يظل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو المؤثر الأكبر في الثورات والمظاهرات التى تحدث فى البلاد، فبعد الدور الكبير الذى لعبه موقعا التواصل الإجتماعى "فيس بوك"، و"تويتر" نحو تجميع الناس للنزول للشارع المصرى يوم 25 يناير 2011 للتنديد بحقوقهم وإسقاط النظام الحاكم "مبارك"، وتتجدد الآن التنديدات عبر مواقع التواصل "فيس بوك"، و"تويتر" لقيام ثورة آخرى لإسقاط نظام الإخوان المسلمين. فقد قامت ثورة 25 يناير بتغيير الكثير من مسار قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويظهر هذا بشكل كبير على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" حيث تلونت معظم البوستات التى تتداول عليه باللون السياسى "المحايد، والمعارض، والساخر". كما قام بعض الشباب بالتنديد عبر صفحات "فيس بوك" لمقاطعة شركات المحمول الثلاث "فودافون، وموبينيل، واتصالات" يوم 28 يناير، وهو ذكرى جمعة الغضب 28 يناير 2011، والتي استشهد فيها الكثير من شباب الثورة، متهمين أصحاب هذه الشركات بالتواطؤ مع النظام السابق فى قطع خدمات المحمول عن المواطنين لعدم تواصلهم مع بعضهم البعض ومع أهاليهم. ومن جانبه يقول المهندس أشرف حليم نائب رئيس شركة "موبينيل" "أن شركات المحمول لا ذنب لها بهذا الانقطاع ولا تواطئا منهم مع النظام السابق كما يزعم البعض، بل كان تنفيذا لمطالب الدولة والتى كانت شرط من شروط حصول الشركات على رخصة تقديم خدمات المحمول"، مشيرا إلى أنهم كانوا سيتعرضون لمسائلة قانونية فى حال رفض القطع. وأكد حليم أن النظام الحالى لم يطلب ولن يطلب من شركات المحمول قطع الخدمة كما حدث من قبل، حيث ترددت مخاوف من البعض أنه فى حال انقلاب احتفالات ذكرى ثورة يناير هذا العام إلى ثورة ثانية للانقلاب على الحكم الحالى أنه قد يحدث قطع خدمات المحمول والانترنت، مشيرا إلى أنه لكى يحدث ذلك لابد من إعطاء جواب رسمى للشركات للقيام بذلك وليس بطريق شفهى كما حدث من قبل، فليس من المعقول قيام أحد بالإمضاء على هذا الجواب وتحمله للمسئولية. وكشف عن قيام الشركة بأخذ تصاريح لزرع كابلات إضافية فى مناطق التجمعات بالتحرير وقصر الإتحادية يوم 25 يناير لتحمل الضغط الشديد على الشبكة فى ذلك اليوم، موضحا أن البطء الذى يحدث فى تحميل الصور والفيديوهات فى هذه المناطق يأتى من الضغط الشديد على الشبكة. وعن إيرادات الشركة منذ ثورة يناير، يرى حليم أن الوضع الاقتصادى العام للبلاد فى العاميين الماضيين كان له مردوده القوى على إيرادات شركات المحمول ككل، وشركة موبينيل بوجه خاص، حيث مرت الشركة ببعض الإضطرابات السياسية خلال عام 2011 من دعوة لمقاطعة الشركة وتحويل عملائها للشركات الأخرى مما أضر بإيرادتها. وأيده الرأى المهندس خالد حجازى، مسئول العلاقات الحكومية والخارجية بشركة "فودافون"، حيث يرى أن شركات المحمول كانت تنفذ مطالب الحكومة فقط، وتمنى أن يعى الشعب المصرى ذلك. وعن إيرادات الشركة منذ ثورة يناير يقول حجازى "أن انقطاع الخدمة فى يناير 2011، والفوضى التى حدثت فى ذلك الوقت، من استيلاءات وحرق وتكسير محطات الشركة، وتكسير واقتحام فروعها فى كثير من المحافظات، أدى بها إلى خسائر كثيرة، مضيفا أن الركود الاقتصادى الذى يصيب الدولة الآن له تأثير أيضا على إيرادات الشركة بشكل سلبى.