كان للأمومة النصيب الوافر فى لوحات بيكاسو، ولعل من أشهرها لوحة (أمومة) التى رسمها عام 1927، بألوان دافئة تنطق من وجوه شخوصها نظرات البهجة والحنان، وتصور أما وطفلها يجلسان فوق المقعد كأنهما شخص واحد، بكل لوحة من لوحات بيكاسو كان وجه أمه حاضراً فى خياله قالوا عنه (إن العبقرية ولدت معه، وإنه كان يرسم قبل أن يتعلم المشى). وقال هو عن نفسه (كنت فى طفولتى أرسم مثل كبار الرسامين، وانتهيت فى شيخوختى أن أرسم مثل الأطفال.. وكلما نهلت من نبع الفن الساحر أدركت أن براءة الطفولة هى الشفرة السحرية التى تكسب الفن مذاقه وحيويته، فكل شىء فى نظر الطفل جميل ولا مكان لكلمة مستحيل). إنه العبقرى المدهش بابلو جوزيه بيكاسو، حكايته تبدأ من طفولته، تقاسمتها معه والدته (ماريا بيكاسو) التى آمنت بموهبته طفلاً، حمل اسمها فصار اسمه بابلو بيكاسو. ملأ بيكاسو آلاف الأوراق بشخبطاته بالقلم الرصاص حتى كان فى السابعة من عمره، تشجعه والدته ويترك له والده الفنان التشكيلى (دون رويز بلاسكو) لوحاته ليكملها بريشته الصغيرة. تزهو بعبقريته وموهبته والدته قائلة: إن أول كلمة نطق بها بيكاسو طفلا ً هى (بيز) أى (لابيز) وهى تعنى بالإسبانية القلم الرصاص، ولأنها عاشقة للجمال والرقة كانت والدته تربى فى المنزل طيور الحمام، يؤنسها هديله العذب الشجى، ذلك الهديل الذى سكن وجدان الطفل بيكاسو، حتى إن متحفه بمدينة برشلونة بإسبانيا زاخر بالعديد من لوحات الحمام، جسدتها ريشته فى مراحل عمره الفنية المختلفة، تمر السنون ويصبح الطفل بيكاسو، الفنان العالمى بابلو بيكاسو، ويطلب منه تصميم شعار للسلام فى خمسينات القرن الماضى، وفى ثوان يتردد صدى هديل الحمام الذى قاسمهم حياتهم بالمنزل، يرفرف حول وجه عشقه وكانت ابتسامته هى نبع الحنان، وجه والدته، فيرسم بيكاسو شعار السلام الحمامة الشهيرة تحمل غصن الزيتون. كان للأمومة النصيب الوافر فى لوحات بيكاسو، ولعل من أشهرها لوحة (أمومة) التى رسمها عام 1927، بألوان دافئة تنطق من وجوه شخوصها نظرات البهجة والحنان، وتصور أما وطفلها يجلسان فوق المقعد كأنهما شخص واحد، بكل لوحة من لوحات بيكاسو كان وجه أمه حاضراً فى خياله، نظرتها الحانية تمنحه كل الإصرار والأمل ودوماً يتذكر كلماتها وتشجيعها. (لك عينان تريان كل شىء جميل، وقلب يحب ما فى الحياة والطبيعة، ويدان تستطيعان أن تبدعا أروع الأعمال) فكن كما أراك وأحلم لك، وتظل فى قلب بيكاسو الذى عاش اثنين وتسعين عاماً، حمامة السلام التى يتردد هديلها، قائلاً (أحبك يا أمى، يا من أهديت العالم حمامة السلام).