قال الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن السياسة لا تعرف التفاؤل ولا التشاؤم، وما يحدث في مجلس النواب والمشهد السياسي في مصر طبيعي، مؤكدا أن البرلمانات في العالم كله تشهد تشابكات وملاسنات. وأضاف هلال، خلال لقائه مع الاعلامية لبنى عسل ببرنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة"، أن وجود أغلبية في البرلمان في كل دول العالم أمر طبيعي وهو ما نفتقده في مصر حتى الآن، مؤكدا أن الديمقراطية هي عملية تعلم متواصل وعلينا الانتظار على النواب حتى تنضج تجربتهم السياسية. وأضاف هلال أن وجود أكثر من ائتلاف داخل مجلس النواب في مصلحة الديمقراطية في مصر، قائلا: "من الضروري أن يتم عقد دورات تدريبية لنواب البرلمان حتى يتمكنوا من آداء دورهم الوطني". وأكد هلال أنه "يجب ألا نشكك في وطنية أحد من الوزراء، الجميع يسعى لنجاح الحكومة في تحسين معيشة المواطن، لا أرى مبررا للتسرع في الإعلان عن موعد تقديم بيان الحكومة للبرلمان ثم التراجع عنه". وأوضح هلال أن من يتصدر العمل العام في السياسة يجب أن يتقبل النقد والرأي والرأي الآخر، مؤكدا أنه بعد ثورة يناير مصر شهدت حالة فجة من التهكم والهجوم على السلطة والدولة. وأشار هلال إلى أن احترام رئيس الدولة يحفظ هيبتها، وهو المتعارف عليه في كل دول العالم، مؤكدا أن رئيس الجمهورية رمز للدولة المصرية واحترامه احترام لهيبتها، وهذا لا يمنع انتقاد قراراته ولكن باحترام. واستكمل هلال "مصر شهدت في يناير 2011 انتفاضة جماهيرية بدون قيادة أو رؤية، والدليل أن الشباب لم ينجحوا في تشكيل ائتلاف موحد"، مشيرا إلى أن البيان الخاص بتكوين بديل الصادر عن حمدين صباحي وأنصاره مجرد تغيير لاسم تيار. وأوضح هلال أن مصطلح "تيار مدني" فيه تلميح بأن الرئيس السيسي قادم من المؤسسة العسكرية، رغم أنه منتخب بإرادة حرة، قائلا: "الرد على مبادرة البديل المدني التي أطلقها حمدين صباحي لا بد أن يكون عن طريق مبادرة سياسية". وتابع هلال: "مازلنا في مرحلة انتقال عقب ثورتين، والمشهد السياسي لم يستقر بعد"، مؤكدا أن الرد على مبادرة حمدين صباحي يكون من خلال القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب، ولا أعتقد أن تلقى أي صدى أو رواج في الشارع المصري.