فرحات : وجدت الألفة مع جميع رسامى الكاريكتير فى العالم عدا الاسرائيلين شمس : كتابى تحول لتأريخ لفن الكاريكتير و مصر فى عيون رساميها شمس : رسامى الكاريكتير هم صناع الوعى والبهجة " السخرية نجم كل العصور " أحبها الشعب المصرى الذى عُرف عنه خفة ظله حتى فى أحلك الظروف يسخر من نفسه و من أوضاعه ، تلك السخرية التى ساعدته أن يعيش رغم القهر ، متحديا ظروفه ببسمته الساخرة . و من أحب الفنون الساخرة لدى المصريين هو " فن الكاريكتير " لذا أحببنا أن نقترب أكثر من مبدعيه و نعرف قصصهم و حكاياتهم ، و كان ذلك من خلال كتاب " ساخرون و أنا منهم " للكاتب و رسام الكاريكتير بأخبار اليوم " هانى شمس " الذى ناقشه أمس بنقابة الصحفيين بحضور رسام الكاريكتير الكبير " جمعة فرحات " و جمع من رسامى الكاريكتير الذين أضفوا دوما البسمة على وجوهنا ، و بحضور الكاتب الصحفى محمد عبد القدوس . جمعه فرحات رسام الكاريكاتير بالأهرام، حدثنا عن ذكرياته فى روز اليوسف حيث كانت محطته الأولى مع الكاريكتيرو هو يبلغ 16 سنة وكان ذلك عام 1957 ،و كانت بداية معرفته بالعملاق صلاح جاهين حينما رآه لأول مرة كان يجلس يبحث عن فكرة جديدة لكاريكتيره ، و هو يغنى بصوت أوبرالى ، و قال عنه جمعة أنه كان فنانا تلقائيا لأبعد الحدود . كما حدثنا عن إعجابه بكتاب شمس حتى أنه أنهاه فى جلسة واحدة لأنه يتحدث عن أشخاص عرفهم و قرأ لهم و أغلبهم أصدقائه ، و عبر جمعة عن شعوره بالألفة مع أى رسام كاريكتير على مستوى العالم ماعدا رسامى إسرائيل ، الذى لم يستطع ابدا أن يشعر بالألفة تجاههم . و قال جمعة أن أغلب رسامى الكاريكتير لديهم موهبة فى الكتابة مثل بهجت عثمان عندما زار العالمين و كتب موضوع عنها بأسلوب أفضل من الصحفيين أنفسهم ، و طوغان عندما كتب مذكراته و محى اللباد و يوسف رمسيس و بهجورى ، ومن الملاحظ أيضا أن كثير من الرسامين يعملون كمدرسين مثل بهجت عثمان و طوغان . و فى حديث هانى شمس عن كتابه قال رغم معرفته برسامى الكاريكتير لأنه منهم و لكنه فوجأ فى حوارته معهم بحكاياتهم الساخرة و مواقفهم الطريفة الغريبة ، و رؤيتهم كصناع للوعى و البهجة ، ليحوى الكتاب على حكايات كثيرة ساخرة لأشهر رسامى الكاريكتير خرجت من قلوبهم لترسم البهجة على رسوم معجبيهم كفنهم . و قال شمس أنا أول شخصية اختارها للكتاب كان " جمعة فرحات " لما يربطهم من علاقة إنسانية حميمة ، فأول كتاب أصدره شمس عام 2000 ، كتب جمعة له كلمة الغلاف ، و بعد عملية القلب المفتوح التى أجراها جمعة ونصحه الطبيب بالمشى ، كان يأتى له شمس يوميا ليسيروا سويا ، و كان جمعة هو من صمم برسوماته كارت زفاف شمس . و تابع شمس قائلا أن جمعة حلقة وصل بين كل رسامى الكاريكتير فى كل الأجيال ،ووجوده فى الجمعية المصرية للكاريكتير منذ تأسيسه حتى الآن ساعد فى ذلك . و تحدث شمس أنه عندما سافر إلى أمريكا كتب مشاهداته كرسام كاريكتير ، و لاقت قبول ، و كان يكتب على فترات ، ثم طلب منه أن يكتب بشكل أسبوعى و هذا كان صعبا لأن الرسم كان يستحوذ على كل وقته ، و كان هو من يكتب بنفسه الحوارات مع رسامى الكاريكتير و كانت بالنسبة له مسألة شاقة . لاحظ شمس فى حواراته مع كل رسامى الكاريكتير أنهم أنهم فى حديثهم يسخروا حتى من أنفسهم ، و قال أن من الصعوبات التى واجهته هو جعلهم يحكون عن أنفسهم و لكن مع الدردشة بدأت تلك الحكايات تخرج وحدها بكل تلقائية ، و رأى شمس عن قرب كيف يمتلك هؤلاء الرسامين عين ترى ما يراه الآخرون فى الأشياء . و عن الرسام محمد عمر قال شمس رغم أنه زميلى فى أخبار اليوم لكن كان من الصعب الحصول على حوار معه ، أمضيت شهر حتى استطعت أن أنجز الحوار معه ، و أثناء الحوار تركنى و خرج قائلا كلمته المشهورة " يا عم أنا عابر سبيل " ، و من الحكايات الطريفة لمحمد عمر عندما سافر فى فترة من حياته لقطر كان يحمل كارنيه " رسام كاريكتير فى بنزينة "! لكل رسام مرآة ، " سمير عبد الغنى " ما جعله يعمل رسام كاريكتيركما حكى لنا شمس كانت "المرآة " كان لديه فى منزله مرآة أشبه بمرآة الملاهى ، و كان والده ضخم و مفتول العضلات ووالدته صغيرة الحجم قصيرة و سمينة . و لكن أمام المرآة اختلف كل شئ هذا الأب الذى يرعب المنزل كان يبدو قصيرا و مضحكا أمام المرآة ووالدته تبدو طويلة و نحيفة ، و مازال سمير محتفظ حتى الآن بهذة المرآة ، فهذة المرآة ساعدته على رواية جوانب مختلفة من الأشخاص و الأشياء و هكذا هو الكاريكتير . و تحدث شمس عن أن كل فنان عندما يتحدث عن بداياته فهو يتحدث عن فترة زمانية لها معطياتها ، ليصبح مشروع الكتاب مشروع تأريخ لفن الكاريكتير من خلال رساميه ، و تأريخ لمصر نفسها فى عيون هؤلاء الرسامين ، و حرص شمس فى بداية كل حوار فى الكتاب أن يتحدث عن علاقته مع هذا الرسام . كما أن الكتاب يظهر الفروق بين كل جيل فى الكاريكتير و بين من نشأوا فى الريف و من نشأوا فى العاصمة ، ففنان الكاريكتير "سعيد فرماوى " تربى فى ظروف قاسية فى قرية حيث لا ماء و لا كهرباء ، و أول ما رسم كان الفحم أداته كمن يحيوا فى الكهوف . بسبب حجم الكتاب اضطر شمس استبعاد بعد الحوارت مع عبد الحليم البرجينى ، و مصطفى كامل و عصام حنفى ، و لرغبته فى عمل مزيد من الحوارات مع رسامى الكاريكتير و رغبته فى أن يضيف لهم رسامى البورتريه فهو يفكر بعمل جزء ثانى من الكتاب . و من الرساميين الذين واجه شمس صعوبة فى الوصول غليهم " كمال " و " دياب " ، كما تمنى أن يجرى حوار مع " حامد نجيب "و لكنه أصيب بالزهايمر فى نهاية حياته و توفى قبل أن يتاح له فرصة محاورته ، كما تمنى أن يحاور صلاح جاهين و بهجت عثمان .