استمعت محكمة جنايات الاسماعيلية المنعقدة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس اليوم، إلي أقوال شاهدي الإثبات علي عثمان حسن، ومحمد خالد محمد ومحمد رضا توفيق، حيث بدأت الجلسة الساعة العاشرة والنصف صباحا، وفور اعتلاء هيئة المحكمة المنصة، طالب أحد المحامين من هيئة الدفاع عن المتهمين، بعرض لوحة للمدرج الشرقي لاستاد بورسعيد، قدمها إلي هيئة المحكمة لعرضها علي الشهود، ومناقشتهم بناء عليها فأمرت المحكمة برفع الجلسة لحين إعداد اللوحة للعرض، مما أثار غضب المتهمين داخل القفص بسبب رفع الجلسة لإحساسهم بحالة من القلق والتوتر. سجل أحد المحامين المدعين بالحق المدني، اعتراضه علي اللوحة التي قدمها الدفاع، مؤكدا أنها ليست حقيقية وحدث بها تلاعب ولا يجوز للشاهد أن تؤخذ شهادته بناء عليها. واعتلت هيئة المحكمة المنصة مرة أخري واستمعت إلى أقوال الشاهد علي عثمان 19 سنة طالب، الذي قال إنه ذهب إلي ستاد بورسعيد، مستقلا سيارة ملاكي مع عدد من أصدقائه وكان يرتدي تي شيرت احمر فقال له صديقه "اخلعه احنا مش متأمنين، احنا في عربية لوحدنا" وفور وصولهم إلي بورسعيد بين الشوطي،ن تقابلوا مع عسكري أمن مركزي الذي أخبرهم بضرورة خروجهم قبل نهاية المباراة بخمس دقائق قائلا "اطلعوا بسرعة علشان هايحصل قلق". أضاف أنهم دخلوا الاستاد دون إجراءات تفتيش كالمعتاد، وبدون تذاكر وجلسوا أسفل شاشة العرض مباشرة، وقبل انتهاء المباراة، حاولوا الخروج الإ أن ثلاثة من أصدقائه فقط خرجوا وتبقي آخر داخل المدرج، فتبعه الشاهد لإخراجه لكنه صمم علي البقاء مع جماهير الاهلي، ثم توجه الشاهد إلي الممر للخروج من الاستاد، فوجده مغلقا والتقي بأمين شرطة وطلب منه فتح الباب فرفض، وتركه وانصرف فصعد إلي المدرج مرة أخري في محاولة منه للخروج من البوابة الثانية، فوجدها مغلقة أيضا وقبل انتهاء المباراة بدقائق قليلة، فوجئ بجمهور النادي المصري ينزلون إلي الملعب متجهين إلي مدرج الأهلي، وسمح الأمن لهم بالمرور وهجموا عليهم وضربوهم بالأسلحة البيضاء من عصي ومطاوي وأسلحة أخري لا يعرف اسمها منها الجنازير بعضها ملفوف بطريقة معينة أو في نهايتها "كورة حديد" وعصاية شمسية بها مسامير وحاول جمهور الاهلي الفرار إلي الممر، لكنهم لم يتكمنوا من الخروج، وكانت جماهير المصري تعتدي بالضرب علي كل من يرتدي التي شيرت الاحمر وكان "ضرب موت مش عادي" وأنه تعرف عليهم من لهجتهم البورسعيدية. أشار الشاهد إلى أنه حاول الاستغاثة بأحد جنود الامن المركزي وقام بتوصيله إلى شخص من جماهير المصري يقوم بسرقة متعلقات جماهير الأهلي والاعتداء عليهم بالضرب، فاكتفي المجند بصفع هذا الشخص علي وجهه، وتركه يلوذ بالفرار فقال له الشاهد: "انت مش هاتقبض عليه" فرد المجند "انت مش هاتعرفني شغلي" مضيفا: "وجدت أحد أصدقائي بالصدفة، غارقا في دمائه نتيجة طعنه بالسكين، وحاولت إنقاذه وطلب مني إحضار حذائه من داخل الممر، وعند نزوله فوجئ بالبوابة الحديدية سقطت علي الجماهير الذين حاولوا الفرار من الضرب والتعذيب إلي الممر وشاهد عددا كبيرا من الجثث وكانت جماهير المصري تلقي بالشماريخ داخله ويقولون لجماهير الاهلي " احنا هانعلمكم ماتدخلوش البلد دي تاني " وبعد خروجه من الاستاد قام شخصين ملتحيين بتوصيله الي المطار وجه دفاع المتهمين سؤالا إلى الشاهد عما اذا كانت قوات الامن قد اعتدت علي جماهير الاهلي فأجاب " أيوة" وهنا صفق المتهمون من داخل القفص وأهاليهم فغضب رئيس المحكمة وقال لهم "بتصقفوا علي ايه ، هو انا شغال في مسرح" وأمرهم بالتزام الهدوء وطلب الدفاع اثبات تناقض اقوال الشاهد فاعترض أحد اهالي الشهداء والمدعين بالحق المدني لأنها أسئلة إيحائية وموجهة فقالت المحكمة "كلكم أمانة في رقبتي وأنا عارف أنا بعمل ايه". استمعت المحكمة إلي الشاهد السادس والاربعين محمد خالد محمد زلط طالب بكلية تجارة جامعة عين شمس، الذي شهد بمضمون ما سبق وأضاف أنه فوجئوا بجماهير المصري تنزل الملعب وتتجه إلي مدرج الأهلي وقام رجال الشرطة بالتعدي بالضرب علي جمهور النادي الاهلي في المدرجات، وتم إطفاء أنوار الاستاد في ذلك الوقت، وشاهد عدد من أصدقائه تم إلقائهم من اعلي المدرجات، واضطر إلي خلع تي شيرت الاهلي وارتداء لون آخر غير الأحمر ووجد بوابات الممر "واحدة مغلقة واخري ملحومة". وقال الشاهد محمد رضا توفيق23 سنة "عامل": إنهم بمجرد وصولهم قرية الكاب، كان في انتظارهم الشرطة العسكرية واصطحبتهم وأثناء اتجاههم الي الاستاد، فوجئوا بعدم وجود قوات الأمن التي تقوم بتأمينهم فى الاستاد، وأنهم ساروا بالطريق المعاكس، وفور وصولهم الاستاد، قامت جماهير المصري بشتمهم وسبهم وقذفهم بالحجارة وإلقاء الشماريخ. وكان هناك عدد من جماهير المصري ينزلون إلي ارض الملعب كل خمس أو عشر دقائق وكانت قوات الامن "بتطبطب عليهم" وفور انتهاء المباراة، اندفعت جماهير المصري إلي الملعب وسمع بعض منهم يقولون "احنا جايين نقضي علي الالتراس الاهلاوي" وقاموا بالتعدي عليهم بالكراسي والأسلحة البيضاء وفوجئنا بإختفاء الامن من المدرجات عقب انتهاء المباراة. اضاف الشاهد للمحكمة: "ماعتقدش إن فيه طفل عنده 11 سنة عنده سابقة مع جماهير المصري علشان يموتوه" وأن هناك شخصا توفي بجواره بسبب الاعتداء عليه، فسأله الدفاع "يعني مات جنبك ومش قادرين يموتوك انت" مما استفز اهالي المجني عليهم وصرخ احدهم قائلا " هو احنا كفرة .. 74 واحد ماتوا هو احنا كنا في حرب مع اسرائيل"، وعندما توجه إليه حرس المحكمة لتهدئته رد عليهم: "اعدموني أو احبسوني .. احنا ولا بناكل ولا بنام ومش عارفين نكسب جنيه" وانتابته حالة من الهياج العصبي، وسقط مغشيا عليه مما أحدث حالة هرج ومرج داخل القاعة، وصرخت إحدي السيدات قائلة: "عم سمير عنده القلب .. موتوه ياولاد الكلب لو مااتعدموش احنا هانعدمهم" فامرت المحكمة برفع الجلسة وإحضار سيارة اسعاف لإنقاذ والد الشهيد.