شبهت وزيرة حقوق المرأة الفرنسية لورانس روزينيو، في حديث لشبكة تليفزيون "بي.اف.إم"، الأربعاء الماضي، المسلمات المحجبات ب"العبيد السود" الذين يفضلن الاستعباد، قائلة: "إن هناك نساءً يخترن ارتداء الحجاب كما كان هناك أفارقة زنوج وأمريكيون يفضلون العبودية". وواجهت الوزيرة انتقادات حادة، حيث وقَّع 18 شخصا من الغاضبين التماسا على الإنترنت، يتهمون فيه الوزيرة ب"العنصرية"، ولم تكن تلك التصريحات وحدها التي تنتقد الحجاب، ففي مصر، انتقدت الكاتبة نوال السعداوي، خلال مارس الماضي، الحجاب قائلة: "إن الحجاب والنقاب من العبودية، وأنهما ضد الأخلاق والدين، وأن كل نظام سياسي يفسر الدين كما يشاء"، وإن كان رأيها هذا يتفق ويتماشى مع رؤية بعض السياسيين بشأن النقاب، إلا أنها تجاوزتهم بمراحل لتشمل وجهة نظرها الحجاب، الأمر الذي عرضها لانتقادات عدة. كما انتقد فاروق حسني، وزير الثقافة آنذاك، في تصريحات له بعام 2006، قائلا: "أعتبر الحجاب تأخراً وعودة إلى الوراء"، وتعرض على إثره لانتقادات عدة، إلا أنه واجه ذلك بقوله: " لا أنا قلت الحجاب حرام ولا الحجاب حلال ولا تطرقت إلى الدين لا من بعيد ولا من قريب، إيه الجرجرة في الموضوع ده طيب إذا دي وراءها شيء ده يكاد يكون شيء منظّم ويكاد يكون زي ما يكون فيه نوع من أنواع المؤامرة، زي ما أكون أنا قوضت أركان الدين الأربعة إحنا بنتكلم في هامشية الهامشية". وعاود فاروق حسني مهاجمة الحجاب، حيث وصف غياب الطالبات والمحجبات والمنتقبات عن جامعة القاهرة في الماضي بأنه "أمر جيد"، حيث انتقد خلال حواره مع برنامج "القاهرة 360" المذاع عبر فضائية "القاهرة والناس"، قائلا: "خلال فترة دراستي بجامعة القاهرة بداية الستينيات لم يكن في الجامعة فتاة واحدة محجبة أو منتقبة، وكانت المرأة المصرية نموذجا للفكر المتقدم والعقل المنفتح"، على حد وصفه. من جانبها، انتقدت الكاتبة فريدة الشوباشي، الكاتبة الصحفية، تصريحات الوزيرة الفرنسية قائلة إنها لا تمثل مسؤولية داخل دولة متحضرة مثل فرنسا، موضحة أن "العبيد" هما من فئة البشر، وعلينا احترامهم إذا ذكرناهم، مشددة على أنه من المتحضر التعامل مع الإنسان وفقا لسلوكه المسلم، وليس لشكل المسلم. وطالبت الشوباشي، في تصريحات ل"الوطن"، بتجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى البعض، فيما اعتبرت أن مثل تلك التصريحات يمكن أن تكون غير صحيحة، معربة عن "صدمتها" من تشبيه الوزيرة للمحجبات ب"العبيد". واتفقت معها الدكتورة فرخندة حسن، الأمين العام السابق للمجلس القومي للمرأة، قائلة إن تصريحات الوزيرة لم تكن مدروسة، وتم إطلاقها بتسرع، حيث لم تُمهل نفسها الفرصة لبضع دقائق قبل أن تصرح ضد المحجبات، واصفا إياها بأنها غير مؤهلة لتحمل مسؤولية المرأة في فرنسا. وتابعت حسن، ل"الوطن"، أن ذلك التصريح سيكون له أصداء سيئة حول العالم العربي، ولا سيما الإسلامي، موضحا أنه يمكن أن يكون ذلك التصريح جاء وسط سياق من التصريحات، فلم يتم إدراكه بشكل أوضح، على حد قولها. فيما أوضحت أن يكون ذلك التصريح له علاقة بالأحداث الإرهابية التي شهدتها باريس مؤخرا خلال أكتوبر الماضي، حيث أشارت إلى أن مصر تتضرر من الهجمات الإرهابية، موضحة أن التصريح سوف يعرضها لمشكلات داخل مجتمعها الفرنسي.