دعا مؤتمر المشرفين على الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة إلى ضرورة عدم إقحام اللاجئين الفلسطينيين في الصراع في سوريا، كما أكدوا ضرورة التصدي لقيام إسرائيل بتكثيف الاستيطان في الضفة الغربيةوغزة، معتبرين أن هذا يعد عقابا للفلسطينيين على حصولهم على صفة دولة غير عضو بالأممالمتحدة. من جهتها، أكدت دينا هيكل، نائب مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية، ورئيسة وفد مصر في الاجتماع، أن مصر تضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات السياسية الخارجية المصرية، وبذلت العديد من الجهود ومازالت في هذا الشأن، رغم التحديات الداخلية في ظل عملية البناء الديمقراطي، مشيرة إلى تحركها في ملف المصالحة، حيث تم توقيع الاتفاق في مايو 2011، والجهودة مستمرة لإتمام الإتفاق وتنفيذه. وأشارت إلى أهمية الأونروا التي تجسد المسؤولية الدولية تجاه محنة اللاجئين الفلسطينيين ضحايا نكبة 1948. وقالت "إننا نود دورا أكبر للأمم المتحدة في السلام العادل والشامل في المنطقة، كما حددتها قرارات الشرعية الدولية". وأوضحت أن السياسة الإسرائيلية التي تتحدى القانون الدولي الإنساني، هي المسؤولة عن انهيار عملية السلام ووأد اتفاق المبادئ عام 1992. وحذرت هيكل من أن هذه السياسة سوف تدمر فرص حل الدولتين. وقالت "آن الأوان أن تنتهي محنة الشعب الفلسطيني وأن تدق ساعة الربيع الفلسطينية بعد الربيع العربي، حان الوقت أن يعيش الفلسطينيون حياتهم الطبيعية. ونوهت بجهود السلطة الفلسطينية في إعادة بناء مؤسسات الدولة"، مشيرة إلى أن المنظمات الدولية أشادت بذلك معتبرة أنها قدمت نماذج متفوقة وغير مسبوقة في المنطقة. من جانبه، كشف زكريا الأغا، رئيس دائرة شئون اللاجئين الفلسطينيين بمنظمة التحرير الفلسطينية، في كلمته أمام الدورة 89 لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين في الدول العربية المضيفة، أن أكثر من 700 شهيد فلسطيني لقوا حفتهم في سوريا، مطالبا بتدخل الجامعة العربية لتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في سوريا وعودتهم إلى مخيماتهم سالمين، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية طالب المعارضة والسلطة السورية عدم إقحام اللاجئين الفلسطينيين في النزاع. ودعا الأغا الدول العربية إلى توفير كل الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني، في معركته لتجسيد السيادة على الأراضي الفلسطينية وإنهاء الاحتلال. وأكد أن إسرائيل تسابق الزمن في الاستيطان، بعد أن أدركت أن الظروف السياسية غير مهيأة لفرض تسوية سياسية تلائمها، وتستغل انشغال الدول العربية بمشكلاتها الداخلية، مشيرا إلى استشراء الاستيطان في البلدة القديمة بالقدس. وأشار إلى أنه رغم تهديدات العديد من الدول العربية بسحب سفرائها من إسرائيل، إلا أن حكومة الاحتلال لا تبالي بهذه المطالبات. وقال إن الحكومة الإسرائيلية تحاول من خلال تكثيف عمليات الاستيطان جعلنا نقبل سياسية الأمر الواقع وضرب القرار الأممي بقبول فلسطين دولة غير عضوة بالأممالمتحدة. وقالت علياء الأصيل، مديرة دائرة شؤون فلسطين بالجامعة العربية، إن القضية الفلسطينية شهدت تطورات متسارعة في الفترة الأخيرة، إذ استمرت إسرائيل في تنفيذ استراتجيتها في تهويد القدس وانتهاك المقدسات وتزييف تاريخها وطرد أهلها، مع تكثيف الاستيطان وإكمال جدار الفصل العنصري الذي قسم مع المستوطنات الضفة الغربية للحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية. وأضافت أن هذه السلطة المحتلة لم تكتف بالحصار على غزة، بل واصلت عدوانها الذي بلغت ذروة في العدوان الأخير في شهر نوفمبر الماضي، حيث أبادت عائلات بأكملها، ومنها عائلة الدلو. وقالت إنه رغم هذا العدوان الوحشي إلا أن إسرائيل فشلت أمام الشعب الفلسطيني، منوهة بصمود وثبات الشعب الفلسطيني أمام العدوان وما شهدته الضفة الغربية من تلاحم وتصدي وتضامن مع قطاع غزة المحاصر في وحدة شعبية متلاحمة في الضفة والقطاع ، وكذلك زيارة الوفد الوزاري العربي للقطاع أثناء العدوان. وأشارت إلى أن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب كلف لجنة مبادرة السلام العربية بإعادة تقييم الموقف العربي إزاء عملية السلام المعطلة، خاصة الرباعية الدولية في ظل التعنت الإسرائيلي. واستدركت قائلة إنه رغم الظلال القاتمة فإن هناك نقطة مضيئة، بقبول الأممفلسطين كدولة غير مراقب، بعد أن حازت أغلبية ساحقة في الأممالمتحدة في نجاح تاريخي ودبلوماسي فلسطيني جاء تتويجا لنضال الشعب الفلسطيني، ما يعطي مؤشرا قويا على أن وحدة الموقف العربي على الساحة الدولية قادرة على تحقيق انتصارات في وجه الاحتلال الإسرائيلي وإلزامه بالانسحاب. وأضاف أنه رغم ما أظهره الإجماع الدولي من تأييد إلا أن هناك دولا رفضت هذا المطلب الفلسطيني، مما يتطلب تقييما عربيا رسميا وشعبيا في العلاقة مع هذه الدول. وذكر المهندس محمود العقرباوي، مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية بوزارة الخارجية الأردنية، أن الملك عبد الله عاهل الأردن جدد خلال زيارته الأخيرة إلى رام الله وقوف الأردن إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتأكيده أن قرار الأممالمتحدة منح فلسطين صفة دولة غير عضو هو قرار تاريخي سوف يشكل أرضية صلبة لاستعادة الحقوق الفلسطينية. وأشار إلى أن الملك حذر من الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس، موضحا أن المسجد الأقصى والحرم الشريف مشمولان بالرعاية الهاشمية وفقا لاتفاقية السلام الإسرائيلية والأردنية، محذرا من أن الاعتداء على الأقصى الذي لايقل قدسية عن الكعبة المشرفة للمسلمين الذين يشكلون ربع سكان العالم.