فى مشهد مأساوى، طلبت مدرسة ثانوى، تطليقها من زوجها سائق التاكسى، الذى ابتلاه الله ب«فيروس سى»، وبدورها تخلت عنه الزوجة، وقالت فى دعوى طلاق للضرر أقامتها أمام محكمة الأسرة، إنها تضررت نفسياً من مرضه وتخشى على نفسها وأبنائها من انتقال العدوى إليهم من الزوج المريض، الذى بدأ يعتدى عليها بالضرب خلال الفترة الأخيرة. الزوج: «أنا مستعد أعتذر لأسرتى لكن مش عاوز أموت لوحدى فى الشارع.. هروح فين بمرضى ومين هيراعينى فى السن ده؟» الواقع المرير الذى ينتظر «عماد»، الزوج الخمسينى، بدأ يمر أمامه أثناء جلوسه داخل محكمة الأسرة بالجيزة، منتظراً دوره فى «الرول»، وفشلت نظرات التوسل والاستعطاف لزوجته فى إثنائها عن دعواها والسماح له بالعودة للعيش معها ومع أبنائه، وكل هدفه أن تتنازل هى أو يرفض القاضى الدعوى لأنه «لا يريد أن يموت بمفرده»، خاصة أن هناك صلة قرابة بين الطرفين. سطور دعوى الطلاق رقم 31 لسنة 2016، التى أقامتها «حنان. م»، 40 سنة، مدرسة ثانوى، ضد زوجها «عماد. ج»، 58 سنة، سائق تاكسى، شرحت للمحكمة أنها تريد مفارقته بعد زواج استمر 30 سنة، وبررت فيها الزوجة طلبها الطلاق لتضررها النفسى من حياتها الزوجية من زوجها، وأن أبناءها الثلاثة شجعوها على إقامة الدعوى أمام محكمة الأسرة لما عانته مع والدهم. الزوجة قدمت لمحكمة الأسرة مستنداً به عقد زواجها الشرعى وصور من شهادات ميلاد أبنائها وصورة من تقرير طبى يفيد أنها تلقت العلاج نتيجة ضرب الزوج لها، ومحضر من قسم الشرطة فى شكوى من زوجها ضدها وشهادة مرضية تفيد أن الزوج مريض بالالتهاب الكبدى الوبائى فيروس «سى» والضغط والسكر. «حنان» بدأت تروى تفاصيل قصتها ل«الوطن» قائلة: «زوجى وابن عمتى تزوجنى وأنا صغيرة ودائماً كان يقول أنا ربيتك على أيدى ومن حقى أعمل فيكى اللى أنا عاوزه، والتحقت للعمل فى مدرسة حكومية، ورزقت ولدين وبنتاً فى أعمار مختلفة، وكان زوجى يعمل فى شركة سياحة إلى أن قامت ثورة 25 يناير وترك زوجى عمله فى الشركة ليعمل سائق تاكسى، وكنت أساعده فى مستلزمات مسكن الزوجية». صديقة الزوجة: اتهمها بعلاقة محرمة مع زميلها فى المدرسة.. ومستمر فى الحديث عنها بكل سوء تضيف: «زوجى عصبى الطباع، ودائم الشكوى من كل كبيرة وصغيرة تخص المنزل، وكنت دائماً أكتم داخلى ما يحدث معى كى لا أحمل أسرتى مشاكلى، وكنت أجدد كل شىء داخل منزلى من أجهزة كهربائية، وأثاث لكن زوجى يريد الفلوس فى جيبه، من أجل شرب السجائر ولا يهمه منزله ونفقات أولاده، حتى شعر زوجى بأعراض تعب وإغماء وذهبنا للطبيب للفحص والكشف لنجد إصابته بفيروس سى بجانب الضغط والسكر، فلم يتحمل زوجى أنه مريض وزادت معاملته السيئة معى، وتجنبت كل هذا من أجل مرضه لكن بلا فائدة». وتكمل الزوجة: «ذات ليلة كان عيد ميلاد ابنى الكبير وقامت خطيبته بشراء ماكينة حلاقة كهربائية كهدية لابنى، ومنذ ذلك اليوم وابنى يستخدمها وذات يوم عدت من المدرسة لأحضر الغداء لأسرتى، فوجئت أن زوجى يستعمل ماكينة الحلاقة الخاصة بابنى فزعت وصرخت عليه قائلة له: أنت اتجنتت أنت مريض، وكده هتعدى ابنك، إزاى تستعمل أدواته الشخصية، وصدمنى: دى مش أول مرة أستعمل الماكينة، قمت بكسرها واتصلت على ابنى، وذهبت للطبيب لأفحص ابنى فوجئت أن ابنى أصيب ببداية الفيروس، وأننى أستطيع علاجه قبل أن ينتشر داخل جسده، ومن حينها زاد قلقى من زوجى، وغضب أبنائى منه واعتبروه ميتاً، لفعله هذا بابنى الكبير». أشارت الزوجة: «زوجى لم يشعر بالندم تجاه ما فعله مع ابنه ولم يكتف بواقعة ابنى، وكشفت ابنتى شيماء أن والدها يستخدم فرشاة الأسنان الخاصة بى، وانتظرت ابنتى عودتى من العمل لتخبرنى أنها رأت والدها يستعمل فرشاة الأسنان وبغضبى على زوجى وعتابى له قام بضرب ابنته وقال لى: أنا عاوزك تمرضى وتحسى بالمرض بتاعى، عشان تتهدى وتبطلى تذلى فيّا بمرتبك وفلوسك اللى بتصرفيها على البيت، وقام ابنى بطرده فأشار فى وجوهنا بالسكين، طلبت من ابنى أن يدخل غرفته وحاولت أن أهدئ زوجى، وأخذت فرشاة الأسنان ووضعتها فى سلة المهملات». أوضحت الزوجة: «مواقف زوجى أصبحت غريبة خاصة عندما تقدم شاب للزواج من ابنتى، افتعل زوجى مشاكل أمام أسرة العريس، وحاول أن يفسد الزواج بأنه سبنى أمام الجميع، وحاول ضربى لأن فنجان القهوة لم يعجبه وألقاه فى وجهى، مما جعل عريس ابنته يخرج من المنزل، وقام زوجى بعدها بضرب ابنتى، واتهمها أنها على علاقة بذلك الشاب، وسمع الجيران صريخ ابنتى، وتدخلوا لوقف والدها عن ضربها». ومن جانبه، حضر «الزوج» أمام مكتب الأسرة قائلاً: «أنا راجل مريض، وباخد أدوية بتخلينى أفقد السيطرة على نفسى، وعلى أفعالى، وزوجتى وعيالى ماستحملوش مرضى، وعاوزينى أعيش بمفردى، وأنا راجل كبير فى السن ومريض»، متسائلاً «هعيش فين لو الزوجة اطلقت؟ هروح فين ومين هيراعينى فى السن ده؟ أنا مستعد أعتذر لهم عن كل إساءة منى حصلت لكن مش عاوز أموت لوحدى بالشارع»، لترد الزوجة على زوجها «روح عيش عند أهلك وإخواتك، كفاية كده، طلقونى منه عيشتى معاه حرام». وبعد الاستماع للزوجة والزوج، وطرفى الشهود، قررت محكمة الأسرة بالجيزة، حجز الدعوى للحكم فى 25 أبريل المقبل.