هدد بعض المعلمات فى عدد من مدارس جماعة الإخوان المحظورة، الخاضعة للإشراف المالى والإدارى لوزارة التربية والتعليم، تحت مسمى «مدارس 30 يونيو»، وتحديداً مدرستى «أمجاد» للغات المملوكة ل«كاميليا العربى» وشقيقها «وجدى العربى»، و«جنى دان الدولية الإسلامية» المملوكة ل«ابنة خيرت الشاطر»، التلاميذ داخل الفصول أثناء سير اليوم الدراسى، بمعاقبتهم إذا اشتروا هدايا لأمهاتهم فى «عيد الأم»، وقالت إحداهن: «لما تيجوا تجيبوا طرحة هاتوها طويلة مش قصيرة»، وقالت أخرى «إن الاحتفال بعيد الأم حرام شرعاً». فيما قال أحد المعلمين أثناء شرحه لأحد دروس منهج التاريخ، إن مصر تمر بأزمات طاحنة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وتحديداً عقب عزل رئيس الجمهورية «محمد مرسى»، مؤكداً للطلاب داخل الفصل أن اقتصاد مصر أصبح «فى خبر كان». معلمة: «لما تجيبوا طرحة هاتوها طويلة».. وأخرى: «عيد الأم حرام».. ومعلم: مصر تمر بأزمات طاحنة.. و«الشربينى»: تطوير المناهج المتعلقة بثقافة المجتمع وقال محمد نور الدين، ولى أمر أحد الطلاب بمدرسة «أمجاد للغات»، إن ابنه يمر بظروف صعبة، وذلك بعد تهديد معلمته له بالعقاب حال شرائه هدية لوالدته فى احتفال «عيد الأم»، مشيراً إلى أنه لا توجد هناك فتوى تحرم الاحتفال به، مؤكداً أن بعض المعلمين داخل المدرسة يتحدثون فى الأمور السياسية بعيداً عن المنهج، وهذا يؤدى إلى وجود صراعات داخل المدرسة. وأكد «نور الدين»، ل«الوطن»، أنه أرسل شكاوى عديدة بما يحدث بمدارس «الإخوان المحظورة»، على رقم «واتس آب» الخاص بوزارة التربية والتعليم، موضحاً أنه لم يستجب أحد لشكواه، مطالباً الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، بالتدخل السريع لمنع حدوث صراعات سياسية داخل هذه المدارس. وقالت كريمة حسين، ولية أمر إحدى الطالبات، إنها فوجئت أمس، بدخول ابنتها فى حالة بكاء هستيرية، دون أى مقدمات، فهدأت من روعها، وأكدت لى أن المعلمات هددتهن بالعقاب حال قيامهن بشراء هدايا فى «عيد الأم»، كما أكدت أن المعلمات يتحدثن فى الأمور السياسية التى تمر بها البلاد عقب عزل «مرسى». من جانبه، أكد وزير التعليم أنه سيتم تشكيل لجنة عاجلة من إدارة التفتيش والمتابعة، لعمل جولات مفاجئة على هذه المدارس للتحقق من شكاوى أولياء الأمور، مشيراً إلى أنه فى حال التأكد من تلك المعلومات الواردة فى الشكاوى، سيتم إحالة المعلمين والمعلمات للتحقيق، ووقفهم عن العمل لمدة 15 يوماً، ومن ثم تحويلهم إلى وظائف إدارية. وقال «الشربينى»، ل«الوطن»، إن هناك تعليمات لجميع المدارس سواء حكومية أو خاصة أو المدارس التابعة ل«الإخوان»، بعدم الحديث فى أى أمور سياسية تمر بها البلاد، مشيراً إلى أنه لن يسمح بوجود صراعات سياسية داخل المدارس، مؤكداً أن العقاب الرادع لمن يخالف تعليمات الوزارة. وعن تطوير كتب التربية الدينية «الإسلامية والمسيحية»، قال «الشربينى» إن الوزارة خاطبت الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لترشيح أساتذة من المؤسسة الأزهرية لتعديل كتب «التربية الدينية الإسلامية» للصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، ورشّح «الطيب» لجنة لهذا الغرض، كما تمت مخاطبة البابا تواضروس الثانى بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، لترشيح لجنة من أساقفة وقساوسة الكنيسة لتأليف كتب التربية الدينية المسيحية للصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية. وأضاف الوزير أن «التربية الدينية الإسلامية والمسيحية يجب أن تركز على القيم الإيجابية والوطنية، وأن تعلم وتحث على التسامح والإخاء وتقبُّل الآخر»، مشيراً إلى أن من واجبنا أن نتكاتف، للحفاظ على هذا البلد، وسيتم تنظيم لقاء مشترك يجمع بين اللجنة المسئولة عن تطوير مناهج التربية الدينية الإسلامية، ونظيرتها المسئولة عن التربية الدينية المسيحية؛ بهدف مناقشة ما تم التوصل إليه من مراجعة المناهج، إذ يجمعنا هدف واحد، وهو التربية الصحيحة لأبنائنا. وأوضح «الشربينى» أن المناهج الدراسية أحد محاور العملية التعليمية التى تعمل الوزارة على تطويرها، ويتم حالياً تطوير مناهج العلوم والرياضيات، فى ضوء مناهج الدول المتقدمة، كما يتم تطوير المناهج الإنسانية التى تتعلق بثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده من خلال لجان وطنية تركز على القيم الأخلاقية والثوابت الوطنية. وقال مصدر مسئول ب«التعليم»، ل«الوطن»، إن «الوزارة تواصل عملها لتطوير المناهج الدراسية، وقد تلقينا الكثير من التوجيهات من المجلس التخصصى للتعليم، التابع لرئاسة الجمهورية، بشأن المقررات الجديدة للمناهج الدراسية، بحيث يتم التركيز على تعليم العلوم والرياضيات كعملية استقصاء، وإكساب الطلاب مهارات الابتكار والخيال العلمى ومهارات التفكير واتخاذ القرار، والاهتمام بالجانب المهارى والجانب الوجدانى لدى الطالب».