سادت حالة من الغضب بين المواطنين والقوى السياسية والهيئات والمؤسسات بالإسكندرية، بعد أحداث القائد إبراهيم الدامية، التى شهدت إصابة أكثر من 100، على هامش التظاهرات التى دعا إليها الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل ولم يحضرها عقب صلاة الجمعة أمس تحت عنوان «حماية العلماء والمساجد». وقال اللواء ناصر العبد مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الإسكندرية، إنه تم ضبط 51 شخصاً على هامش اشتباكات القائد إبراهيم بينهم 18 من مؤيدى الشيخ المحلاوى، و33 من المعارضين، مضيفاً أن المعارضين وجهت إليهم تهم حرق أتوبيسين وتحطيم 3 سيارات شرطة. وحمّل مراقبون حقوقيون، رئيس الجمهورية وحكومة الدكتور هشام قنديل، مسئولية الاعتداء على المتظاهرين واستخدام العنف ضد الرافضين للدستور والمعترضين على قرارات مرسى عبر التواطؤ، متهمين التيارات الإسلامية باعتماد أسلوب استخدام الميليشيات المسلحة فى مواجهة القوى المدنية كحل سريع وفعال لمحاولة «إخراس» المعارضة فى «زمن الإخوان». وأكد مركز نصار لحقوق الإنسان فى شهادته على الأحداث، أن الإخوان المسلمين قرروا إلغاء جهاز الشرطة والقيام بدوره فى محيط القائد إبراهيم، على الرغم من وجود حشود أمنية غفيرة حول ساحة المسجد ووقف حركة المرور تجاه المسجد من جميع الاتجاهات، إلا أن شباب الإخوان أنشأوا لجاناً أمنية غير قانونية على مرحلتين فى مداخل ميدان المسجد، الأولى للاطلاع على إثبات الشخصية لمن يريد دخول الميدان، والثانية لتفتيش المصلين بطريقة غير قانونية. وانتقد أحمد نصار مدير المركز، ما اعتبره إصراراً من الشيخ أحمد المحلاوى، على استمرار اختلاق الأزمات بين القوى الوطنية، عبر إلقاء خطب يصف فيها القوى المدنية بالأفاكين والفلول والبلطجية، واتهامهم بتلقى من 400 إلى 1000 جنيه للتظاهر ضده. كما حمّل الشيخ جابر قاسم وكيل المشيخة الصوفية بالإسكندرية، الرئيس محمد مرسى مسئولية ما حدث من اشتباكات بمحيط مسجد القائد إبراهيم بين التيارات الإسلامية والقوى المدنية، قائلاً: «أنت الشرعية الوحيدة فى البلاد بعد الثورة، وكان لابد من وقف نزيف الدماء بساحات القائد، وحث التيارات الإسلامية على ضبط النفس وعدم إثارة الفتن وقتل أخيهم المسلم وبيت الله لم يمسه أحد بسوء». وتساءل قاسم، عن موقف وزير الأوقاف، الذى أصدر قراراً بعدم الحديث فى السياسة على منابر المساجد، القرار الذى لم ينفذ أو يفعّل، مع استمرار استخدام التيارات الإسلامية للمساجد ليس فقط للحديث فى السياسة، بل لحشد المواطنين والسيطرة على أفكارهم، قائلاً: «فالأزمة خلقت بسبب حديث الشيخ أحمد المحلاوى من على المنبر وتوجيه الناخبين»، مطالباً وزارة الأوقاف بتفعيل قراراتها ووقف الحديث فى السياسة ومعاقبة الإمام. وعن هتافات وشعارات التيارات الإسلامية الجمعة الماضية «الإسلام قادم»، قال قاسم: «لا الإخوان ولا السلف منوطون من قبل الشعب بحمل راية الإسلام وليسوا أوصياء على المسلمين»، لافتا إلى أن «الإسلام مش محتاج حد يدافع عنه، لأنه موجود بقلوب المصريين، فشعبنا متدين بفطرته وإسلامه وسطى وليس متشدداً». وأشار إلى أن الإخوان والسلف يتبعون المذهب الوهابى والجهادى، لافتاً إلى أنهم يسعون للاستحواذ على سلطة ليس مصر فقط بل العالم أجمع، قائلاً: «مَن بديع والشاطر حتى يكونا مسئولين عنا، فليس لهما شرعية أو سلطة؟». وواصلت الأحزاب والقوى الثورية، استنكارها لترديد التيارات الإسلامية أنباء بمشاركتها فى اشتباكات الجمعة، وقال عصام عبدالمنعم أمين حزب الكرامة بالإسكندرية، «نحن غير مشاركين فى التظاهرات لانشغالنا بالدستور وتوعية عامة الشعب وما يثار حول مشاركتنا عار تماماً من الصحة ومحاولة لإقحامنا فى دائرة العنف». وأدان حزب التجمع أحداث العنف، محذرا من استخدام دور العبادة «الكنائس والمساجد» فى أى من أغراض أو دعاية سياسية، لافتاً إلى أن ما حدث كان رد فعل لاستخدام المسجد للدعاية وحث الناخبين على التصويت ب«نعم» فى الاستفتاء على الدستور، وأكد أحمد سلامة أمين الإعلام بالحزب، أن الحزب يدق ناقوس الخطر ويهيب بوزارة الأوقاف معاقبة ومنع الأئمة التابعين لها وغير التابعين من استخدام المنابر واستغلال الخطب الدينية للتوجيه لأى فكر أو آراء سياسية بالشارع المصرى، وكذلك نهيب بكافة القوى السياسية وتيارات الإسلام السياسى عدم إثارة مشاعر المواطنين فى هذه اللحظات الحرجة التى يمر بها الوطن ويحذر من تداعيات الموقف الذى ينذر بإحراق الوطن. وعلى الجانب الآخر، استنكر حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية محاولة اقتحام مقره بمنطقة محرم بك، معتبراً أن هذه الاعتداءات هى حلقة فى مسلسل الإفلاس السياسى لأنصار جبهة الإنقاذ محاولين عرقلة مسيرة الاستقرار وبناء الدولة، حيث حاول 20 من سكان منطقة محرم بك اقتحام مقر الحزب مرتدين أقنعة «فانديتا»، وكسروا لافتاته. وأكدت المصادر الأمنية، أن قوات الشرطة تمكنت من السيطرة على الأحداث التى شهدها الجمعة الماضى بعد أن نجم عنها إصابة 98 مواطنا، تم إسعافهم وخروجهم ما عدا 2 منهم تم حجزهما بالمستشفى، أحدهما مصاب بطلق خرطوش والآخر مصاب بجرح طعنى و8 من قوات الشرطة «ضابط - أمين شرطة - 6 مجندين»، إضافة إلى المصابين الذين خضعوا للعلاج فى المستشفيات الخاصة ولم تبلغ الصحة بهم. وأوضحت وزارة الداخلية فى بيان رسمى لها أنها تمكنت من الفصل بين الطرفين وضبط 53 من مثيرى الشغب، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية قِبل الواقعة والمضبوطين، وتقوم الأجهزة الأمنية بتنفيذ خطة تأمين المدينة من خلال الدوريات الأمنية، والتمركزات لجميع المحاور الرئيسية بالإسكندرية.