150 يوماً فقط كانت هى مدة الصداقة التى جمعت «كمال وحسونة» بعد أن تقابلا بالمصادفة، إذ يسكن الصديقان فى عقارين متلاصقين بشارع الإمام على فى منطقة عين شمس، وحدثت بينهما تعاملات مالية كانت سبباً فى تخطيط أحدهما لقتل الآخر داخل شقته بالطعنات القاتلة. المباحث ضبطت القاتل بعد 48 ساعة من العثور على جثة المجنى عليه دوافع الجريمة التى نفذها القاتل «حسونة. ع» عامل رخام، فى صديقه كمال محمد سيد، سمسار عقارات، كان الغرض منها الانتقام من الضحية الذى رفض إقراض القاتل مبالغ مالية جديدة قبل سداد مبلغ 4500 جنيه حصل عليها على 3 دفعات من الضحية، الذى حاول أن يبحث عن ضمانات تلزم القاتل بسداد المبلغ القديم فكان عقابه القتل. قرابة 30 دقيقة هى مدة الجلسة الأخيرة التى جمعت الصديقين فى شقة الضحية، ودار حوارهما عن أحوال العمل الخاص بكل منهما والظروف الصعبة التى يعانيها كل طرف، وبحسب التحريات التى باشرها المقدم محمد السيسى، رئيس مباحث قسم شرطة عين شمس، فإن القاتل دخل فى مشادة كلامية مع الضحية بسبب مبلغ مالى، ووسط تبادل السباب والشتائم أخرج القاتل مطواة من طيات ملابسه وسدد بها عدة طعنات نافذة فى صدر الضحية حتى سقط على الأرض غارقاً فى دمائه. القاتل: كنت طمعان فيه ودوَّرت فى الشنط الموجودة فوق الدولاب على الفلوس مالقتش حاجة ولما الكرسى اتكسر هربت بسرعة شهوة القاتل فى الانتقام جعلته يواصل تسديد الطعنات فى جسد الضحية حتى تأكد من وفاته، قبل أن يستولى على الهاتف المحمول الخاص بالضحية ويفر هارباً، بعد أن فشلت محاولاته فى العثور على مبالغ مالية خاصة بالمجنى عليه داخل شقته، حيث أغلق القاتل الشقة بعد 20 دقيقة من بعثرة محتوياتها ونجح فى الهروب قبل شعور الجيران به. 6 أيام مرت على تلك الجريمة حتى تكشفت عندما استشعر الجيران بوجود رائحة كريهة تنبعث من داخل الشقة، حيث تجمع عدد من السكان فى العقار أمام شقة المجنى عليه فى محاولة منهم لكشف أسباب وجود تلك الرائحة، وطرقوا على باب الشقة فلم يجدوا مجيباً، عندها أسرعوا بإبلاغ رئيس مباحث القسم، فانطلقت قوة أشرف عليها العميد أحمد الألفى رئيس قطاع مباحث شرق القاهرة، إلى مكان الحادث وتمكنت الشرطة من فتح باب الشقة وعثر على جثة المجنى عليه ملقاة فى صالة المنزل وبها عدد من الطعنات وبجانبها سكين ملطخ بالدماء، تحفظت الشرطة على مسرح الجريمة وأخطر المستشار محمد أباظة رئيس نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، بالواقعة. 48 ساعة فقط بعد العثور على جثة المجنى عليه، وتمكن فريق المباحث بإشراف اللواء عبدالعزيز خضر مدير المباحث الجنائية، من كشف ملابسات الجريمة بالقبض على القاتل الذى اختفى فى منزل صديقه بذات المنطقة، وتم اقتياده إلى قسم الشرطة، وبسؤاله اعترف بتفاصيل جريمته كاملة بقوله «أنا قتلت كمال عشان كنت طمعان فى فلوسه بس أنا ماعرفتش أوصل لمكان الفلوس فسرقت تليفونه المحمول وهربت من الشقة قبل ما الجيران يحسوا بيا». التحريات: القاتل اقترض من الضحية 4500 جنيه على 3 دفعات ووقَّع على إيصالات أمانة لحين السداد «طلبت من كمال 200 جنيه عشان كنت محتاج فلوس ضرورى بعد ما سبت الشغل بس هو قالى انت لسه ما دفعتش المبلغ القديم، اشرب الشاى بتاعك وتوكل على الله» بتلك الكلمات بدأ القاتل فى شرح تفاصيل جريمته أمام الفريق الأمنى الذى أشرف عليه اللواء هشام العراقى مدير المباحث الجنائية، قائلاً إنه استعطف المجنى عليه من أجل الحصول على المبلغ لكنه رفض وتمسك برأيه، وأثناء تبادل الحديث بينهما حاول المجنى عليه طرد المتهم من منزله، فحدثت بينهما مشادة كلامية وتبادل الجانبان الضرب بالأيدى، ونجح خلالها القاتل فى تسديد الطعنات فى مناطق متفرقة من جسد المجنى عليه حتى فارق الحياة فى الحال. «ضربته ب9 طعنات لحد ما تأكدت أنه مات وقعدت جنب الجثة 5 دقائق عشان كنت خايف أحسن يصحى تانى ويقتلنى، ودخلت أوضة النوم وفتحت الدولاب وطلعت هدومه كلها بس ماكانش فيه فلوس فى الدولاب، ولما لقيت كرسى خشب فى الصالة خدته ووقفت عليه عشان أدور فى الشنط الموجودة فوق الدولاب بس الكرسى اتكسر ساعتها خفت أوى أحسن حد من الجيران يحس بيا فهربت من المكان بسرعة» بهذه الكلمات واصل القاتل اعترافاته أمام المباحث، قائلاً إن حالة الارتباك التى تعرض لها داخل الشقة أثناء البحث عن النقود تسببت فى نسيانه السكين المستخدم فى الجريمة بجانب الجثة عندها لم يفكر فى العودة خشية افتضاح أمره وتوجه إلى منزله وانتظر فيه لمدة 6 أيام، وكان يرصد تحركات سكان العقار حتى تم الكشف عن الجثة عندها قرر الهروب من منزله إلى منزل صديقه من أجل الابتعاد عن أعين رجال المباحث. «لما لقيت المجنى عليه بيطردنى من شقته فكرت أخلص منه عشان ما يرفعش عليا ايصالات الأمانة اللى واخدها عليا بعد ما خدت منه 4500 جنيه على 3 دفعات» بتلك الكلمات برر القاتل جريمته، قائلاً إنه لم يخطط للجريمة قبل تنفيذها بأيام بل كانت وليدة اللحظة عندما شاهد الضحية بمفرده فى الشقة، ولم يكن لديه أى وسيلة يستخدمها فى الدفاع عن نفسه، عندها أسرع فى توجيه الطعنات فى صدره وبطنه حتى سقط المجنى عليه وسط بركة من الدماء، ثم واصل القاتل تسديد الطعنات التى أودت بحياته، ليبدأ بعدها فى التقاط أنفاسه لدقائق قليلة بجانب الجثة وهو يمسك بكوب الشاى ليكمله، لكن محاولات القاتل فى العثور على نقود تخص المجنى عليه انتهت بالفشل بعدما أصيب بحالة من الارتباك بسبب كسر الكرسى الخشبى الذى كان يستخدمه فى البحث عن النقود فى الأماكن المرتفعة. على مدار 6 ساعات كاملة اعترف خلالها القاتل بتفاصيل جريمته أمام مباحث القاهرة، وبعدها تحرر محضر بالواقعة وأحاله اللواء خالد عبدالعال مساعد أول وزير الداخلية، إلى المستشار محمد عبدالشافى المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، للتحقيق مع القاتل. النيابة: «بعثرة فى مسرح الجريمة» قرر المستشار إبراهيم أبوعقل، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة، حبس القاتل على ذمة التحقيقات، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وانتدب خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة مسرح الجريمة. وأثبتت معاينة النيابة وجود بعثرة فى محتويات الشقة وآثار دماء الضحية على السكين المستخدم فى الجريمة والملقى على بعد 2 متر من الجثة، التى عثر عليها فى صالة المنزل بها طعنات فى البطن والصدر واليدين.