تجرى الرياح دائماً بما لا تشتهى السفن، بينما تحمل الخير كله للعيادات الطبية، التى يزداد مرضاها مع انتشار العواصف الترابية فى فترات معينة من السنة، وأخرى موجة التقلبات المناخية التى نشهدها حالياً، حيث يقصد آلاف المرضى عيادات طبية مختلفة لعلاج الأمراض الناتجة عن التراب. آلاف المرضى يقصدون عيادات الصدر والجلدية والجيوب الأنفية مع هبوب العواصف وروشتة العلاج تتضمن ارتداء «ماسك» وتجنب الخروج من المنزل وإغلاق النوافذ عيادات الأنف والأذن والحنجرة تظفر بمئات المرضى بعد هبوب العواصف الترابية والرملية، حيث أوضح الدكتور محمد حسن، استشارى الأنف والأذن والحنجرة، أنه يحدث للمريض حساسية شديدة فى الأنف، تؤثر على الأغشية المخاطية المبطنة للجيوب الأنفية، ما يؤدى إلى احمرار العينين والإصابة بالحكة والحرارة، ورشح وإفرازات فى الأنف، فضلاً عن الصعوبة فى التنفس، وتكرار العطس، وأحياناً الرغبة فى الهرش عند سقف الحلق. يصعب تجنب تلك الأعراض، وفقاً ل«حسن»، خاصةً أن الناس تشعر بالخجل من ارتداء «ماسك» الوجه المخصص لذلك الغرض، وهبوب العواصف الترابية بكثافة فى فترات تغيير فصول السنة، مشيراً إلى أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض سابق الإشارة إليها، لضعف جهازهم المناعى. الأمراض الصدرية تحتل الصدارة فى المشاكل الصحية المترتبة على العواصف الترابية، فى رأى الدكتور مصطفى شوقى، استشارى أمراض الصدر بجامعة عين شمس: «مع نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع تحدث تقلبات مناخية وعواصف ترابية تؤدى إلى تهيج الجهاز التنفسى العلوى والسفلى، حيث يكون مرضى الحساسية والربو الشعبى والسدة الرئوية المزمنة أكثر عُرضة للأزمات الصدرية». مع زيادة الضغط على العيادات الصدرية، ينصح «شوقى» المرضى بعدم الوجود فى أماكن مفتوحة لفترات طويلة، وإحكام غلق النوافذ والأبواب، وارتداء الكمامات أثناء الخروج من المنزل. يقصد أطباء الجلدية مئات المرضى فى مواسم معينة فى السنة، مثل فترة رياح الخماسين، وفقاً لما أكدته الدكتورة هدى الشوربجى، استشارى أمراض جلدية وليزر، موضحة أن المريض يصاب فجأة بالهرش وتنتشر حبوب حمراء وبقع على سطح الجلد بعد التعرض للتراب. ليست العواصف وحدها ما تلحق أضراراً بالجلد، حسب «هدى»، إنما الأعمال المنزلية أيضاً تؤثر عليها، فالتراب عدو أساسى للبشرة، سواء قل أو كثر، والحل الوحيد يتمثل فى تجنب الخروج خارج المنزل أو الوقوف فى الشرفات فى الأجواء غير المستقرة، إلى جانب استخدام مرطبات جلدية باستمرار، وارتداء النظارات الشمسية.