبرًا، وتتميز التترات التي يغنيها بأنها تعيش فى الوجدان مثل تتر مسلسل "ذئاب الجبل" و"أبو العلا البشرى" و"مسألة مبدأ" و"الرحايا" و"وادي الملوك"، وكانت آخر التترات التي جمعت بينهما تتر مسلسل "الوسواس".