لأن الصحافة «رضعت من الشيطان».. ولأن صحيفة «الوطن» رضعت من «لبن جهنم» حتى ارتوت.. فقد انفردت فى عددها الصادر أمس الأول بنشر جزء من رسالة مرشد الإخوان، محمد بديع، التى يهاجم فيها القوات المسلحة المصرية ويتهم قياداتها بالفساد.. وبئس ما فعلته «الوطن» فاستحقت «لعنة» المرشد، أمس، حين قال وهو «يصوّت» على «دستوره»: بعض المرضى حاولوا الوقيعة بينى وبين الجيش.. و«البعض» هنا المقصود به «الوطن»؛ لأنها الصحيفة الوحيدة التى نشرت هذه التصريحات..! فى رقبتى اعتذار ل«جلالة المرشد»، وطلب صفح ومغفرة.. وفكرت أن «أهرول» إلى مكتب الإرشاد راكعاً تحت قدميه: «سامحنى يا جلالة المرشد.. اقرأ على رأسى آية الكرسى والمعوّذتين.. أخرج من جوفى السحر الأسود ومن قلبى مرض الحقد.. ومن أمعائى لبناً مدنّساً رضعته من إبليس.. سامحنى لأننا كذبنا على الناس وألصقنا بجلالتك تصريحاً لم تقله.. صحيح أن لدينا ولدى الجميع نسخة من رسالتك الأسبوعية التى ورد فيها هجومك الواضح على قيادات الجيش، واتهامهم بالفساد، ولكن «جلالتكم» قلتم إننا «مرضى»، ونحن كذلك لأن «جلالتكم» لا تكذبون، ولا تنطقون عن الهوى.. كما أنك رضعت من «الملائكة» لبناً طاهراً، فكيف تكذب، ونحن لم نعهد «الإخوان» كاذبين؟! سامحنى يا «جلالة المرشد».. ودعنى أواصل التعبير عن «مرضى» وحقدى الدفين.. فرسالتك الأسبوعية ثابتة ومعتمدة منك شخصياً، وورد فيها الكلام الذى نشرته «الوطن» نصاً، وهذا يعنى أمراً من اثنين لا ثالث لهما: الأول أن «جلالتك» كاذب وتفترى على «قيادات الجيش» دون بينة أو دليل، وفى ذلك إثم كبير أمام الله عز وجل، وجريمة ينبغى محاكمتك عليها جنائياً، والثانى أن كلامك صحيح، وأن قيادات الجيش السابقة فاسدة «كما قلتها نصاً» وينبغى محاكمتها، وفى ذلك اتهام مباشر للرئيس الأستاذ الدكتور محمد مرسى بالتستر على قيادات الجيش والتواطؤ معها ضد الشعب المسكين الذى تحملون همّه، وتذرفون الدمع على أحواله آناء الليل وأطراف النهار.. فإذا صدق كلامك.. فمن الذى منح قيادات الجيش القلائد والأوسمة، وأحاطها بسياج الحماية والحصانة فى مقر الرئاسة.. هل يعنى ذلك أن «مرسى» يعلم مثلك أنهم فاسدون ورغم هذا يتستر عليهم، ويحميهم من المحاكمة؟!.. أم أن «جلالتك» أطلقت هذا التصريح الخطير بهدف زعزعة الجيش وتدمير الروح المعنوية بداخله لأهداف خفية، وفى ذلك اتهام أخطر يستوجب المحاكمة؟! «جلالة المرشد».. هل أنت كاذب.. أم أن «مرسى» متستر ومتواطئ؟!.. أجب عن هذا السؤال، حتى يفهم الناس.. غير أننى سأقتدى بك وأكتب لك رسالة مشابهة لرسالتك الأسبوعية..! خذ هذه الرسالة يا مرشد: خلق الله عز وجل مصر وكتب فى صحيفتها أن جيشاً عظيماً سوف يحميها إلى يوم القيامة.. جيشاً وطنياً رضع ضباطه وجنوده من أثداء أمهاتهم حباً وعشقاً لتراب هذا الوطن.. جيشاً روى بدمائه أرض مصر، وحررها، ولن يتركها ل«خفافيش الظلام» لترتع فيها، وتمنحها «غنيمة» ل«حماس» أو لغيرها.. فالغنائم تُنتزع من المهزوم، ومصر لن تُهزم وفيها شعب هزم كل الطغاة، وجيش دحر كل الخونة والمستعمرين..! سأختم رسالتى الأسبوعية لك يا مرشد بأربع كلمات من محكم التنزيل: «وتجعلون رزقكم أنكم تُكذِّبون» سورة الواقعة - آية 82