كد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أنه يعتقد أن تسوية سياسية لا تزال ممكنة لمنع بدء تدابير التقشف القاسية في نهاية العام. ووصف أوباما نفسه بأنه "لا يزال على استعداد ويرغب في التوصل إلى حزمة شاملة"، لتجنب ما يسمى بحافة الهاوية المالية بسبب زيادة الضرائب وخفض الإنفاق التي تهدد بعرقلة الاقتصاد الأمريكي. كما أظهر استعدادا للنظر في إجراء جزئي يمكن أن يؤدي تدريجيا للتوصل إلى حلول على المدى الطويل. وتابع أوباما "10 أيام، نحن نواجه موعدا نهائيا، 10 أيام، وبموجب القانون الحالي، من المقرر أن ترتفع معدلات الضرائب على معظم الأمريكيين". وأشار إلى الاتفاق القائم على منع زيادة الضرائب على معظم الأمريكيين، على الرغم من خلاف الجانبين بشأن زيادة الضرائب على المواطنين الأمريكيين الأكثر ثراء. وأضاف "على أقل تقدير، دعونا نتفق الآن على ما نتفق عليه بالفعل. دعونا ننتهي من هذا"، داعيا إلى تسوية بشأن الضرائب والتأمين ضد البطالة ووضع "أساس" لخفض العجز. وقال إنه سيوقع مشروع هذا القانون بحلول أول يناير المقبل. وحث أوباما، الذي سيتوجه إلى هاواي للاحتفال بعيد الميلاد (كريسماس) مع عائلته، المشرعين وهم يتوجهون إلى منازلهم بمناسبة عطلة عيد الميلاد إلى التفكير في الحاجة إلى اتخاذ إجراء وهم يقضون الوقت مع أسرهم ويحتفلون بعيد الميلاد. وأضاف "لا أحد يستطيع الحصول على 100 بالمئة مما يرغب، وهذا ليس مجرد تنافس بين الحزبين حول من يبدو بشكل جيد ومن يبدو بشكل سيء". وكان رئيس مجلس النواب الأمريكي، (الجمهوري) جون بينر، دعا في وقت سابق أوباما وأعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري إلى التحرك لتفادي "حافة الهاوية المالية" بعد ساعات من اضطراره إلى سحب اقتراحه المعروف باسم "الخطة ب" قبل طرحها للتصويت في الكونجرس. وقال بينر إن "مجلس النواب لم يعتمد قانون الضرائب الليلة الماضية، لأننا لم نحصل على الأصوات اللازمة لتمريره. هذه ليست النتيجة التي نريدها ولكن هذه كانت إرادة مجلس النواب". وأضاف أن "لذلك إذا لم يتحرك الرئيس والكونجرس فإن معدل الضرائب سيرتفع على كل دافع ضرائب أمريكي وسيتم خفض الإنفاق العسكري بصورة كارثية خلال 10 أيام". وقال إن الجمهوريين سيواصلون العمل مع أعضاء الكونجرس في كلا المجلسين (النواب والشيوخ) لتفادي هذا الموقف وأكد أنه لن يتخلى عن المحادثات مع أوباما. وأضاف "هناك خلافات بيننا ولكن بلادنا لديها مشكلات كبيرة في الإنفاق وعلينا أن نحاول حلها بجدية". وقال بينر إنه يمكن الوصول إلى حل من خلال الاعتماد على قانون وافق عليه مجلس النواب الذي تسيطر عليه أغلبية جمهورية خلال الصيف الماضي يبقى على معدلات الضرائب عن مستواها الحالي وفي الوقت نفسه ينطوي على خطة منفصلة لتفادي خفضا كبيرا في الإنفاق. وأشار إلى أن مجلس الشيوخ الذي تسيطر عليه أغلبية ديمقراطية تجاهل هذا القانون. يذكر أن "حافة الهاوية المالية" عبارة عن حزمة إجراءات تقشفية من خفض الإنفاق العام وزيادة الضرائب بقيمة 600 مليار دولار سيجري تطبيقها على الفور مع بداية العام المقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بديل بين الإدارة الأمريكية والكونجرس. ويعتبر الكثير من المحللين أن تطبيق هذه الحزمة سيدفع بالاقتصاد الأمريكي المتعثر إلى دائرة الركود مجددا. ويدعو أوباما الكونجرس، الذي يسيطر حزبه الديمقراطي على مجلس الشيوخ في حين يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب، إلى تمرير زيادة الضرائب على الأغنياء، في حين يعارض الجمهوريون هذا التوجه.