ولد بابلو بيكاسو عام 1881م في مدينة مالقة في إسبانيا، وكان الأول طفل لدون خوسيه رويز وماريا بيكاسو ص لوبيز. كانت أسرة بيكاسو من الطبقة المتوسطة، وكان والده أيضا رسام و يعمل أستاذاً للرسم والتصوير في إحدى مدارس الرسم وكذلك كان أميناً للمتحف المحليو متخصصا في رسم الطيور و الطبيعة. ظهرت موهبته في سن مبكرة، في السابعة من عمره تلقى بابلو على يد والده تدريباً رسمياً في الرسم والتصوير الزيتي،. وفى إحدى المرات قام بابلو وهو في سن الثالثة عشرة بإتمام رسم أحد السكيتشات التي لم يكن والده قد انتهى منها بعد وقد كانت اللوحة لحمامة، وحينما تفحص الأب تقنية إبنه في الرسم شعر إن إبنه قد تفوق عليه. أقنع الأب المسؤولين في أكاديمية الفنون الجميلة التي يعمل بها بالسماح لإبنه بالتقدم في امتحان القبول للمستوى المتقدم، وكانت هذه الامتحانات تستغرق في الغالب شهراً إلا أن بيكاسو أنجزها في أسبوع واحد، الأمر الذي حاز إعجاب لجنة التحكيم ببيكاسو الذي كان في الثالثة عشرة من عمره وقتها. في السادسة عشرة من عمره، بدأ بيكاسو في المكوث في المدينة على نفقته للمرة الأولى إلا أنه وبعد تسجيله في الأكاديمية بدأ يكره النظام الرسمي في التعليم وبدأ في ترك المحاضرات. في عام كانت أولى رحلات بيكاسو إلى باريس، وهناك قابل للمرة الأولى صديقه الفرنسي الشاعر والصحفي ماكس جاكوب والذي ساعد بيكاسو في تعلم اللغة الفرنسية والأدب الفرنسي، وسريعاً ما انتقلا للعيش معاً في غرفة صغيرة حيث كان ينام جاكوب في الليل بينما كان ينام بيكاسو نهاراً ويعمل ليلاً، وقد مرّ عليه أوقات كثير عانى فيها من الفقر، واليأس، والبرد، حتى أن الكثير من أعماله كان يقوم بحرقها ليحتفظ بالغرفة دافئة. وأثناء الخمسة أشهر الأولى في عام عاد بيكاسو للعيش مرة أخرى في مدريد مرة أخرى حيث قام هو وصديقه الفوضوىّ فرانشيسكو سولير بتأسيس مجلة "يانج آرت" والتي نشرت خمسة أعداد، كان سولير يكتب المقالات فيها بينما ساهم بيكاسو بالرسوم وأغلبها كان الكاريكتير الذي صوّر بيكاسو من خلاله معاناة الفقراء. صدر العدد الأول من هذه المجلة في ، وهو الوقت الذي بدأ فيه بيكاسو بالتوقيع باسم "بيكاسو" بعد أن ظل طوال سنواته السابقة يوقع على أعماله مستخدماً اسم "بابلو رويث بيكاسو". على مدار السنوات بدأت الشهرة في طرق أبوابه و زاد معجبيه و جامعي أعماله. مرت على بيكاسو العديد من الحروب الحرب العالمية الأولى، الحرب الأهلية الإسبانية، والحرب العالمية الثانية، لكن جاءت العديد من أعماله مناهضة للحرب، و لم يشترك في حياته في أي منها. في عام 1944انضم بيكاسو للحزب الشيوعي الفرنسي، وحضر مؤتمر دولي للسلام في بولندا، وفي عام 1950حصل على جائزة ستالين للسلام من الجمهورية السوفيتية. لكن انتقادات الحزب والمتمثلة في شخص ستالين أدت إلى فتور اهتمام بيكاسو بالحزب الشيوعي، على الرغم من بقائه عضواً مخلصاً للحزب حتى وفاته. في مقابلة له مع جيروم سيكلر قال بيكاسو: "أنا شيوعى ولوحاتى شيوعية، لكننى إذا كنت إسكافياً، ملكياً كنت أو شيوعياً أو أى شئ آخر، فإننى لن أطرق حذائى بطريقة ما كى أظهر سياستى". كان بيكاسو متعدد المواهب فغير الرسم كان يكتب الشعر ، فكتب على مدار حياته أكثر من 300 قصيدة و أكثر من مسرحية، كما قام بأدوار قليلة في بعض الأفلام. تزوج بيكاسو مرتين كما تعددت علاقاته النسائية كثيرا و كان له أربعة أبناء. و توفي في 8 أبريل 1973 بموجان بفرنسا عن عمر يناهز 91 عاما.